هموم المواطن ومشاكله.. سلبيات العمل..بؤر الفساد.. الرقابة المجتمعية.. ومصطلحات أخرى دائماً ما ترافق العمل الإداري في أي مكتب أو مؤسسة خدمية, خصوصاً عندما يقف المواطن محتاراً حيال العديد من الإشكاليات وصور الفساد اليومية المتكررة، لا يدري كيف يتصرف والى أين يذهب؟.. لكن من خبر وتمرس التعامل مع الناس وأحس بهم ، لا يألوا جهداً في خدمتهم, واضعاً رضى الله أولاً ثم الواجب الذي يحتم عليه الإتقان والتفاني في العمل.. هذه هي الصورة التي تشاهدها في ديوان أمانة العاصمة وبالخصوص إدارة الشكوى, التي عمل أمين العاصمة عبدالقادر هلال على استحداثها فور توليه قيادة الأمانة, لتكون الخط الساخن مع عموم سكان الأمانة.. ورغم العمل المضني المتواصل بشكل يومي، في استقبال كميات كبيرة من الشكاوى والتظلمات والمراجعات من المواطنين، إلا أن حسن وسلاسة الإجراءات، ووجود الشيخ دهم ناجي أبو لحوم الرجل المعروف بتفاعله ونشاطه الاجتماعي والإداري على رأس تلك الإدارة, حولها إلى خلية نحل تواكب وتنجز وتفرز كل يوم المئات من المراسلات والشكاوى، في إطار العمل بصمت ونكران ذات وبروح الفريق الواحد, المتمثل بموظفي إدارة الشكوى الذين تسبق ابتسامتهم كل معاملاتهم مع غيرهم ومع بعضهم البعض.. ولعل هذه الصورة الرائعة من التعامل والارتقاء بالعمل المؤسسي داخل إدارة هامة كإدارة الشكاوى بأمانة العاصمة, غيرت وبلا شك الصورة السلبية المرسومة في أذهان الكثيرين, حتى أن البعض لايكاد يصدق بان معاملاته وشكاويه وتظلماته التي يسلمها لهذه الإدارة، ستلقى الاهتمام والتفاعل في حلها من قبل الجهات المسؤولة، وكيف ذلك وهو قد اعتاد على رويتين طويل عريض, لا يمكن أن يخرجه إلى حل بقدر ما يجعله يفكر مذ أول وهلة يلج فيها أي مكان بالبحث عن الطرق المختصرة مهما كلف الثمن.. فوجود إدارة للشكاوى في مرفق يقصده سكان مدينة يتجاوزون المليون ونيف، لاشك انه سهل كثيراً من عناء المتابعة والازدحام والمماطلة والتسويف, لتصبح مثل تلك الإدارة أنموذجاً تفتقر إليه العديد من الوزارات والمؤسسات والمكاتب الحكومية، ذات التعامل اليومي وغير اليومي مع جمهور المواطنين والمستفيدين.. فمتى سنرى الصورة الحضارية في التعامل تتأصل فينا سلوكاً وثقافة, وتترسخ لدى القائمين على الجهات والمؤسسات المسؤولة لتحذو حذو أمانة العاصمة وأمينها عبدالقادر هلال؟..