المواجهات التي تدور حالياً في صنعاء بين طرفي الانقلاب صالح والحوثي ، احدثت تغييرات مختلفة على مستوى الجوانب السياسية والجماهيرية والاعلامية والمواقف الداخلية والخارجية والمحلية والدولية ، وافرزت عدة توقعات للمستقبل القادم الذي ستعهده صنعاء والدولة الشرعية والاطراف اليمنية . التأييد والتضامن لانتفاضة صنعاء وموقف الرئيس السابق ضد جماعة الحوثي من قبل اغلب انصار الدولة الشرعية وكل مكوناتها والتحالف العربي وبعض من المجتمع الدولي ، كشف ان الاطراف اليمنية ممكن أن تتعايش وتتفق وتتقارب وتتشارك مع بعضها ، ما عدا جماعة الحوثي التي اصبح من المستحيل ان تتعايش مع أحد أو احد يتعايش معها ، فهناك اجماع يمني للوقوف ضدها ، وهناك شبه اجماع عربي على ضرورة التخلص من مشروعها في اليمن وتأييد اي طرف يقف ضدها . الانتفاضة ضد جماعة الحوثي لن تجعل صنعاء تهدأ مبكراً ، إلا في حالة تصالح طرفي الانقلاب صالح والحوثي والاتفاق على شروط لايقاف الحرب بينهما من ضمنها بقاء نفوذ كل طرفً على المنطقة التي يسيطر عليها ، بالاضافة إلى شروط اخرى في المجال الاداري والعسكري والسياسي ، وفي هذه الحالة ستعود صنعاء إلى الوضع الذي كانت عليه قبل المواجهات الداخلية ، وتأجل انتفاضتها إلى مرحلة قادمة تتزامن مع وصول الشرعية إلى ابواب مدينتها ، حيث سيساند ابناءها الشرعية وسيشاركون معها في التخلص والقضاء على الانقلاب . أما في حالة عدم تصالح الحوثي مع صالح والاتفاق على هدنة لايقاف المواجهات والوصول إلى حل يقبله الطرفين ، فهذا يعني ان المواجهات في صنعاء سيطول عمرها ، ولن تنتهي إلا في حالة قضاء طرف على الطرف الآخر ، وهذا ما سيجعل الانقلاب يضعف في جبهات المواجهة مع الشرعية ، كون كل طرف في الانقلاب سيسحب ميليشياته وعناصره ليستخدمها في المواجهة الداخلية بصنعاء . إذا انتصر الحوثي على صالح وقضى عليه ، فأنصار صالح سينضمون مع الشرعية وستكون صنعاء على موعد مع مواجهات جديدة بين قوات الشرعية وجماعة الحوثي . أما في حالة انتصار صالح على الحوثي وقضاءه عليه ، فأن صنعاء ستكون على موعد مع صلح سياسي يستعيدها عاصمة للدولة الشرعية وفق شراكة تشمل جميع الاطراف اليمنية ما عدا الحوثي .