انتهيت من اجراءات نقل ملكية المنزل القديم الذي اشتريته مؤخرا بغرض هدمه وبناء برج سكني مكانه، البيت قديم جدا بعبق مدينتا العتيقة يتكون من طابقين أعمدته خشبيه وسقفه من الخشب ونوافذه كبيره جدا تشبه المشربيات، ايل للسقوط يحكي انه بني قبل اكثر من 100عام لتاجر يوناني عجوز كون ثروة هائلة من تجارته في القطن المصري، بناه لزوجته الشابه الجميلة التي أحضرها من اثينا .. في الصباح حاولت فتح الباب الرئيسي للبيت لكن لم اتمكن من ذلك أكثر من نصف الباب مدفون تحت الارض بسبب ارتفاع الشوارع من حوله، احضرت نجار كي يخلع الباب الرئيسي حتي اتمكن من دخول البيت المهجور من سنين لا اعرف عددها ... ما ان صعدت أول درجات السلم المؤدي للطابق الثاني حتي شبك في شعري المعجد خيوط عناكب رمادية محلمه بالغبار ورأيت علي درجات السلم ثوب ثعبان وفضلات فئران، دفعت باب الطابق العلوي ببطء وحذر ، صوت صرير و(تزييق) الباب محزنا جدا وكأنه يبكي حزنا علي اهل الدار السابقين ... البيت خالي تمام من اي شئ سوي سرير حديدي قديم ليس عليه اي فرش ، شاهدت طائر اسود محلقا في سقف المنزل أرتطم في رأسي اكثر من مرة في محاولاته الهروب من النافذه وأنا احاول ان اتبتعد عنه صدمت السرير فسقط ارضا وتفكك ولاحظت ان لفافه ورقية سقط من ماسورة السرير فتحتها لاجدها ورقة مكتوبة بلغة اجنبيه بداخلها مكحلة نحاسية قديمه، تفحصت باقي اركان المنزل كل شئ يؤكد انه مهجور من عشرات السنين ، جلست علي أحد درجات السلم وأخرجت هاتفي لأاستخدم مترجم جوجل لترجمة الخطاب من لغته الي العربية ألتقطت صورة للخطاب وأرسلتها للتطبيق الذي أخبرني ان لغة الخطااب يوناني،وأليكم نص الخطاب ( أبنتي العزيزة بيرنا... أفتقدك كثيرا، بعد ان ركبتي البحر متجهه الي مصر انطفأ نور الحياة في بيتنا .. أشعر بمدي معانتك بعد ان ارغمك والدك بالزواج من هذا الكهل .. لكن يا ابنتي تعلمين ضيق الحال الذي حل بنا بسبب الحرب العالمية، المصنع الذي يعمل به والدك سرح العاملين ... والجيش النظامي أجبر أخاك ستيفن للانضمام الي قوات الحلفاء ... الكثير من جيراننا هاجروا الي الشرق الاوسط .. انتظر أول اجازة يعود فيها ستيفن وسنهرب الي الاسكندرية ... أرسلت اليكي حلوي كرات اللوز التي تحبينها .. وارسلت اليكي مكحلة سحرية أحضرت كحلها من عند العرافة العمياء أتذكرينها .. قالت لي عندما تتكحل بيها عيون ابنتك ستري زوجها أصغر من نصف عمره وتراه شديد الوسامه .. تكحلي به ياحبيبتي حتي تطيقين معاشرته .. اشكرك كثيرا علي الهديا .. الفستان القطني رائع جدا وأصنص الياسمين رائحته جميلة لم اشمم مثلها من قبل .. والحذاء الجلدي الذي ارسلتيه لوالدك طبيعي من جلد الابقار ومريح جدا ... وبدلة ستيفن يبدوا انها أحدث صيحة ربما يكون هو اول من يرتدي مثلها في اليونان ... والخمس جنيهات استبدلتها بعملتنا المحلية الدرخما وستكفينا لمدة 3 شهور اضافية ... كل الشكر لكي ياابنتي تحياتي وقبلاتي الحارة .... والدتك المحبة صوفيا ... تحرر في 12/10/1917) فرحت كثيرا بهذأ الكنز (المكحلة ) أكثر من فرحتي بصفقة شراء البيت وخططت لان تستعمل زوجتي هذه المكحلة نظفتها من صدأ تأكسد النحاس حتي أصبح لها برق كالذهب وفتحتها وجدت اكثر من نصفها كحل هذا جيد... ذهب الي محل هدايا وطلبت منهم ان تلف بشئ لائق كهدية وفي المساء أشتريت باقة ورد وقدمتها لزوجتي ، أقنعتها اني أشتريتها لها من محل أنتيكات كانت في الأصل لأميرة من أسرة محمد علي . فرحت بها كثيرا عندما صدقت كذبي ... عجيب أمرها لا تعجب بالملابس ولا الاشياء الا عندما يكون سعرها مبالغ فيه ... قلت لها الا تجربي كحل الاميرات في عينيك ياحبيبتي .. أبتسمت بكبرياء وذهبت الي مرأتها لتتجمل وتتكحل .. وانا أتخيل فرحها عندما تراني بعد ان تضع الكحل ياااااه ستراني في عمر الشباب وتراني أشد وسامه كما جاء في نص الخطاب .. وبعد ثلاث ساعات خرجت من غرفتها متزينه كنت أنا قد غفوت علي كرسي الانتريه وصحيت مفزوعا علي صراخها حراااامي حرررامي وممسكه بيدها عصاية المكنسة ... قلت لها أهدأي أنا ابو العيال جوزك ... ردت هذا صوتك لكن أين كرشك وصلعتك لا انت لست زوجي ... بجواري كوب ماء وضعت الكثير منه في فمي ونفخته في وجهها حتي أبطل مفعول الكحل ... فركت عينيها وقالت هذا انت لا حرمني الله من كرشك ولا صلعتك ولا تجاعيدك ... ما هذا الكحل انه سحري أضطررت أن أقول لها الحقيقة... ضحكنا كثيرا وقالت أتدري كم كنت جميل وأنا مكتحلة دقيقة سأضع الكحل مرة أخري ... وبعد ساعة رجعت والكحل بعينيها تتأملني وتقترب مني وقالت بصوت عذب بما أنك رجعت الي ريعان شبابك ... ( أنزل وحيات عيالك غير لي أنبوبة البوتجاز )