يوماً بعد آخر يثبت فخامة الرئيس هادي أنه الرجل المناسب في المكان المناسب، ولنتأكد من هذا، يمكن لنا أن نتخيل كيف سيكون الوضع لو لم يكن الرئيس هادي هو الرئيس الحالي. لا يفكر خصوم الرئيس هادي في هذه الجزئية فهم لا يفكرون أصلاً أبعد من أرنبة أنوفهم، ولو أنهم اقتطعوا دقائق معدودة فقط لعرفوا الوضع الكارثي الذي سيكون لو أن شخصاً آخر هو الذي يحل محل هادي، والبدائل معروفة وسيئة. في الجنوب قدم الرئيس هادي للجنوبيين مالم يقدمه أي طرف جنوبي آخر، فمن يمسك بالسلطة الأمنية في الجنوب اليوم جنوبيون، ومن يمسك بالسلطة العسكرية في الجنوب اليوم جنوبيون أيضاً، ورئيس الحكومة من الجنوب، والقيادات الجنوبية موجودة وحاضرة في المستشارية وفي السفارات والقنصليات حول العالم، وهذا أمر غير مسبوق، وقد انهارت إمبراطورية عفاش وشبكة المتنفذين الذين كانوا يسيطرون على كل شيء في عدن والجنوب، ولم تتبقى سوى جيوب صغيرة تستغل انشغال الشرعية بمعركتها في الشمال لممارسة هوايتها القديمة في الجنوب وهذه الجيوب يعلم أصحابها يقيناً أنه موعدهم قادم مهما تأخر. شمالاً، يثبت الرئيس هادي أنه الورقة الرابحة، وصموده في معركة التحرير هو طوق النجاة لهذه المحافظاتالمحتلة من المليشيات الانقلابية، وهو شخص لا يعرف طريق المساومات والتسويات، ولو كان يرغب بها لكان قد اختارها مقدماً مصلحته على المصلحة العامة، لكنه رفض الإذعان لهذه المليشيات رغم أنها حاصرت منزله في ظل تواطؤ وانبطاح الكثيرين، وصمد وغادر صنعاء ليحررها، واستعان بإخوته العرب، ورفض كل المحاولات لإيجاد حلول وسط، مشترطاً إنهاء الحالة الانقلابية بشكل كامل ومن دون شروط، وهو موقف وطني عظيم يستحق أن يخلده التاريخ بأحرف من نور. أما معركة الرئيس هادي ضد الإرهاب فقد قادها مرتين، وانتصر في المرتين. لا يزال هادي ممسكاً بزمام القرار، وقد أثبت أنه الشخص الوحيد القادر على هذا الأمر، والذي يمكن أن يثق فيه الشعب، وأنه شخص غير قابل للكسر، وغير متاح للمساومات والتسويات المنقوصة، ومثلما انتصر في المحافظات المحررة سينتصر بإذن الله في تحرير المحافظات الخاضعة للانقلابيين. * اعلامي بقناة عدن