لماذا هناك دول عالم أول ودول عالم ثالث؟ وكيف تم تصنيف ذلك؟ رغم أن كثير من دول العالم الثالث تمتلك مخزون كبير من الموارد الطبيعية،هذه التساؤلات تطرق لها الباحثون وخلصوا الى أن قوة الاقتصاد من يحدد ويصنف الدول الغنية والدول الفقيرة والدول المصنعة والمصدرة والدول المستهلكة والمستوردة. النمو الاقتصادي السريع ينحو بإتجاه الصين والهند بعد سيطرة الولاياتالمتحدة وحلفائها على سوق الاقتصاد بعد الحرب العالمية الثانية ولفترة طويلة،بالمقابل لاتمتلك معظم الدول من هذا النمو الاقتصادي المتسارع عدا الاستيراد ، ولم تتمكن معظم الدول من اللحاق بالنمو الاقتصادي المتسارع الا أن ظهور الأسواق الناشئة وبقوة عزز من المنافسة والتوزان بين الأستيراد والتصدير. ويرى سايمون جونسون وهو أستاذ في كلية سلون للإدارة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ،أن النمو الاقتصادي والذي ظهر في أواخر القرن الثامن عشر يشمل بناء رأس المال المادي والتي هي المباني، والآلات، والبنية التحتية، وتقوية مستويات التعليم، والجمع بين عوامل الإنتاج، بطريقة تساعد على زيادة الإنتاجية ، وتنمو الدول بهذه الطريقة منذ أكثر من 200 عام.اي لاتوجد أسرار،مضيفا أنه يمكنك تصميم استراتيجية النمو وفقاً لمواردك الطبيعية، مثل وفرة الفحم أو الوصول إلى البحر. يمكنك أن تنمو من خلال الاعتماد على دور أقوى للحكومة كما هو الحال في سنغافورة، فالاقتصاد السنغافوري هو اقتصاد متقدم واقتصاد يعتمد نظام السوق الحر. فقبل الستينيات من القرن العشرين كانت سنغافورة دولة تجارية، إلا أنه منذ ذلك الوقت تطور الاقتصاد وأصبح أكثر تنوعا وأصبحت سنغافورة مركزا ماليا وتجاريا مهما، وملتقى لطرق المواصلات. كما أن للسياحة أهمية كبيرة. ويبلغ دخل الفرد من الناتج الوطني الإجمالي سنويا حوالي 17,598 دولار أمريكي. ويعد دخل الفرد السنوي من أعلى المعدلات في آسيا. ويتمتع الناس في سنغافورة بمستوى مرتفع من المعيشة، والرعاية الاجتماعية. فهناك طبيب لكل 837 شخصا، وسرير في مستشفى حكومي لكل 269 شخصا. وتعتبر سنغافورة قليلة الموارد الطبيعية، إلا أن شعبها أهم مواردها. ويُعد معدل البطالة في سنغافورة منخفضا إذ يبلغ حوالي 2%. ويعمل حوالي 28% من القوة العاملة في التصنيع، و23% في التجارة، و22% في خدمات المجتمع والخدمات الاجتماعية والشخصية، و10% في النقل والتخزين والاتصالات. أو الاعتماد بشكل كبير على القطاع الخاص كما هو الحال في هونغ كونغ حيث تعد واحدة من المراكز الاقتصادية الرائدة في العالم، تمتاز باقتصاد رأس مالي مزدهر يقوم على الضرائب المنخفضة والتجارة الحرة، وتعتبر عملة المدينة دولار هونغ كونغ العملة الثامنة الأكثر تداولا على مستوى العالم ويتساءل جونسون لماذا إذن وجدت العديد من البلدان صعوبة في النمو بطريقة مستدامة؟ لمدة لا تقل عن 50 سنة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. ويرى أن هناك تقارب ملحوظ في الدخل الفردي وقد حققت الدول الغنية نجاحاً اقتصادياً ملحوظاً أوروبا الغربية والولاياتالمتحدة وكندا وأستراليا وبقيت معظم البلدان الاكثر فقرا على الرغم من بعض مراحل النمو ، خلال الخمسين عاما الا ان بعض البلدان الاسيوية بدأت بصناعة وتصدير السلع الرخيصة من ثم اوجدت طرق لتحسن جودة السلع مثل اليابان ،كوريا ،سنغافورة، هونج كونج ثم الصين. نتيجة لذلك، هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن الصين والهند قد تتمكنان من الحفاظ على معدلات نمو سنوية تبلغ حوالي 7٪، في حين أن الدول المتقدمة مثل الولاياتالمتحدة تميل إلى نمو بمعدل 2-3٪. تشير معدلات النمو هذه إلى أن الأسواق الناشئة يمكن أن تمثل أكثر من 50٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي المحدد في أسعار صرف السوق بحلول عام 2030. ويعد اقتصاد تركيا كما صنف من صندوق النقد الدولي سوق ناشئة ومتطورة بشكل كبير، مما يجعل تركيا واحدة من الدول الصناعية الجديدة. ومن بين أبرز المنتجين للمنتجات الزراعية في العالم، والمنسوجات،والسيارات والسفن وغيرها من معدات النقل، ومواد البناء، والالكترونيات الاستهلاكية والأجهزة المنزلية. إن الاقتصاد المصري من أقدم اقتصاديات العالم حيث بدأ بالقطاع الزراعي والتبادل التجاري مع البلدان المجاورة. ومر بمراحل تطور وانحدار حتي بداية العصر الجمهوري وثورة يوليو 1952. بدأ جمال عبد الناصر في الإصلاح الاقتصادي وإنهاء الفترة الإقطاعية ومن هنا بدأت الثورة الاقتصادية في مجالات عدة وكان حينها اقتصاد يتمتع بدرجة عالية من المركزية. وانفتح الاقتصاد المصري بشكل كبير تحت حكم الرئيسين السابقين أنور السادات وحسني مبارك. ان السياسة الاصلاحية التي نفذتها مصر خلال الفترة الماضية منحت الاقتصاد المصري القوة والثبات والقدرة على امتصاص أزمات الأسواق الناشئة والتي أثرت سلبا على كثير من بلدان العالم. إن السياسة الراسمالية لم تشهد استقرارا اقتصاديا لمدة طويلة ويوصف الاقتصاد الرأسمالي باقتصاد الطفرة وغير آمن،كما هو عليه في الولاياتالمتحدةالامريكية والدول الغربية، ويوصف اقتصاد الصين بالاقتصاد المختلط والذي يجمع بين الرأسمالي والاشتراكي وهو أكثر استقرارا من الاقتصاد الرأسمالي. ولكن مايجعل الولاياتالمتحدةالامريكية آمنة اقتصاديا رغم تعرضها لأزمات هو الغطاء النقدي من العملة الصعبة فيما يرى جونسون أن المشكلة تكمن في سياسات الولاياتالمتحدةالامريكية التي قد تشكل تهديدا لمكانتها كقوة عظمى.