بين الحين والآخر بتنا نفاجأ بإتجاه البعض من المذيعين والفنانين والمشاهير العرب الى «السوشل ميديا» وتقديم أنفسهم كفلاسفة ومفكرين ومنظرين عظماء، من خلال تقديم خواطر ونصائح حياتية للناس «تنمية بشرية»، تتضمن رسائل وأفكار عميقة وهامة ومبهرة جداً، عبر مقاطع فيديو مقتضبة . وطبعاً ذلك ليس بدافع خدمة الناس كما يتصور البعض، وإنما بهدف تحقيق المزيد من الشهرة والإنتشار، الى جانب الإسترزاق من خلال العائدات المالية التي يجنونها نضير كثرة المتابعات والمشاهدات. وما لا يدركه الكثيرون أن أولئك «المنظرين» ليسو سوى لصوص وببغاوات يرددون ما دونهم غيرهم وينسبونه لأنفسهم .. إذ أن «90%» مما يتناولونه مستقى ومأخوذ من كتب لمفكرين وكتاب غربيين أمثال: «ديل كارنيجي - نورمان بيل - ستيفن كوفي - دانيال إتش - روبرت غرين - أنتوني روبنز - ريتشارد كارلسون - نابليون هيل». هم يقومون بإجتزاء أفكار تلك النصائح والخواطر وإعادة صياغتها وقولبتها وتقديمها بأساليب ولهجات مبسطة، ثم ينسبونها لأنفسهم .. وفعلاً نجح بعضهم في ذلك وحققوا أرقاماً قياسية في الشهرة والإنتشار .. وقد ساعدهم في ذلك أن العامة من العرب لا يقرأون. وعليه نقول لمن يتابعونهم: لا تنبهروا كثيراً بأولئك الأدعياء، ولا يهولنكم ما يرددونه ويسوقون له، ولا تتعبوا أنفسكم في متابعتهم، وتصفح وإعادة نشر وتداول هرطقاتهم . فقط إقرأوا كتب من ذكرناهم أعلاه، وستجدون فيها ماهو أهم وأعم وأشمل وأعمق وأرقى وأكثر فائدة ونفعاً والهاماً .. كما ستدركون حينها كم هم أولئك الأدعياء لصوصاً وسطحيون وأقزام.