كما للبداية تحية، للختام أيضًا تحيةَ وداع، قد تكون من أعلى المنحدر على وطنٍ ينزلق إلى الأسفل. اتضحت مخرجات الحوار وبدت معالمها جليةً في جلسة ختام أخيرة أعلنها الرئيس هادي، كل الدلائل تشير إلى أن المُخرجات تتجه نحو تقسيم البلد إلى خمسة أقاليم. وداعا حارا بين أعضاء مؤتمر الحوار بعد أن وُطِّدت العلاقات بينهم في قاعة موفمبيك، تكونت صداقات حميمية لكنها لم تُجدِ نفعًا إزاء حميمية جغرافيا الوطن المتناحرة. لا جديد، بيد أن في جعبة الرئيس هادي الكثير ليقوله، «هناك معالجات شاملة ومرضية فيما يتعلق بالقضية الجنوبية وقضية صعدة، وأنه لا يجوز لأحد أن يكون لديه أسلحة ثقيلة أو متوسطة أو حتى خفيفة إلا بمقتضى القانون». إشارة مُرمّزة إلى جماعة الحوثي وشخصيات نافذة وجه هادي نحوها تلك الإيماءة وهي الثانية التي تنبعث من دار الرئاسة خلال أسبوعين فقط. لقد سبق وتم تمديد عمر مؤتمر الحوار المولود في 18 مارس 2013م "ذكرى مجزرة الكرامة" التي كان يفترض أن تنتهي في 18 سبتمبر الماضي "ذكرى مجزرة كنتاكي والقاع"، إلا أن المؤتمرون يحبسون أنفاسهم ترقبا لما سيخرج به نزلاء موفمبيك. لم تعلن جميع الفرق خلاصها من مهامها، باستثناء القليل، لكن الضغوطات لإنهاء المؤتمر تدفع بالجميع باتجاه الأمام. الالتزام بالزمن المعلن هو الاختبار الأهم لأعضاء الحوار، إنه المؤشر القادم الذي ستنتهي إليه المرحلة الانتقالية المحاطة بعروض ورغبات التمديد أو التجديد أو السير إلى مرحلة تأسيسية جديدة. وكما يبدو أنها ستكون تحية وداع طويلة، فبحسب الدكتور أحمد بن مبارك أمين عام مؤتمر الحوار فإن الجلسة العامة النهائية ستناقش الثلاثاء التقارير المنجزة لفرق العمل . وأضاف بن مبارك في تصريح لموقع الجيش اليمني«26سبتمبر نت» أن الجلسة الختامية ستستمر حتى يوم الاحد المقبل وتستأنف بعد اجازة عيد الاضحى المبارك. الاهالي نت