أكد البشير في اجتماعه بالأحزاب السياسية مساء أمس أن أية وحدة مع الحرب الأهلية لا تقدم مصالح السودانيين لا فى الشمال ولا في الجنوب، وقال إن سوداناً منفصلاً الى بلدين لا يستطيعان العيش بسلام بينهما هو أسوأ الخيارت الممكنة، وأضاف: لذا لا يبقى لوطني عاقل من خيار سوى خيار السودان الموحد السالم المتسالم مع بعضه البعض. وقال البشير لدى مخاطبته اجتماع القوى السياسية حول الاستفتاء مساء أمس، إن الأصل الذي تأسس عليه إجراء الاستفتاء هو السلام، وأضاف: لابد ان تكون عاقبته سلاماً، وأكد وضوح موقف الحكومة الإيمان بالوحدة الطوعية كخيار طبيعي وسياسي يضمن للأمة السودانية أن تتقدم اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، وأضاف: نتطلع لنتدارس معاً كسودانيين سبل جعل هذه المسألة في غاية الوضوح، وقال: لذلك نتطلع لدور رائد من القوى السياسية الوطنية، خاصةً إخوتنا من جنوب السودان ليكونوا سنداً لهذا الخيار على أساس سودان موحد، وتابع: علينا أن ندرك، حال حصول الانفصال سينعكس ذلك على الاحزاب والتنظيمات السياسية كافة، وأكد أن النظام السياسي في السودان مسئولية الجميع، موضحا إن الانفصال ستكون له عواقب بعيدة المدى على دول الجوار وعلى أفريقيا، وقال: نحن على اعتاب مرحلة مهمة تتطلب تضافر الجهود وكيفية تأسيس موقف وطني مشترك من أجل الحفاظ على سيادة السودان ونماء أرضه وسلامه واستقراره، واقترح البشير على المجتمعين إطلاق نداء قوي مسنود بالحجج لمصلحة الوحدة، ودعا القوى السياسية لتوحيد الصف والإرادة السياسية. من ناحيته أكّد د. نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني أنّ اجتماع القوى السياسية لن يكون آخر اجتماع، وقال إنّ الاجتماع إذا نتجت عنه آلية ومقترحات ستكون مفتوحة لكل من يريد المشاركة. وفي السياق أَكّدَ البشير، إجراء الاستفتاء في موعده المحدّد وحرص الحكومة على نجاح كافة خطواته.وقال هايلي منكريوس ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان في تصريحات صحفية أمس عقب لقائه البشير ، إن طرفي السلام سيجتمعان خلال اليومين المقبلين لمعالجة كافة العقبات التي تواجه عملية الاستفتاء والتوصل لحلول مُرضية للجميع، واكد منكريوس ضرورة قيام مفوضية منطقة أبيي والعمل على ترتيب وتهدئة خواطر ومخاوف المواطنين في المنطقة حتى تسود الطمأنينة. واوضح منكريوس أن مفوضية الاستفتاء بكامل عضويتها ستتوجه الاثنين المقبل الى مدينة جوبا لمزيد من التشاور والنقاش والبحث لتجاوز العقبات القائمة أو المحتملة، وأضاف ان التزام الشريكين بما تضمنته اتفاقية السلام سيحقق العديد من الإيجابيات وأن ما يتم من لقاءات بين المسئولين والقوى السياسية سيعزز جهود إنجاح الاستفتاء. يذكر ان فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أكد أمس، أنّ الولاياتالمتحدة تعارض أيّة محُاولة لإرجاء استفتاءين حول تَقرير المصير لجنوب السودان ومستقبل منطقة أبيي.وقال كراولي، إنّ المبعوث الأمريكي الخاص للسودان سكوت جرايشن يزور السودان حالياً للتحضير للاستفتاءين، مُشيراً إلى أن المبعوث الأمريكي وصل أمس الأول إلى الخرطوم في سياق جولة تهدف لدفع حزب المؤتمر الوطني في الشمال والحركة الشعبية للإيفاء بتطبيق اتفاق نيفاشا. في غضون ذلك نَفَى أعضاءٌ جنوبيون في مفوضية الاستفتاء، مُطالبتهم باستقالة د.محمد إبراهيم خليل رئيس المفوضية، وأنكروا علاقتهم بكل ما ورد في وثيقة مجهولة المصدر تداولتها وسائل إعلامية خلال اليومين الماضيين تَضمّنت هجوماً على خليل منسوباً للأعضاء الجنوبيين الخمسة في المفوضية، ووصفوها بالسياسية، وأكد تشان مادوت نائب رئيس مفوضية الاستفتاء، رئيس مكتب استفتاء الجنوب عدم وجود عِلاقة له بتلك الوثيقة ، وقَالَ لا أدري شيئاً عَن هَذه الوثيقة، وتابع: أنا حريصٌ على التنسيق بين مكتب استفتاء الجنوب ومفوضية الاستفتاء، وحريص على علاقتي مع رئيس المفوضية، وأكّد مادوت أنّ الاتجاه العام داخل المفوضية اتجاه وطني غير مرتبط بما إذا كان العضو جنوبياً أم شمالياً، نافياً أن يكون الأعضاء الجنوبيون قد تحفظوا على شغل شماليين لمنصب الأمين العام لأسبابٍ جهوية، وأضاف أن مواقف الأعضاء تستند إلى سيرة المرشحين المهنية. من جانبه نفى لوال شول عضو مفوضية الاستفتاء علاقته بالوثيقة مجهولة المصدر، وقال إن هذه الوثيقة تدخل في باب التسريبات السياسية ولا ندري عنها شيئاً، واوضح إنّ مواقف المفوضية الرسمية تعلنها رئاسة المفوضية وليس الأعضاء، وفي السياق رفض دينج أوو عضو مفوضية الاستفتاء التعليق على الوثيقة مجهولة المصدر، وقال لا أرغب في الحديث بشأن هذا الموضوع. من جانبه طالب رئيس الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي د. لام أكول القوى السياسية بالتوجه نحو ولايات الجنوب للتبشير بالوحدة، مشيراً إلى أنه لا توجد علاقة ما بين خياري الانفصال والوحدة، والعلمانية والشريعة، وأن الحرب في الجنوب لم تكن بسبب الصراع الأيدلوجي، محذراً من خطورة الابتزاز والكسب الرخيص في الاستفتاء، مشدداً على ضرورة تهيئة الأوضاع في الجنوب بغرض إجراء استفتاء نزيه وحر، مشيرا إلى أن مقاطعة القوى السياسية للقاء البشير قرار غير موفق وأن تقاعسها وتنصلها عنه خطأ لن يغفره المواطن السوداني. من جهة أخري كشفت وزارة الشئون الإنسانية عن تفاصيل الخطة الجديدة التي طرحها المبعوث الأمريكي للسودان سكوت جرايشن التي سيتم تنفيذها بدارفور خلال المرحلة المقبلة.وقال مصدر مطلع بالوزارة ، إن الخطة تعتمد على إنشاء 3 طرق برية تربط الولايات الثلاث في شكل مثلث، إلى جانب بناء قرى نموذجية حول الطرق لتقليل الحوادث الأمنية والقضاء على المعسكرات.وأكد المبعوث الأمريكي الالتزم بدفع 45 مليون دولار لتنفيذ الخطة التي تعتمد على إنشاء القرى، واشاد المصدر بفكرة الخطة الجديدة باعتبار أنها تربط الولايات الثلاث، فضلاً عن إسهامها في تفريغ المعسكرات ووضع النازحين في تلك القرى.