حراس الجمهورية تجبر ميليشيا الحوثي التراجع عن استهداف مطار المخا    الكشف عن استحواذ جماعة الحوثي على هذه الإيرادات المالية المخصصة لصرف رواتب الموظفين المنقطعة    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    فضيحة قناة الحدث: تستضيف محافظ حضرموت وتكتب تعريفه "أسامة الشرمي"    لمن يجهل قيمة الإنتقالي    ريال مدريد يثأر من السيتي ويجرده من لقب أبطال أوروبا    الجنوب ومحاذير التعامل مع العقلية اليمنية    حضرموت تستعد للاحتفاء بذكرى نصرها المؤزر ضد تنظيم القاعدة    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    ثلاث مساوئ حوثية أكدتها عشرية الإنقلاب    فيديو اللقاء الهام للرئيس العليمي مع عدد من كبار الصحفيين المصريين    "ليست صواريخ فرط صوتية"...مليشيات الحوثي تستعد لتدشين اقوى واخطر سلاح لديها    "سيضيف المداعة في خطبته القادمة"...شاهد : خطيب حوثي يثير سخرية رواد مواقع التواصل بعد ظهوره يمضغ القات على المنبر    دوري ابطال اوروبا ... ريال مدريد يطيح بمانشستر سيتي ويتأهل لنصف النهائي    على رأسهم مهدي المشاط ...ناشطة حوثية تدعو إلى كسر الصمت حول قضية السموم الزراعية في اليمن    مأساة إنسانية: صاعقة رعدية تُفجع عائلتين في تعز    اليمن: الكوارث الطبيعية تُصبح ظاهرة دورية في بعض المحافظات الساحلية، ووزير سابق يدعو لإنشاء صندوق طوارئ    الرئيس الزُبيدي يطمئن على الأوضاع في محافظة حضرموت    حكومات الشرعية وأزمة كهرباء عدن.. حرب ممنهجة على الجنوب    العين الاماراتي يسحق الهلال السعودي برباعية ويوقف سلسلة انتصارات الزعيم التاريخية    رافقه وزيري العمل والمياه.. رئيس الوزراء يزور محافظة لحج    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    استقرار أسعار الذهب عند 2381.68 دولار للأوقية    مفاجأة صادمة ....الفنانة بلقيس فتحي ترغب بالعودة إلى اليمن والعيش فيه    أنس جابر تنتزع تأهلا صعبا في دورة شتوتجارت    رافينيا يوجه رسالة حماسية لجماهير برشلونة    محافظ المهرة يوجه برفع الجاهزية واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية تحسبا للمنخفض الجوي    وفاة وإصابة 162 مواطنا بحوادث سير خلال إجازة عيد الفطر    إيران: مدمرة حربية سترافق سفننا التجارية في البحر الأحمر    توكل كرمان تجدد انتقادها لإيران وتقول إن ردها صرف انتباه العالم عما تتعرض له غزة    أمين عام الاشتراكي اليمني يعزي الرفيق محمد إبراهيم سيدون برحيل زوجته مميز    عن صيام ست من شوال!    مصر: ختام ناجح لبطولة الجمهورية المفتوحة " للدراجون بوت "ومنتخب مصر يطير للشارقة غدا    أبناء الجنوب يدفعون للحوثي سنويا 800 مليون دولار ثمنا للقات اليمني    حزب الإصلاح يكشف عن الحالة الصحية للشيخ ''الزنداني'' .. وهذا ما قاله عن ''صعتر''    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وفاة طفل غرقًا خلال السباحة مع أصدقائه جنوبي اليمن    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    مصير الأردن على المحك وليس مصير غزة    محافظ عدن يلزم المنظمات باستصدار ترخيص لإقامة أي فعاليات في عدن    من هم الذين لا يدخلون النار؟.. انقذ نفسك قبل فوات الأوان    نيابة استئناف الامانة تتهم 40 من تجار المبيدات والأسمدة بارتكاب جرائم بيئية وتعريض حياة الناس للمخاطر    ارنولد: انا مدين بكل شيء ل كلوب    دوري ابطال اوروبا: دورتموند يخالف التوقعات ويُحرج دفاع الاتلتيكو برباعية    الضالع: القوات المشتركة تُحافظ على زخم انتصاراتها وتُحبط مخططات الحوثيين    خطة تشيع جديدة في صنعاء.. مزارات على أنقاض أماكن تاريخية    الكشف عن آخر تطورات الحالة الصحية للفنان عبدالله الرويشد    وللعيد برامجه التافهة    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تراث الجنوب وفنه يواجه.. لصوصية وخساسة يمنية وجهل وغباء جنوبي    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    تخيل أنك قادر على تناول 4 أطعمة فقط؟.. شابة مصابة بمرض حيّر الأطباء!    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار الدكتور محمد عبدالملك المتوكل
نشر في سما يوم 24 - 09 - 2010

قال المتوكل ان اجراء الانتخابات النيابية في ظل الاوضاع الحالية التي تعيشها البلاد سيؤدي لصراعات لا حدود لها، موضحاً ان الاصرار على اجرائها دون تهيئة المناخ سينتج كارثة حتمية، وأكد ان فشل الحوار سيدفع المشترك لاستكمال ترتيباته وتحضيراته نحو عقد مؤتمر الحوار الوطني، مشيرا الى ان الحوار لن يتوقف إلا اذا اصبح واضحاً ان الطرف الآخر لم يعد يريده، واضاف ان مشاركة قيادات المعارضة الخارجية في الحوار أمر يحتاج الى ضمانات امنية ويقصد الرد على مقترح السفير الالماني حول عودة الرئيس علي ناصر محمد وعن ماهية الضمانات لعودته، نخشى من ان عودته دون ضمانات قد تجعله يلاقي مصير القرشي.

الى الحوار:
● ماهي نتائج لقاءكم بالسفير البريطاني يوم الاربعاء الماضي؟
□ طبعاً السفير البريطاني هو من طلب الالتقاء باحزاب اللقاء المشترك، وخلال اللقاء اوضح السفير انه سيسافر ويريد ان يطرح علينا جدول اعمال مؤتمر نيويورك الذي سيجمع وزراء خارجية اليمن وبريطانيا واميركا والسعودية حول اليمن، وأخذ السفير يطرح ماهية القضايا التي سيناقشها المؤتمر حيث اكد ان القضية السياسية بالاضافة الى القضية الامنية والاقتصادية وكذا قضية اللامركزية كل هذه قضايا اساسية ستطرح، وأراد معرفة رأي اللقاء المشترك في الموضوع.

● هل كان يعني باللامركزية الفيدرالية؟
□ لا هو قال اللامركزية ولم يحدد نوعاً او شكلاً معيناً لها، لكن الشيء الملفت للنظر ان الاوروبيين يطرحوا ولاول مرة تصور للامركزية كما انهم ايضاً ولاول مرة لم يناقشوا موضوع الانتخابات بعكس لقاءاتنا السابقه بهم والتي دائماً ما تتصدر فيها الانتخابات واجهة قضايا البحث، لكن هذه المرة قال السفير البريطاني ان هنالك احتمال لتاجيل الانتخابات لمدة سنة، ويبدو ان الاتحاد الاوروبي واميركا قاموا بتفويض طرفين هما بريطانيا والسعودية في موضوع اليمن.

● تقصد ان السفير اقترح عليكم تأجيل الانتخابات النيابية لمدة سنة؟
□ السفير كان يقصد انه وكنتيجة للحوارات الجارية فهنالك احتمال ان تؤجل الانتخابات سنة، بمعنى هو كان يطرح تصوره الخاص ولم يكن يعرض قراراً في هذا الموضوع.

● هل هنالك محاور اخرى طرحها السفير البريطاني على المشترك غير مؤتمر نيويورك؟
□ هو جاء خصيصاً ليعرض على المشترك مالذي سيدور في مؤتمر نيويورك بما في ذلك مالذي سيدور في موضوع الحوار وكيفية دعم هذا الحوار وماهية القضايا التي ستطرح.

● ما هي ابرز النقاط التي طرحها المشترك على السفير؟
□ باعتباري رئيساً للمجلس قلت للسفير بعد ان اكمل حديثه، أريد ان أسالك سؤالاً: ماهي القضية الواحدة التي اذا صلحت كانت سبباً في اصلاح كل القضايا واذا لم تصلح لم يصلح اي شيء؟ وأردفت بالقول: القضية الامنية مضافاً اليها القضية الاقتصادية وغيرها كل هذه القضايا تتطلب إدارة فعالة وكفؤه ونظيفة بموازاة تطبيق سيادة القانون، فلو وجدت هذه الادارة الفعالة التي تشرف على الاقتصاد وتحقق الامن والاستقرار وتطبق القانون في وجود قضاء مستقل استقلال كامل ومجلس نيابي منتخب انتخاب حر ونزيه يعبر عن الارادة الشعبية، لو توفر ذلك يمكن ان تحل كل القضايا الأخرى، لكن كيف يمكن اصلاح الوضع الاقتصادي مثلاً في ظل وجود الفساد وفي وجود ادارة غير فعالة منعدمة الكفاءة وفي ظل غياب لسيادة القانون فحتى المستثمر لا يمكن له ان يأتي الى بلد غير مستقر، ايضاً قلت للسفير ان هنالك حراك اجتماعي كبير لم يعد يقبل باحتكار السلطة والثروة من قبل فئة محدودة.

● هل ناقشتم مع السفير البريطاني نقل الحوار مع السلطة الى القاهرة برعاية الجامعة العربية؟
□ لا لم يتم التطرق الى هذا الموضوع، لكن قيل انه لابد ان يكون الحوار شاملاً، إذ لا يمكن ان يكون هنالك حوار بدون مشاركة الجنوبيين والحوثيين وبقية القوى السياسية، ولكن مشاركة هؤلاء ومجيئهم للحوار مسألة تحتاج الى ضمانات سواء كان الحوار في الداخل او في الخارج، فمكان الحوار ليس مشكلة، الدولة اليوم اضحت تحاور الحوثيين في قطر، والسودان مثلاً، يتحاور في مصر وفي قطر، كذلك الحال بالمغرب التي قبلت بالتحاور مع الصحراء في نيويورك، وبالتالي فالمكان ليس هو القضية في تقديري، القضية هي هل هنالك ارادة سياسية للوصول الى حلول؟ فإذا توفرت هذه الارادة السياسية تغدو فكرة المكان غير مهمة.

● هل صحيح ان السفير الالماني هو صاحب مقترح نقل الحوار الى الجامعة العربية؟
□ لا هو كان مجرد نقاش مع السفير وعبارة عن تبادل افكار، المسألة لم تكن سوى تفكير بصوت عالي.

● في الرابع والعشرين من الشهر الجاري سيعقد اجتماع في نيويورك لاصدقاء اليمن مالذي يتوقعه المشترك من نتائج لهذا الاجتماع؟
□ نحن لا نتوقع الشيء الكثير على الناحية الخارجية، فالعالم الخارجي يبدو ان لديه استعداد لدعم النظام القائم غير ان هذا الدعم مرتبط بقدرة هذا النظام على تصحيح اوضاعه، فهل النظام القائم مستعد ان يسير في طريق الاصلاح، القوى الخارجية وبالاخص الاميركان يمكن ان يتعاملوا مع النظام الى مرحلة معينة فإذا شعروا ان هذا النظام لم يعد قادراً على الاستمرار وبات يمضي في طريق الانهيار احياناً يكونوا هم السباقين، وهنالك شواهد يرويها التاريخ اذ حدث هذا في الفلبين واندونيسيا وفي أميركا اللاتينية، وبالتالي الواضح ان لديهم استعداد لدعم النظام بشرط ان يكون لدى هذا النظام استعداد لاصلاح اوضاعه السياسية والاقتصادية والادارية، ونحن كنا قد طرحنا تساؤلاً عليهم هل بإمكان النظام ان يحارب الفساد باعتباره مطلباً رئيسياً من مطالب القوى الخارجية؟، واضح ان هنالك عجز في تحقيق مثل هذا المطلب بسبب ان الوضع القائم بني او تأسس على الفساد وإذا ابعدت منه لبنة او حجرة واحدة سينهار كل شيء.

● الدكتور الارياني قال ان اصدقاء اليمن سيجتمعون في نيويورك لمباركة خطوات الحوار؟
□ هذا صحيح السفير البريطاني قال لنا انهم سيبحثون موضوع الحوار، ومباركتهم للحوار تعني انهم سيكونون على مقربة منه، ونحن قررنا في المشترك ان تكون لدينا لقاءات دورية مع الاتحاد الاوروبي ومع المنظمات الدولية لاننا اتفقنا على الشفافية المطلقة.

● الاتفاق الاخير مع المشترك سيُمكن السلطة من طرح ما ترغب والحصول على ما تريد من اصدقاء اليمن في نيويورك؟
□ فالتطرح السلطة ما تريد، نحن طرحنا تصورنا بطريقة غير مباشرة على مؤتمر نيويورك عبر السفير البريطاني، ويتعين على هؤلاء الاصدقاء الذين يساعدوننا ويشاركوننا ان يقرروا هل يريدوا استقرار اليمن وحل مشاكلة، ام يريدوا تصاعد الازمة، القرار بيدهم، لكنني اعتقد ان مصالحهم تتطلب الحيلولة دون انهيار اليمن لان انهيارها الى جانب الصومال سيؤدي ذلك الى احراق المنطقة، واميركا الآن ليس لديها القدرة على الانتقال الى بلد اخر، هي تريد الخروج من البلاد الاولى التي اوصلتها الى الفقر، ولذلك اقول اذا لم نكن نخشى على مصالحنا فهم يخشون على مصالحهم، وفي هذا الحالة سيبدأوا بترتيب امورهم بالطريقة التي يرونها مناسبة وعندها نكون نحن كيمنيين الذين مهدنا لهذا.

● كان اللقاء المشترك قد اصدر بيان حول قرار الرئيس بتشكيل لجنة لكبار العلماء ومنحها صفة المرجعية للحوار، هل لك من تعليق حول هذه اللجنة؟
□ هذه اللجنة لا تعني المشترك لا من قريب ولا من بعيد، وألطف ما في الامر ان الدكتور عبدالكريم الارياني اتصل بي من الامارات وقال هذه اللجنة مرجعيتنا نحن وانتم اذا اختلفنا على نواقض الوضوء...يضحك.

● هل تعتبروا مثل هذه الخطوة محاولة لتعكير اجواء الحوار؟
□ نحن نعتبرها قضية جاءت من خلال لقاء دون تفكير مسبق، والواضح انها ليست معدة بنية مسبقة او بخطة وهدف مسبق، احياناً في بلادنا تاتي الامور هكذا: ليش ما تقعوا انتوا لجنة علماء؟ ومن ثم ياتي الاعلام ليعلن وتحولت الى لجنة حقيقية، هنالك بيت شعري يصف الامر بدقه وهو: يعطي ويمنع لا بخلاً ولا كرماً لكنها خطرات من وساوسة، هذا البيت المنسوب للزبيري على ما أظن كان يصف بعض القرارات الغريبة التي يتخذها الامام احمد، طبعاً المرجعية بالنسبة للمشترك وشركاؤه هي الاتفاقيات الموقعة وتحديداً اتفاق فبراير واتفاق يوليو.

● هل لك ان تضعنا في صورة اخر مستجدات التحضير والتهيئة للحوار؟
□ في البداية كنا قد توصلنا الى تشكيل لجنة الثلاثين بواقع نصف للمشترك وشركاؤه ونصف للمؤتمر وحلفاؤه، وهذه اللجنة التي انبثقت من لجنة المائتين جاء تشكيلها لغرض الاعداد والتحضير ومن ثم العودة الى المائتين، وتم الاتفاق على القيام بعملية تواصل وتحديد ماهية القوى التي من المقرر اضافتها الى الحوار، حيث جرى الاتفاق على اضافة عشرين منظمة من منظمات المجتمع المدني بالاضافة الى عدد من المنتديات، حوالي ستة منتديات بما فيها منتدى التنمية السياسية ومنتدى الطيب في عدن، على ان يضاف الحراك الجنوبي والحوثيين والمعارضة الخارجية رغم ان الحوثيين اصلاً اصبحوا جزء من لجنة الحوار، بعد كل هذا جاء الشيء الاخر المتمثل في ما تنص عليها اتفاقية فبراير في مقدمتها من تهيئة المناخ للحوار بحيث تتمكن جميع القوى السياسية من المشاركة، اذ لا يمكن للجنوبيين والحراك والقوى السياسية في الخارج ان تشارك قبل تهيئة المناخ وهذه التهيئة تتطلب القيام بعملية ارتخاء للاحتقان، مثلاً الرئيس القى خطاباً في 22 مايو المنصرم وجه فيه باطلاق المعتقلين على ذمة حرب صعدة والحراك، لكن في واقع الامر والى اليوم لم يتم اطلاقهم، هنا نتساءل لماذا لا تطلق هؤلاء المعتقلين خارج اطار الدستور والقانون؟ ثم كيف تريد ان تحاور الجنوبيين والحوثيين وانت تعتقل اعضاءهم خارج اطار الدستور والقانون؟ الشيء الاخر هنالك عسكرة للمدن في الجنوب، والمدافع فوق البيوت ومنازل الأسر، كل هذه مظاهر تجعل مجيئهم للحوار صعباً، وبالتالي كيف يمكن اقناعهم بجدية الحوار، هذا لن يتأتى الا باتخاذ خطوات عملية، من هنا تشكلت لجنة ال16 على اساس ان تقوم باعداد ورقة خاصة بتهيئة المناخ بصورة تؤدي لازالة كل الاسباب التي تحول دون مشاركة الجنوبيين والحوثيين في الحوار، على ان تقوم اللجنة بعدها بالتواصل معهم للانضمام في عملية الحوار، فاجتمعت اللجنة في اللقاء الاول، وبرز اختلاف حول نقطة اساسية الا وهي هل من مهمة اللجنة ان تتخذ خطوات لتهيئة المناخ ام ان مهمتها الاتصال فقط، رغم اننا كنا قد اتفقنا في لجنة الثلاثين على ان تهيئة المناخ هو جزء من مهام لجنة ال16، ونظراً لهذا الخلاف تم العودة الى لجنة الثلاثين لتحديد مسؤولية من، الان هنالك فكرة للعودة الى لجنة المائتين اذ يجب الاتفاق مع المائتين وهذه اللجنة تختار لها لجان فنية لكل قضية من القضايا بحيث تعد وتحضر وتحدد الزمن ومن ثم تعود هذه اللجان الفنية الى المائتين مرة اخرى وذلك بدلاً من تجزئة القضايا.

● نستطيع القول اذن ان لجنة ال16 فشلت في مهام اعمالها؟
□ هي لم تؤدي الدور الذي كان يجب ان تؤديه، ففي قضية تهيئة المناخ يتعين اتخاذ قرار لتنفيذه، إذ تم الاتفاق في لجنة الثلاثين على ان اطلاق المعتقلين مسؤولية نائب رئيس الجمهورية رئيس لجنة المائتين، ويومها التزم النائب بالتواصل وتنفيذ اطلاق سراحهم لكن والى حد الان لم يطلق احد، بعبارة اخرى يجب ان تكون هنالك خطوات تثبت فيها نوع من حسن النية وهذه الخطوات بيد السلطة الحاكمة التي تملك القرار وسلطة التصرف على اعتبار ان المعارضة لا تملك شيئاً في هذا الموضوع، فهذا يعد سبباً رئيسياً، هنالك شيء اخر يتمثل في بعض التصرفات فالسلطة كل يوم تطلع لنا بشيء معين، فتارة تقوم بتحريك لجنة الانتخابات التي انتهت شرعيتها، وتارة تشكل لجنة مرجعية من العلماء، وتارة تسخر الاعلام العام لمهاجمة الاحزاب، وفي هذه النقطة نقول بأي حق تقوم بمهاجمتهم في وسائل الاعلام العامة فلو كنت هاجمتهم في وسائلك الاعلامية كالميثاق مثلاً لاختلف الامر، وبالتالي فكل هذه الاشياء نعتبرها مؤشرات لا تدل على ان هنالك نية حقيقية في عملية التوصل الى حلول، ومع كل هذا المشترك يظل مصر على احد أمرين اما ان يكون هنالك نية حقيقية لحوار جاد يفضي الى شيء واما ان يتبين من هو الذي يقف ضد الحوار ويناهض عملية الاصلاح ويعرقل انتهاء الازمات التي تعانيها البلاد.

● مادمتم مقتنعين بالعودة الى لجنة المائتين الان فلماذا وافقتم على اختزال الحوار في لجان مصغرة من البداية؟
□ الحقيقة ان صعوبة النقاش في لجنة المائتين كان هو التصور الذي تسبب في الاتجاه نحو التفكير بتشكل لجان مصغرة، من هنا جاءت فكرة لجنة الثلاثين على اساس ان تتولى تحضير القضايا الحوارية تمهيداً لعرضها على لجنة المائتين ومن سينضم اليها، اي ان لجنة الثلاثين تنحصر مهمتها في التهيئة والاعداد فقط، لكن الان لدى المشترك اتجاه مفاده ان هذا الاختزال خاطئ وليس له داع، فاعضاء لجنة المائتين من الطرفين اصبحوا في حالة ضيق ويريدوا ان لا تنحصر الامور في لجان مصغرة ومعهم حق بذلك.

● هل هذا يعني ان لدى المشترك اتجاه بالعودة الى المائتين؟
□ نعم هنالك اتجاه للعودة الى المائتين لاسيما وقضية تهيئة مناخ الحوار تعد من القضايا المهمة التي لابد ان يتم الاتفاق عليها في لجنة المائتين، وبعد ذلك يمكن للجنة المائتين ان تقوم بتشكيل لجان فنية منبثقة عنها، فمثلاً يمكن تشكيل لجنة فنية لقضية قانونية بحيث تقوم هذه اللجنة ببحثها ودراستها وتزمينها ومن ثم اعادتها الى لجنة المائتين للحوار حولها واتخاذ قرار بشأنها.

● اشراك عشرين منظمة في الحوار الا يعد تعويماً في قضايا وتفاصيل لا متناهية؟
□ لا بالعكس انا اعتبر ان هذا شيء جميل، واتصور ان دور هذه المنظمات سيكون مهماً جداً اذا وقفت على مسافة متساوية من كل الاطراف وقامت بمساندة الكلمة الصادقة وترجيح الموقف الصحيح بصرف النظر من اين اتى هنا ممكن تؤدي دور وطني في منتهى الاهمية.

● في ظل العقبات التي تضعها السلطة هنالك اصوات من المشترك تنادي بتعليق الحوار فهل هذا مطروح؟
□ هل هذه القضايا مبرر كافي، هي الى الان مؤشرات، فمثلاً وسائل الاعلام التي تتخذ مواقف هجومية حتى على الاشخاص كالدكتور ياسين الذي هوجم بشكل عنيف على خلفية تصريحاته الاخيرة رغم انه لم يطرح سوى وجهة نظر، مثل هذا الهجوم نحن لن نرد عليه بل سنحتفظ به في ملف باعتباره احد الادلة والمؤشرات، ومن ثم سنتساءل هل هي مؤشرات حوار جاد للوصول الى اتفاق ام انها غير ذلك، عندما هوجمت شخصياً قبل فترة قلت لا تردوا على هذا النوع من الهجوم اجمعوها كمعلومات في ملف، طبعاً ما من شك ان كثيرين داخل المشترك وشركاؤه شاعرين بانزعاج ومع ذلك لا يجوز بالنسبة للحوار ان نتخذ قراراً بالتوقف الا عندما نوصل الطرف الاخر الى القرنة التي يكون فيها واضح انه لا يريد الحوار.

● هل سيقبل المشترك بتجزئة قضايا الحوار كفصل مسالة الانتخابات عن باقي القضايا الحوارية؟
□ هذا غير ممكن لان العملية متكاملة، فإذا لم تقم بخطوات لتهدئة التوتر داخل المجتمع لا يمكن ان تقوم بانتخابات، وهنا نتساءل هل تصح انتخابات لا يشارك فيها الجنوبيون ذلك يعني استفتاءً على الانفصال وهذا شيء في منتهى الخطورة، الشيء الاخر هنالك قوى معينة يمكن ان تقوم بتخريب وتعطيل الانتخابات، ثم ياتي السؤال اي نوع من الانتخابات هل يمكن ان تكون انتخابات في ظل استخدام السلطة للقوات المسلحة والاجهزة الامنية والمال العام والاعلام العام وهيمنتها على اللجنة العليا للانتخابات لاجل اعادة انتاج الاغلبية الكاسحة الماحقة هذا كلام غير مقبول، فالناس قبلوا خلال مراحل معينة اي تحول ديمقراطي لتعميق التجربة كيفما كانت غير انهم وصلوا الان الى قناعة مفادها ان اي قبول بانتخابات ديكورية فذلك يعد تحطيماً لثقة الناس في الديمقراطية وفي قدرتها على إحداث عملية التغيير، وبالتالي سيبدأوا بالبحث عن وسائل اخرى لإحداث التغيير المنشود، وعليه فمشكلة الانتخابات هي اولاً مشكلة مناخ وثانياً مشكلة نظام انتخابي، وبالتالي لايمكن اجراء انتخابات في ظل المناخ القائم الان الجنوبيين لايريدون والقبائل تتقاتل والطرقات مقطوعة في الجنوب هذا عدا عن المشاكل في الشمال وبالتالي لا يعقل اجراء انتخابات في وضع كهذا، ولو اجريت فستتم فيها صراعات لا حدود لها وتصبح كارثة بدلاً من ان تكون حلاً.

● هل لازال الحزب الحاكم يضغط على المشترك لحل اللجنة التحضيرية التابعة له وما مدى دقة بعض التحليلات تشير الى ان تحريك لجنة الانتخابات وتشكيل لجنة العلماء وغيرها هي ضغوطات في هذا الاتجاه؟
□ الحزب الحاكم يدرك جيداً ان هذا لن يحدث، فلجنة الحوار الاساسية للمشترك وشركاؤه اصبحت اليوم قاعدة عريضة وليس بالامكان التخلي عنها، هذا أولاً، ثانياً اذا كان المؤتمر لا يريد حوار ويلجأ لهذه التصرفات فعليه ان يقول ذلك وهو حر ويتحمل مسؤولية، بمعنى لماذا دخل حوار اذا كان لا يريد الحوار.

● ماهو وضع اللجنة التحضيرية الخاصة بالمشترك بعد ان تم تشكيل لجنة حوار مع الحزب الحاكم؟
□ اللجنة لازالت قائمة وتمارس عملها، وستجتمع يوم الاربعاء القادم لتناقش ما تم اتخاذه من خطوات وتحدد ماهية القرار الذي بالامكان اتخاذه، اللجنة التحضيرية لاتزال قائمة، لكن بعض الناس يستعجلوا بعض القضايا، على العكس هنالك نية لتفعيلها بشكل كبير جداً وفي نية للشفافية ايضاً.

● لكن اذا نجح الحوار مع السلطة وحقق جل اهدافه هل ثمة احتمال لحل اللجنة التحضيرية؟
□ هي تستطيع ان تكون لشيئين، للمساهمة في البناء ودعم الخطوات الجادة، وان تكون ايضاً وسيلة من وسائل النضال السلمي، إذ يمكن لها ان تتحول من عملية النضال السلمي ضد الاشياء السيئة الى أداة ايجابية لدعم المسيرة الجديده، ماهو المانع.

● هنالك من يقول انه تم تخطي اللجنة التحضيرية في اتفاق يوليو الموقع مع السلطة؟
□ هذا كلام غير صحيح لم تتم اي خطوة الا باتفاق كامل مع اللجنة التحضيرية.

● لكن ماذا عن موقف رئيس اللجنة محمد سالم باسندوة بعدم المشاركة في الحوار؟
□ محمد سالم باسندوة لديه وجهة نظر في هذا الموضوع، فهو فقد الثقة في جدية السلطة ويقول انه ليس على استعداد ان يدخل في الحوار لاسيما بعد ان تخلقت لديه قناعة تامة بانعدام الجدية لدى السلطة، طبعاً لايزال هو رئيس اللجنة الى حد الان وعندما سيأتي من سفره سنتناقش معه فإذا لم يقبل برئاسة لجنة المائتين سيكون الدكتور ياسين هو رئيس اللجنة وسيبقى محمد سالم باسندوة رئيساً للجنة التحضيرية الاساسية الخاصة بشركاء المشترك.

● من هو المستفيد مما وصفته احزاب المشترك في رسالتها للرئيس بتسميم اجواء الحوار؟
□ هذه الرسالة هي بخصوص لجنة الانتخابات المنتهية شرعيتها وكان المقصود بها ان قيام هذه اللجنة بخطوات واجراءات يعد نوعاً من التسميم لاجواء الحوار، فالرسالة هي عبارة عن رد فعل لهذه الخطوة.

● ولكن هل هنالك قوى داخل السلطة تسعى للحيلولة دون نجاح الحوار؟
□ حتماً هذا شيء اكيد، فالقضية هي قضية مصالح كبرى، إذ ان الحكام في الدول النامية يقومون بانشاء دائرة من قوى تشكل لهم حماية وتقوم بدعمهم، وهذه الدائرة لها مصالحها الغير مشروعة، طبعاً هذه الدائرة هي نفسها تبني تحتها دائرة لكي تدعمها وتستقوي بها وهكذا، فيصل الفساد بالتالي الى القعر، وبعد مرحلة من الزمن يصل الحاكم الى مرحلة لا يستطيع فيها ان يصنع شيئاً حتى لو أراد ذلك، اذ يخشى ان يأكله هؤلاء الذين صنعهم، فإن قام بإقصائهم تبرز لديه الخشية من عامة الناس، هكذا كان سياد بري وسوهارتو ومانجستو وسموثا والقطايا، كلهم وصلوا الى هذه المرحلة، طبعاً انا سبق ان كتبت حول هذه المشكلة في مقال سابق بالمصدر واستعرضت الدوائر الست التي تؤثر في صنع القرار السياسي او تعطله.

● اذا رفضت المعارضة الخارجية والحراك المشاركة هل سيستأنف المشترك حواره مع السلطة؟
□ عندها سيكون السؤال ماهو المبرر لرفضهم المشاركة في الحوار، اذ لا يعقل انهم يرفضون بدون اي مبرر، هذا امر غير وارد، لنفترض ان القضية الامنية هي المبرر لعدم المشاركة، طبعاً انت لا تستطيع ان تقول لهم لا بد ان تأتوا للمشاركة في ظل انعدام اي ضمانات لأمنهم، بالتالي سيتعين توفير وسيلة من الوسائل التي تجعلهم فيها قادرين على المشاركة في الحوار بأمان، لنفترض انهم يشترطوا تهيئة مناخ الحوار، السلطة وعدت باطلاق المعتقلين ولم تطلقهم هنا يعتبر منطلقهم حق ولا بد من إزالة الاسباب الحائلة دون مشاركتهم.

● في حال تم توفير الضمانات الامنية واطلاق المعتقلين وتهيئة الاجواء ورفضوا المشاركة في الحوار؟
□ سيتكرر ذات السؤال لماذا رفضوا، لا اعتقد ان هنالك مبرر لعملية الرفض، انا لا اريد ان استبق الاشياء وأقول انهم سيرفضون لمجرد الرفض، وبالاخص اعني هنا القوى السياسية، لنترك القوى المتطرفة او المتحمسين، فهنالك قيادات لها دور، كمثال هنالك قيادات سياسية في الخارج هؤلاء لهم تأثير كبير جداً على الحراك، هنالك ايضاً قيادات في الاشتراكي وقيادات في الاصلاح داخل الجنوب ولهم تأثير كبير جداً في الحراك، هؤلاء اذا وصلوا الى قناعة معينة سيشاركوا ولا اعتقد انهم سيرفضوا لمجرد الرفض، اليوم حتى اعضاء الاحزاب في الجنوب ليسوا موافقين على الحوار دون ان يكون هنالك ما يدل على الجدية.

● لكن هنالك قوى في المعارضة الخارجية اعلنت عن برنامج عمل سياسي ويبدو انها تتجه نحو تشكيل حكومة منفى؟
□ حين تقف عملية التوصل الى حلول معينة، سيندفع الاخرون في كل الاتجاهات، وعندها ستبدأ كل المشاريع المختلفة، والأخطر من هذا ان تجد تلك المشاريع في النهاية دعماً دولياً، ويتم بذلك فتح الملف الموجود في مجلس الامن الذي وقعت عليه الحكومة اليمنية عقب حرب 94م ويتم طرح مسألة الاستفتاء على الانفصال، وهي المرحلة التي يعني الوصول اليها اقتناع القوى الخارجية بتبني فكرة قيام الدولة في الجنوب الذي يعد بالنسبة لهم المنطقة الاستراتيجية التي تهمهم وبحيث يتعاملوا مع خمسة مليون مواطن على ان يتم اعادة قبائل الشمال الى السعودية لتتصرف معهم، لست استبعد اي سيناريو من هذا القبيل، فالغرب يبحث عن مصالحه، وعندما يصل الى قناعه بانك لست قادراً على حماية مصالحك انت فليس لديه استعداد للتفريط بمصالحه هو.

● في حال تعثر الحوار ماهي السيناريوهات البديلة للمشترك؟ هل سيكمل ما كان قد بدأه من ترتيبات نحو مؤتمر الحوار الوطني؟
□ هنالك وجهة نظر دائمة لدى المشترك مفادها ان الاصلاح لا يتم إلا باحد أمرين اما إرادة سياسية فوقية من قبل النخبة الحاكمة، وإما إرادة شعبية تشكل ضغطاً على الإرادة السياسية، وبالتالي فعندما لا توجد الإرادة السياسية الفوقية عندها لن يكون امام المشترك سوى الاتجاه لتنمية الإرادة الشعبية وهذا ما كان قد بدأه وسيتم مواصلته، اليوم الحراك في المجتمع اضحى كبيراً وواسعاً إذ لم يعد الناس قابلين باحتكار السلطة والثروة من قبل فئة محدودة.

●هل هذا يعني ان المشترك سيستأنف ترتيباته لعقد مؤتمر الحوار الوطني؟
□ المشترك لحد الان لازال مواصلاً ما كان قد بدأه عبر اللجنة التحضيرية، لكن ستتحول العملية في حال تعثر الحوار مع السلطة الى الهم الوحيد لصناعة التغيير عن طريق الرأي العام والنضال السلمي والديمقراطي.

● هل سيوافق المشترك على التمديد للبرلمان الحالي في حال تعذر اجراء الانتخابات؟
□ المشترك ليس مسؤولاً عن هذا الموضوع، فلجنة المائتين ومن سينضم إليها هي المسؤولة عن اتخاذ القرار، والمسؤول هنا طبعاً هو الذي اقدم على تعطيل الحوار طوال السنتين.

● معنى ذلك ان المشترك لن يوافق على التمديد؟
□ القضية ليست قضية المشترك لوحده كما اسلفت.

● لكن اذا حقق الحوار نتائج ايجابية في بعض القضايا هل سيقبل المشترك بالتمديد؟
□ هذه القضية تبت فيها لجنة الحوار المشتركة (لجنة المائتين) لان المشترك ليس وحيداً في الحوار القضية ليست بيد المشترك، لجنة الحوار الكبرى المكونة من المائتين هي المخولة باتخاذ قرار كهذا.

● لنفترض ان فكرة التمديد طرحت على لجنة المائتين ولم يوافق ممثلوا المشترك على التمديد للبرلمان هل تتوقع ان يمضي الحاكم الى الانتخابات مع حلفائه؟
□ القضية طبعاً هي بيد الحزب الحاكم، ان ارد ان يمدد فاليمدد ويمكنه ان يعمل اي شيء، هو حر، هذه القضية تخص الذي اضاع الوقت والذي بيده المسؤولية.

● الدكتور الارياني يقول ان الوقت غير كاف للحديث عن القائمة النسبية؟
□ وجهة نظر الارياني التي طرحها في حواره مع العربية ان تتم التعديلات الدستورية بما فيها القائمة النسبية بحيث تتزامن عملية الاستفتاء عليها مع الانتخابات، أي ان تستخدم القائمة النسبية في الانتخابات بعد القادمة، هذا كلام غير مقبول، فالانتخابات يجب ان تتم بالقائمة النسبية، هذا شرط اساسي لنا، فالقائمة النسبية تساعد على وصول قوى قادرة على ان تؤدي دوراً حقيقياً، كما ان امكانية التزييف فيها تكون محدودة، بالاضافة الى القدرة على ادخال المرأة في القائمة النسبية، وبالتالي فنظام القائمة النسبية يعد تطوراً كبيراً جداً، لكن يمكن ان نعمل الانتخابات المشتركة بمعنى ان تكون هنالك قائمة نسبية ودائرة فردية في نفس الوقت

● الم يكن بامكان المشترك ان يوقع الاتفاق الاخير في يوم غير السابع عشر من يوليو عيد الجلوس؟
□ هذا الامر كان محل نقد كبير جداً جداً، اذ عندما انعقد اجتماع بين قيادات المشترك واعضاء الاحزاب من المناطق في مقر الاشتراكي كان رائيهم بكل صراحة هجومياً على القيادات في هذا الموضوع، لكن في تصوري ان مسألة توقيت التوقيع لم تكن محسوبة عند قيادات الاحزاب الممثلة في البرلمان، اعتقد انها كانت غير محسوبة.
● تريد القول ان هذه الخطوة لا تحمل طابعاً سياسياً بل كانت بحسن نية؟
□ اعتقد انها كانت بحسن نية من قبل قيادات الاحزاب، اذ لم يخطر في بالهم هذا الموضوع بعكس الطرف الاخر الذي يبدو انه كان مرتباً لهذا بذكاء كبير.

● ما مدى صحة ما تردد مؤخراً من ان سفراء بعض الدول الغربية اقترحوا عليكم عودة الرئيس علي ناصر محمد للمشاركة في الحوار؟
□ هو كان عبارة عن سؤال، حيث سألني السفير الألماني هل يستطيع ان ياتي علي ناصر محمد للمشاركة في الحوار فقلت له يستطيع ولكن على أن لا ينزل في فندق سبأ.

● يعني هنالك محاذير ومخاطر على سلامتة؟
□ القضية تكمن في تساؤل مؤداه: ماهو الذي يشكل حماية لشخصه، بمعنى ماهو الذي يحميه إذا عاد الى اليمن، فإذا عاد وحدث له شيء مثلاً، فالسلطة يمكن ان تكرر ذات المبررات التي ساقتها لتبرير ما حدث للقرشي، حيث قالت السلطة ان غرماؤه يقفون خلف الحادث، وبالتالي عندما يفقد الانسان الاطمئنان لا تستطيع ان ترغمه ليأتي في وجود مخاطر غير محسوبة، هذا جانب، الجانب الآخر ان علي ناصر محمد لن ياتي بدون الآخرين.

● من تقصد بالاخرين العطاس مثلاً؟
□ أقصد العطاس ومحمد علي احمد وغيرهم، لان بينهم اتفاقات، وبالتالي فعلي ناصر لن يقبل بالعودة منفرداً، ثم نحن نريد ان نكسب هؤلاء وهم كاسبين مواطنيهم في الجنوب فإذا جعلتهم يخسرون مواطنيهم في الجنوب فما عاد لهم من قيمة.

● مامصير الاتفاق الموقع مع الرئيس علي ناصر محمد؟
□ من الناحية المبدئية لازال قائماً، لكنه لم يكن قد استكمل، هو كان محل اعداد وتطوير وتهيئة، وكنا منتظرين اشياء معينة لكيفية البت في هذه القضايا، فلما جاء اتفاق الاحزاب الاربعة مع السلطة الذي تزامن مع تصريح لاحد الاصدقاء ايضاً في هذا الموضوع، نشرت تصريحات، مقصدهم انه لم يكن قد تم الاتفاق، اما حساسيتهم فسببها مراعاة مواطنيهم في الجنوب وعندهم حق، ولهذا اقول اننا يجب ان نراعي انهم يظلوا كاسبين الاخرين في الجنوب والا ليس لهم قيمة.

● يقال ان الرئيس يضغط باتجاه تصفير عداد الرئاسة عبر البرلمان الحالي لخشيته من تشكيله البرلمان القادم فهل هذا صحيح؟
□ كل شيء وارد لا تستطيع ان تستبعد شيء.

● لكن هل هنالك ضغوطات على المشترك؟
□ الى حد الان لا توجد اي ضغوطات، إذ لم يتضح اي شيء، بعبارة اخرى لا يوجد اي شيء مقدم او مطروح على المشترك، هي مجرد تكهنات يطرحها الناس في هذا الموضوع بحكم ما تعودنا عليه.

● في حديث منسوب اليك يا دكتور عبر الفيس بوك قلت فيه ان الرئيس يسعى لتصفير العداد؟
□ لا اتذكر، انا كتبت مقال حول تصفير العداد قبل مدة، وعلمت فيما بعد ان الرئيس عرضه على الارياني وكان الرئيس سعيداً وفي حالة انبساط من المقال.

● كان سعيد من مناقشة الفكرة؟
□ قال لي احدهم ان الرئيس اعطى الارياني نسخة من المقال وكان مبسوط ويبتسم من فكرة تصفير العداد وعلى اي حال فكل شيء ممكن، بالعودة لسؤالك السابق حول ما جاء في الفيس بوك، انا كنت اجيب عن سؤال حول التوريث فقلت: ان التوريث نوعين توريث سلطة وتوريث زعامة، توريث السلطة هو ان ينقل الحاكم السلطة الى نجله معتمداً على قوات مسلحة او عشيرة، اما توريث الزعامة فيعني تخلق زعامة من ذات البيت، وضربت مثلاً في الهند، فالرئيس نهرو جاءت بعده زعيمه هي ابنته، لكنها صعدت عبر انتخابات لم يحدث فيها غش، الناس هم من اختاروا، وبقيت اسرة نهرو تحكم لخمسين سنة بدأت بالاب ثم البنت والابن والان انتهت بالزوجة رغم ان اصلها ايطالي، لكنهم لم يغشوا الانتخابات مرة واحدة، وهذا ماقلته للرئيس عندما قال لي ذات مرة بان لديه نظام جديد وسيحكمنا لمدة اطول، قلت له الناس لا يهمهم من يحكم الناس يهمهم كيف يحكم، وضربت له مثالاً في الهند كيف ان اسرة واحدة حكمت دون ان تغش الانتخابات مرة واحدة إذ كانت تعتمد على ما تقوم به من اعمال خيرية للناس ولهذا السبب كان الناس ينتخبوهم.

● ماذا كان يقصد الرئيس بالنظام الجديد؟
□ كان يقصدر النظام الرئاسي المماثل للنظام الاميركي وبالتالي سيحكم لمدة اطول، الرئيس طبعاً ينفتح معي دائماً في النقاش فرديت عليه قلت له ليس مهماً، الناس لا يهمهم من يحكم بقدر ما يهمهم كيف يحكم.

● يقال ان الرئيس يشترط لتمرير القائمة النسبية تصفير العداد وتعديل الدستور بما يسمح له الترشح لولايتين قادمتين؟
□ القضية هي من سيوافق على هذا، اذا كان الرئيس يقصد ان اللقاء المشترك سيوافق على هذا الموضوع، لا اعتقد ذلك، فلا المشترك ولا شركاؤه بالامكان ان يقبلوا هذا الكلام، لكن البرلمان الحالي ذي الاغلبية الكاسحة يمكن ان يقوم بذلك، القضية هي قضية حكم بني مطر في سوقها ...يضحك

● في حال تعثرت جهود الحوار كاملة ولم تصلوا الى نتائج هل هنالك احتمالات لدخول البلاد في حالة فراغ دستوري؟
□ أرد على سؤالك بسؤال، هل نحن أصلاً نعتمد الدستور، وهل هو مفعل ام انه مجرد نصوص صورية، لنفترض ان الرئيس يعيد ترشيح نفسه على سبيل الافتراض، ماهو المقابل في هذا الموضوع؟، كما قلت لك ليس مهم الفرد المهم كيف.

● اذا قدم الرئيس تنازلات للمشترك وسمح له مثلاً بتشكيل حكومة، فهل ثمة احتمال لموافقة المشترك على تصفير العداد؟
□ ليست هذه هي القضية، القضية هي هل لديه استعداد ان يكون رمزاً كرئيس دستوري ليس له دخل في القضايا التنفيذية وان يصبح الجيش تحت الحكم المدني وان يتخلى تخلياً كاملاً وان تكون الانتخابات حرة ونزيهة لا يتدخل فيها، بحيث يختار الناس من يريدوه.

● تقصد ان يتحول الرئيس الى حاكم صوري كملكة بريطانيا؟
□ نعم مثلاً، بعد وثيقة العهد والاتفاق قال الرئيس يشتوا يعملوني رئيس هندي، اقصد هل سيوافق على ان يكون رئيساً دستورياً كرئيس اسرائيل، سبق لي في هذا الموضوع ان كتبت مقالاً قلت فيه اذا كان الرئيس يريد ان يشتغل عمل تنفيذي فعليه ان يترك رئاسة الجمهورية لعبدالعزيز عبدالغني، على ان يكون هو رئيساً للوزراء.

● تقصد كما حصل في روسيا بين بوتين ومدفيديف؟
□ نعم، لماذا لا نطبق الدستور، قلت للرئيس نطبق الدستور، انا متأكد ان عبدالعزيز عبدالغني لا يريد ان يتدخل في العمل التنفيذي والرئيس يريد ان يتدخل فلماذا اذن لا يأتي عن طريق رئاسة الوزراء كما هو الحال في اثيوبيا.

● عودة الوساطة القطرية هل تتوقع لها النجاح ام ستلاقي مصير الاخفاق كسابقتها؟
□ اليوم هنالك مراكز قوى متعددة، وحرب صعدة صنعت مصالح ضخمة وكبيرة وتضررت منها جهات كبيرة ايضاً، فعندما تقرأ مقالاً لطارق محمد عبدالله صالح حول الحرب وهو يعتبر من أصحاب القرار، وعندما تقرأ ايضاً مقالاً لمحمد صالح الاحمر قائد الطيران في هذا الموضوع وهما من صناع القرار وممسكان بقوات مسلحة، ما دلالة ذلك، هنالك مشائخ تضررت مصالحهم وضباط لهم مصالح في الحرب، ناهيك عن تضرر مصالح المواطنين وعملية الفصل بين كونهم مع الحوثي او ضد الحوثي.

● تقصد نشوء اقتصاد حرب؟
□ طبعاً انا اسميها حرب حمران العيون، بمعنى الله ينصر السلال الى نصه والبدر الى نصه كما كان يقال، بحيث انهم يستمروا في القتال اللانهائي والانفاق مستمر، في الحرب الملكية الجمهورية كانت هنالك منطقة صراع بين الطرفين اسمها هران، فكان الجمهوريين بعد ان يستلموا حقهم يقوموا بمعركة في الهواء ويسيطروا على هران، ثم ياتي الملكيون ويستلموا حقهم بعد فترة فيعملوا معركة مماثلة ويستعيدوا السيطرة على هران وهكذا، في صعدة الان هنالك قوى تحاول قدر الامكان ان تحرص على مصالح ابناء صعدة، مثلاً عندك الشيخ حسين الاحمر قام بتأسيس مؤتمر يحاول من خلاله احداث نوع من السلام بين ابناء صعدة، وعندك ايضاً فارس مناع والشيخ دغسان قاما بتأسيس مؤتمر مماثل للسلام للملمة الجراح، بالمناسبة جاء الى عندي فارس ودغسان فقلت لهما اذا اردتما النجاح يجب ان يقف مؤتمركم على مسافة واحدة من الكل، ويجب ايضاً ان لا ترفضوا الاخر، فان انتم اتبعتم تكتيكاً مع اناس اقوى منكم في النهاية ستكونوا ضحية لهذا التكتيك وتصبحوا انتم المتكتك بكم، فهل تستطيعوا الوقوف على مسافة واحدة؟ وهل بالامكان ان تقوموا بتجسيد الخير والعدل، على ان لايكون هنالك فرض على احد، فالسلفي من حقه ان يقوم بتدريس ما يريد والزيدي من حقه ايضاً ان يدرس ما يريد، ومن يريد ان يكفر فاليكفرهو حر، من شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر قد قال الله.

● هل تتوقع للوساطة القطرية النجاح؟
□ احتمال النجاح يعتمد على الكيفية التي ستسير عليها الأمور، الارياني يقول في مقابلته الاخيرة ان صندوق اعمار صعدة لن يكون الاسهام فيه محصوراً على القطريين، بل سيكون مفتوحاً لدول اخرى لدعم اعادة التنمية في صعدة، اتصور ان العملية بالامكان ان تتم بشرط ان تتوفر الارادة السياسية، ولهذا يبدو ان الرئيس لديه استعداد ان ينهي الموضوع.

● سبق للسلطة ان وصفت اتفاق الدوحة بالخطأ ثم اعادت تفعيله برائيك هل سبب هذا التناقض يرجع للخلافات مع السعودية؟
□ لا أدري هنالك عوامل عديدة تحكم مثل هذه الاشياء، منها العامل الخارجي وبالاخص في حال وجود تمويل معين، ولهذا احياناً تنشأ حرب حمران العيون كنتاج للعامل او التمويل الخارجي.

● ماهو موقف السعودية من الاتفاق بين السلطة والمشترك؟
□ السعودية متواجدة الآن في المؤتمر الجديد بنيويورك، وغدت مسؤولة مثل الاوروبيين عن القضايا اليمنية، والاوروبيون لديهم اصرار على وجود السعودية في هذا الموضوع من أجل التمويل كما يقولوا، عدا هذا فالسعودية لها تأثير ولديها علاقات داخل اليمن وتستطيع ان تؤثر، لكن بالنسبة لموقفها، هذا الامر يعتمد على قناعاتها، فهل وصلت السعودية الى قناعة بضرورة ان يستقر اليمن وأهمية ان يظل موحداً، ان كانت مقتنعة بهذا فبإمكانها ان تساعد في هذا الموضوع، اما اذا كانت السعودية لازالت تتعاطى مع اليمن على اساس مشروعها في 94م وهو الوصول الى البحر العربي عبر السعي لتحقيق الاستراتيجية التي تقضي بأن لا يمر احد في الخليج او المحيط إلا عبرها بحيث لا يكون بين اليمن وعمان حدود، فإذا كانت قد وصلت الى قناعة باستقرار اليمن ووحدته وتخلت عن هذا المشروع فيمكنها المساعدة، وان لم تصل بعد الى هذه القناعة فاعتقد ان اي مشاكل تثار يتحطم فيها الجيش اليمني والقدرات اليمنية ستكون عامل مساعد لمشروع الآخر، لكن اين السعودية من هذا الموضوع؟ لا استطيع ان احكم، فإن كنا نؤمن بالتصريحات الظاهرة فالسعوديون يقولون انهم يحرصون على استقرار اليمن ووحدته، اما بالنسبة لحربهم مع الحوثيين، فهي حرب لإصلاح حدودهم، فهم كانوا يريدون تأمين هذه الحدود لكونها تشهد تهريباً للاسلحة والمخدرات، ولتحقيق هذا الغرض اقدموا على تهجير جماعتهم وبالتالي انهاء الاختلاط بين اليمنيين، فقاموا بتهجير من في الجانب الاخر من الحدود، وضمنوا تأمين حدودهم بالطريقة التي يريدوها، ثم قالوا ان ما يحدث في اليمن شأن داخلي، بعبارة أخرى فاليتقاتل اليمنيون لوما يشبعوا.

● تعليقك على صفقة التسليح الضخمة التي ابرمتها السعودية مع الولايات المتحدة، وهل يمكن اعتبار اليمن او بمعنى أصح الحوثيين سبب من اسباب هذه الصفقة؟
□ نحن نتساءل هل هذه الصفقة موجهة لايران، بالنسبة لنا كيمنيين لسنا مقررين ان نعمل حرباً مع السعودية او مع غير السعودية، نحن ابرمنا اتفاقات، والسعودية لاتحتاج الى سلاح للتعامل مع اليمنيين، لو سمحت السعودية لليمنيين ان يعملوا فيها فقط، ستحل كثير من المشاكل، لكن اذا ارادوا ان نتوحد معهم فيمكن ان نتوحد.

● يعني اللقاء المشترك لا يوجد لديه مانع من الوحدة مع السعودية؟
□ بالعكس الوحدة مع السعودية مطلب كبير جداً لو استطعنا تحقيق ذلك.

● وحدة اندماجية ام فيدرالية؟
□ الاندماجية لاتصلح لكن يمكن ان تكون وحدة على طريقة الولايات المتحدة الاميركية، دولة اتحادية، وهذا لاننا في قطعة شطرنج واحدة وسبق لي ان كتبت مقالاً عن هذا الموضوع بعنوان: السعودية والسبع المحطات في صحيفة الامة، وقلت بالتالي ان اي اتفاق بيننا وبين السعودية اذا كان اتفاق يحقق المصالح المشتركة ويفتح علاقات واحدة عندئذ تصبح قضية الارض ليست مشكلة، فالتحكم من الرياض اوتحكم من صنعاء ليست مشكلة، في اوروبا خاضوا حربين عالميتين من اجل الحدود، قتل فيها ستين مليون شخص، اليوم لم يعد بين الاوروبيين حدود إذ غدت المصالح هي الحدود، رغم انها دول وديانات ولغات فما بالك ونحن دين واحد ولغة واحدة وكلنا من اصل واحد.

● هل تعتقد ان ثمة تضخيم من وسائل اعلام غربية لدور القاعدة في اليمن؟
□ نعم، في تضخيم كبير جداً، وأخشى ان يكون تضخيماً ناتجاً عن مخطط خفي، ولذلك سبق ان لي القول ان هؤلاء يخشون على مصالحهم، اعتقد ان هذا التضخيم ناتج عن احد امرين فإما انهم يريدون التواجد وقد بدأوا بالفعل، وبالتالي يحكموا ويديروا القضايا بالطريقة التي حكموها في الدول الاخرى، واما انهم يخططون لبناء الدولة في منطقة معينة من اليمن بحيث تكون قضية القاعدة هي البعبع الذي يساعدهم على إخافة شعوبهم بصورة تتيح لهم فرصة التحرك.

● في تقديرك هل انطلت على المجتمع الدولي محاولات الباس الحراك الجنوبي ثوب الارهاب والربط بينه وبين القاعدة؟
□ لم تنطلي، هم يعرفون، بل على العكس، السفيرة الاميركية التي كانت في اليمن باربارا بودين في محاضرة لها بالكونجرس الاميركي شبهت الرئيس اليمني بلاعب الصحون وقالت ان احد هذه الصحون التي يلعب بها هي تنظيم القاعدة.

● بعض المحللين يقولون ان السلطة عاجزة عن معالجة قضية الجنوب الا باتحاد سياسي مع اللقاء المشترك عبر حكومة وحدة وطنية؟
□ هذا كان مقترح لعلي سيف حسن، لكن اتسأل هل معنى هذا ان الحكم يعاني من مراكز القوى لديه بحيث انه بات غير قادر على معالجة الاوضاع، ويريد قوى اخرى تدعمه ضد مراكز القوى التي صنعها، في مثل هذه الحالة هذا موضوع اخر، فإذا كان هنالك جزء داخل النخبة الحاكمة يريد تحقيق اصلاحات حقيقية ولكنه غير قادر على الحركة إلا بدعم آخر ضد القوى الأخرى في مثل هذه الحالة ستكون هنالك ترتيبات مختلفة.

● خيار الحكومة الوطنية هل هو مرفوض من حيث المبدأ ام انه مرهون بشروط بالنسبة للمشترك؟
□ أولاً اذا جئنا بحكومة من السماء في ظل انعدام الارادة السياسية للنخبة الحاكمة ورفضها للتغيير سيكون الامر غير ذي جدوى، بمعنى سيأتي وزير من المشترك مثل وزير من المؤتمر غير قادر على احداث اي تغيير او عمل اي شيء وليس لديه امكانية الحركة وأوامره لا تجد طريقها نحو التنفيذ، ليتحول بالتالي الى مجرد مظهر من المظاهر، المشكلة ليست مشكلة حكومة، تغيير الحكومة ليس مشكلة اذ حتى لو جئت بملائكة وجعلت منهم وزراء في ظل انعدام الارادة السياسية لن يتغير اي شيء، تغيير الحكومة يمكن ان يحدث فارقاً في حال توفرت ارادة سياسية بضرورة ان تكون حكومة فعلية وليس مجرد موظفين.

● اذا تم الاتفاق على صيغة معينة تضمن وجود حكومة فعلية بصلاحيات حقيقية هل سيشارك فيها المشترك؟
□ هنا ستاتي عملية الاصلاح السياسي، فلابد اولاً من ايجاد قضاء مستقل استقلال كامل ولابد ايضاً من فرض سيادة القانون ولابد كذلك من برلمان يعبر عن ارادة شعبية كاملة بحيث ياتي هذا البرلمان من خلال انتخابات حرة ونزيهة، في مثل هذه الحالة ماهو المانع من المشاركة على العكس.

● تحدثت في احدى مقالاتك عن الدوائر المحيطة بالرئيس، برائيك اذا اراد الرئيس التخلص من هذه الدوائر هل سيسانده المشترك؟
□ نعم، انا قلت ان هذه الدوائر اما ان تساهم في صنع القرار، واما ان تقوم بدور العائق للقرار، وبالتالي إذا اراد الرئيس ان يعمل شيئاً يغدو غير قادر، لكن ومع هذا اذا كان لدى الرئيس نية حقيقية فالاخرين مستعدين، السؤال هنا يتعلق بمدى الثقة، ذات مرة قيل للرئيس في حوار بتلفزيون الامارات لماذا تعين اسرتك في الجيش، فقال: وعلى من اثق لا اثق إلا فيهم، فهذه الدوائر بالتالي هي من المشاكل الاساسية، لكن لماذا لا يتم الحوار لاقناع هذه النخبة الحاكمة بما فيها الدوائر الست بالوقوف الى جانب الاصلاحات حمايةً لمصالحها، على اعتبار ان حماية مصالحها ومكاسبها بات اليوم مرتبط بوجود نظام قوي، ذات يوم ناقشت الشيخ عبدالله في هذا الموضوع وقلت له ان دولة النظام والقانون هي في المقام الاول حماية لأمثالكم لانه لديكم ما تخافون عليه، اما المواطن المسكين في الشارع فهو يترقب تداعي الامور كي يمارس اعمال السلب والنهب، وعليه فهل هؤلاء ممكن يصلوا الى مرحلة من التعقل ويتفهموا ضرورات وجود دولة النظام والقانون، ويدركوا انه جاء اليوم الذي لابد ان يتم فيه التصحيح، انا قلت للرئيس بصراحة يا خي مشكلتنا معكم اننا في بيت واحد لكن انتوا جالسين في اجمل مكان فيه بتكسروا الخشب وتتقهووا بها وعندما يخترب البيت يخترب فوقنا كلنا واحنا لا تقهوينا ولا نشتي نتقهوى والذي خارج البيت مراعين لمن خرج، فلو ان هذا البيت سينكع فوقكم وحدكم طز ما نفعل انتم اخترتوا لانفسكم هذا، لكن المشكلة انه سينكع فوق الجميع.

● ماذا كان رد الرئيس ؟
□ هو يتقبل مني في الحقيقة، وهذا افضل مافيه اتناقش معه بكل وضوح وهو يتقبل، وقلت له في احدى المرات هنالك ثلاث وسائل انت حكمت بها وقد انتهت، فسألني عن ماهيتها وقلت له: انت حكمت بالترغيب والترهيب والتضليل، هذه النقاط الثلاث انتهى دورها ولم تعد مجدية، قال لي كيف، فقلت له: انت كنت ترشي الف شخص وهدأت الامور، لكن اليوم سيأتي لك مائة الف شخص فان قمت برشوتهم جميعاً سياتي لك مليون شخص، كنتاج للحراك الاجتماعي الكبير، وعندها لن تستطيع رشوتهم جميعاً لان امكانيات البلاد لاتساعدك على الاستمرار في الشراء، وبالنسبة للترغيب قلت له: انت كنت تسجن الشخص وعندما يخرج لا يجرؤ احد على الحديث معه اما اليوم فاضحى الذي يخرج من السجن بطلاً تقام له الاحتفالات والاستقبال، كما ان العالم بات يستنكر ويتحدث عن انتهاك حقوق الانسان، وهو ما يعني بانه لم يعد في وسعك اتباع استراتيجية ارهاب الناس على الطريقة القديمة، اما بالنسبة للتضليل فالناس يصدقوا مرة او مرتين او ثلاث لكن لن يصدقوك اكثر من ذلك لان حبل الكذب قصير، واردفت قائلاً: مارائيك لو تدور لك حاجة ثانية، فقال لي ماهو، قلت له ان يكون لك شركاء وليس موظفين، فأنت الان عامل نفسك في زوة وجالس تتلقى كل اللكمات لماذا تقبل بهذا، الحقيقة انا اكن له وداً خاصاً لانه هو ايضاً احسن إلي ويتعامل معي بلطف كبير وعندما اتحدث اتحدث بنصيحة صادق والاخرين يتصور لهم انه اذا انت لم تكذب عليه فانت لست وفياً فهل الوفاء لمن احسن اليك ان تكذب عليه.

● هل تعتقد ان الرئيس يفكر باعادة النظام الملكي الى اليمن في ثوب التوريث وانه جاد في نقل السلطة الى نجله؟
□ اليمن لم تعد تتحمل احتكاراً جديداً للسلطة والثروة، كما ان اليمن يختلف عن سوريا وحتى عن مصر، ففيه قوى حراك قوية جدا ومجتمعها مجتمع مسلح، وبالتالي تنفيذ مثل هذه الافكار لم يعد ممكناً، فالحاكم الان امام مفترق طرق اما ان يتيح فرصة لوسائل سلمية واما سيسقط البناء على يد الناس، بالطبع الرئيس يفهم هذا الكلام، ففي احدى المرات كنت مشاركاً بمؤتمر في القاهرة يناقش الديمقراطية من حيث كونها خيار فوقي ام خيار شعبي، فسألني الرئيس عن النتائج التي توصلنا اليها في المؤتمر فقلت له: توصلنا الى ان الديمقراطية لازالت ارادة فوقية ولم تصبح بعد ارادة شعبية، فقال الرئيس انتم مخطئين، لا يوجد شخص عنده استعداد للتنازل عن شيء بمقدوره ان لا يتنازل عنه هو في هذه الحالة يقيس المسألة للوصول الى القرار الملائم فاما ان يخرج من الباب او من الطاقة، هذا الكلام في منتهى الذكاء، ولهذا فمن ضمن مسببات بقاء الرئيس طيلة هذه الفترة في الحكم انه كان كلما يصل الى مأزق يلجأ الى صنع منفذ، ففي السبعينات مثلاً جاء بالميثاق الوطني واسس المؤتمر الشعبي، ثم جاء بمجلس الشورى ومن بعده جاءت الوحدة ومن ثم حرب 94م، الآن يبدو ان مشكلته بعد حرب 94م وصلت الى مرحلة من الغرور، لقد وصل الى ازمة انعدمت فيها الخيارات ولم يعد بوسعه سوى ان يستعيد قدرته على الانفتاح للخروج من هذه الازمة، إذ عليه ان يتخلى عن اشياء ويفتح مجالاً جديداً بحكم التطور، ويبدو اليوم انه لا يوجد ادراك من قبل النظام للتغييرات التي حدثت داخل المجتمع، لناخذ مثلاً، مع كل هذه الازمات يصر الرئيس على زيارة المعسكرات معسكراً بعد اخر، المشكلة بصراحه هي ان عقلية الحاكم العسكري محشورة في بندق، لنتصور انه فتح مشكلة حرب في الجنوب، هل يمكن له تصور حجم المشكلة التي ستحدث من المهرة الى عدن، كيف ستكون وماهي تداعياتها، إذ سيكون محتاجاً لثلاثة مليون لتأديه مهمة المرابطة على الطرقات فقط، لذا اقول كيف بالامكان ان يستعيد الرئيس قدرته على الانفتاح، ابان الازمة بين البيض والرئيس وتحديداً عندما اعتكف البيض في عدن قلت للرئيس قد كان البيض في جيبك، واضفت: لقد التقيت بقيادات في الاشتراكي وهم يشكون من اصرار البيض على دمج الحزب في المؤتمر الشعبي، لكنك انت طعفرته وقد كان بجيبك، فرد الرئيس عليّ قائلاً: مشكلة البيض انه لا يستطيع التراجع، لكنني انا اقدر اتراجع، الان وبعد مرور كل هذه السنين يبدو ان مشكلة عدم التراجع اصبحت موجودة في شخصية الرئيس إذ بات غير قادر على التراجع، نريد ان نذكره بهذه القصة ونقول له لا تقع في هذه المشكلة ما دمت تملك القدرة على التراجع فالتتراجع.

● في ظل الحديث في الاوساط الشعبية عن مشروع التوريث نلاحظ ان المشترك يتحاشى اعلان مواقف ازاء هذا المشروع؟
□ قضية التوريث ليست عملية سهلة وليست ايضاً عملية صعبة، السؤال هو هل سيأتي التوريث عبر انتخابات حرة ونزيهة، احمد من حقه كأي مواطن يمني ان يترشح ولكن دون ان يستخدم امكانيات ومقدرات الدولة، بالامكان مثلاً ان يتنافس مع حسين الاحمر او مع هشام باشراحيل رئيس تحرير الايام، يتنافسوا على الرئاسة بنفس المستوى دون استخدام للدولة، فإذا اختاره الناس فليكن، هذا من حقه الدستوري بشرط ان ياتي عبر انتخابات حرة ونزيهة، وهذا ما اسميه توريث زعامة، لكن اذا جاء احمد عبر توريث السلطة، فالناس غير قابلين بالأب فكيف يمكن ان يقبلوا بالإبن، حالياً الاب يواجه صعوبات جمة فكيف سيكون حال الابن، ثم هنالك قضية اخرى هل من حنان الأبوه ان تترك لإبنك بيت ايل للسقوط ليهوي فوق رأسه، مثلما فعل الامام احمد الذي اوصل البلاد الى مرحلة السقوط ثم قال لنجله البدر انبع الى الامامة، من يريد ان يخلف لابنه، عليه ان يصنع وطناً لائقاً له ولإبنه ولحفيده ولمجتمعه يشعر فيه هو وغيره بالامان والاستقرار بصورة تجعل الناس يستقبلونه بالورود والحب، لا ان يورث له بلداً مليئاً بالثعابين حسب كلامه.

● حديثك عن الديمقراطية التوافقية هل يحظى بقبول داخل المشترك؟
□ الى الان لم يطرح على مستوى اللقاء المشترك رغم انه من القضايا التي لابد ان نعود اليها، بشرط توفر النية والجدية لدى الطرف الآخر، وفي الحقيقة انا لمست نوعاً من الاستعداد في المؤتمر الشعبي للحديث حول هذا الموضوع إذ اتصل بي عبده بورجي متساءلاً لماذا لاتقوموا بتطوير الفكرة وتوجدوا آلية لها، فقلت له لقد افسدها المؤتمر الشعبي الذي رد على الفكرة بطريقته وكأنها مجرد لعبة، طبعاً الفكرة هي مجرد وجهة نظر شخصية ولم تطرح حتى الان للنقاش داخل اللقاء المشترك.

● لماذا لم ينجح المشترك في تشكيل حكومة ظل لمراقبة اخطاء السلطة؟
□ هذا طبعاً من الأخطاء الكبيرة، واعتبره اهمالاً وتقصيراً من المشترك، فحكومة الظل امر في منتهى الاهمية، اذ يجب ان يكون لديك كمعارضة وزير تربية ظل مقابل لوزير التربية لكي تعرف كل ما يجري في هذا الوزارة بصورة تمكنك من قيادتها على اكمل وجه اذا جاء يوم امسكت فيه بزمام الامور، حكومة الظل موجودة في العالم كله وبالتالي فعدم تشكيلها في اليمن يعد تقصيراً غير مبرر من جانب المشترك.

● هل ستشكل حكومة ظل في عهد رئاستك للمشترك؟
□ انا ساطرح الموضوع من جديد واتمنى ان ننجح ونشكل حكومة من المشترك وشركاؤه وليس من المشترك فقط.

● هل تعتقد ان ذهاب بعض قيادات المشترك الى مقيل الرئيس يتعارض مع مطالبات المشترك بالشفافية ومكاشفة الراي العام بما يدور خلف الكواليس؟
□ ليس شرطاً، فهم قد يذهبوا الى المقيل وهو ليس مقيل عمل بقدر ما يكون مجرد مقيل فقط، القضية ليست قضية مقاطعة، فليس من المعقول ان اقاطعك وان ارفض دعوتك الى المقيل او الغداء، هذا امر غير ممكن وليس عملاً سياسياً، لكن السؤال هل هنالك قضايا يتم الاتفاق عليها من تحت الطاولة في المقيل، هذا امر غير ممكن.

● لكن نحن نسمع انه يتم في المقيل بحث القضايا المهمة؟
□ قد يبحثوا في اي قضايا، لكن في النهاية لا يستطيعوا اتخاذ اي تصرف او قرار إلا بالعودة الى المشترك وشركاؤه.

● هل تفكرون بتطوير النظام الداخلي للقاء المشترك؟
□ اتمنى ان يحدث هذا، واعتقد ان الشيء المهم الان هو كيف بامكاننا ان نُفعّل كوادر الاحزاب، لانه مع الاسف اشعر احياناً ان قوى محدودة هي التي تعمل، في حين ان عدد من الكوادر في المناطق المختلفة لا تؤدي دورها على الشكل المتوخى، وهذا خطأ، فاي كادر في حزب باي منطقة يجب ان يكون لديه دعم معين يساعده على ان يتحرك، ولهذا نحن اتخذنا قراراً بموافاة اللقاء المشترك في المحافظات بكل صغيرة وكبيرة عما يدور في الحوار، على ان نطلب منهم طرح هذا على الناس بكل شفافية، ولهذا انا طلبت ارقام هواتفهم كاملة وارجوا ان تتوفر لديهم كمبيوترات بحيث نرسل لهم التقارير الدورية، يجب اليوم ان نبدأ باشعار كوادرنا بالاهمية والاحترام، هنالك ايضاً فكرة فيما يتعلق بالعلاقة مع الاعلاميين اذ اتفقنا على ان نعقد لقاءات اسبوعية غير رسمية مع الاعلاميين بحيث يشاركونا ونسمع ارائهم وبالتالي نستطيع ان ننقل تلك الاراء، فالاعلامي ليس موظف بل هو رجل مثقف يجب اقناعه بالقضية لكي يكون متحمساً ومؤمناً بها، لأنه لو لم يكن كذلك فهو مثل اعلاميي السلطة يسير يتقيأ في التلفزيون ويخرج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.