في الوقت الذي خرج الحوثي من جبال مران لإلغاء الجرعة والحكومة الفاشلة, استطاع أن يحقق ما خرج من أجله وبدأ في أول لبنة في هذا المشروع الذي قدِم من أجله، وأسقط حكومة باسندوة، وليأتي بديلا عنه بحاح رئيس الوزراء المستقيل حالياً والذي توافق عليه الكل وبدأ يشكل الحكومة التي طلبها السيد عبدالملك حكومة كفاءة... لم تستمر الحكومة التي شكلت إلا شهوراً, حتى انتفض الحوثي مجددا لإسقاطها وأحكم عليها حصارا أشبه بحصار السبعين، وسير بأمرة لجان لا تملك مؤهلات، ولكن تملك سلاح وشعار وصرخة يحفظونها منذ أن كانوا في صعدة وحروبهم الست... وتم إسقاط الحكومة بعد استقالة خالد بحاح وسقطت الدولة في قبضة الحوثيين وهنا انطلقت الأزمة متجهة إلى مفترق طرق، وقال عنها "بنعمر" في جلسة عقدها مجلس الأمن إن اليمن بدأ يقف على مفترق طرق وحرب أهلية إن لم تكن طائفية... ((حملة أطلقوا سراح هادي)): واستمرت الأحداث في صنعاء وبدأ الحوثي يُسقط المحافظات الواحدة تلو الأخرى حتى وصل إلى مشارف الحدود الجنوبية في البيضاء، وبدأ الحوثيون يستعدون لحرب شرسة بينهم وبين المليشيات المعززة بالحرس الجمهوري للجنوبيين على حدود (ج.ع.ي.ش) وهادي لايزال في سجن الحوثيين... واستمرت الاستعدادات لمواجهة الحوثي عسكرياً ليبدأ نشطاء جنوبيون بحملة أسموها أطلقوا سراح هادي, طالبوا كافة الحقوقيين والمنظمات المحلية والدولية الوقوف مع الرئيس هادي ومطالبة إطلاق سراحه من الإقامة الجبرية التي فرضها الحوثيون... ((الإمبراطور هادي في عدن)): وبعد حصار فرضته جماعة الحوثي على الرئيس عبدربه منصور هادي لقرابة شهر استخدم فيه أسلوب الإقامة الجبرية بقوة السلاح والنفوذ مع هادي في مساحة لا تتجاوز مآت الأمتار وظل الحال للرئيس هادي مسجون وتنفيذ خارطة السياسة بسجنه من قبل مليشيات مسلحة... لم يكن هادي الأسير لدى الحوثيين بل طالت الإقامة الجبرية رئيس الحكومة خالد بحاح المستقل أيضا وقيادات جنوبية أخرى فرضها مسلحو الحوثي عليهم حصارا تحدث عليه الكل بأنه (إقامة جبرية) مسلحة أغلقت الشوارع والحواري المطلة على منزل الرئيس هادي وانتشرت مدرعاتهم ومسلحيهم في الأماكن المرتفعة على منزله وأحكموا الحصار وفرضوه بالقوة... ((مجلس الأمن لا يحرك ساكنا)): واستمر الحصار على هادي وبدأ المبعوث جمال بنعمر يدور في حلقة مفرغة لاجتماعات دائما ما تمخضت بالفشل لانقلاب غير شرعي على حكومة الرئيس وإصرار حوثي بأن الانقلاب ثورة شعب والشعب حدد مسيرته في بناء دولة ديموغرافية مدنية يجهل بكل ما هي تلك الدولة وما فرضيتها التي يتحدث عنها الحوثي... استمرت المفاوضات والاجتماعات في موفمبيك بين الأحزاب والقوى السياسية وجماعة انصار الله لا يجد حلا مقنع للإنقاذ وبدأت الملامح تتضح بأنها متجهة الى حرب الكل تخوف منها... هنا أدرك الكل بأن مجلس الأمن فشل في المفاوضات وفشل حتى في فك أسر الرئيس هادي وأدرك بعض السياسيين والمحللين أن القوة الحوثية هي المسيطرة على الخطوط الإقليمية وتتجه الشكوك في أن مجلس الأمن يمد الحوثي في الفوضى وهي من شرعت الانقلاب ... ((هادي ينهي شراكته في صنعاء ويعود إلى عدن)): وكانت الأحداث سريعة جدا وتحدث بلمح البصر وكان من بين تلك الأحداث وصول الرئيس هادي فجر يوم السبت الى عدن وعودته مجددا الى عاصمته الجنوبية يصفع الحوثيين صفعة أخرى بعد استقالته هي عودته الى عاصمة الجنوب عدن... ورحب الحراك الجنوبي بعودة هادي وأعلنوا عن وقوفهم معه ومجابهة أي قوى تحاول الوصول إليه وأعلنوا عن وقوفهم معه مطالبين إعلان فك الارتباط وإعلان الجنوب دولة مستقلة كاملة السيادة... ((صالح يفشل في إدارة الفوضى)): ولم يقتصر المشهد السياسي والعسكري من وجود الرئيس المتنحي صالح بل كانت بصمته التآمرية موجودة ليزج بالحوثيين في واجهة المشهد ويدير اللعبة من وراء الستار ويبدأ في جر اليمن الى صراع وقتال انتقاماً من القوى التي أنهت مشروع إمبراطورية في ثورة 11فبراير ثورة التغيير ... ساند الحوثي بتحالف عسكري وجعل الحرس الجمهوري يقاتل معهم أملاً ان تعود الإمبراطورية مجدداً الى قبضته هؤلاء الحرس الجمهورية والمركزي لنجله أحمد سهّل مهمة العودة لصالح وبدأ مشروع النسف لكل الأحزاب حتى وقع في شر أعماله وأقصي من المشهد السياسي بعد إعلان دستور انقلابي وتعيين مجلس رئاسي حوثي وشطب صالح من المشهد كلياً بعد وصول الرئيس هادي الى عدن ... ((الحوثيون في ورطة)): واعتبرت وسائل إعلامية خارجية عودة الرئيس هادي الى عدن صفعة ثانية يتلقاها السيد من عادي بعد الاستقالة المقدمة قبل قرابة شهر تاركاً خلفه اليمن وأنصار الله في ازمة سياسية عجزت كافة المفاوضات ترميم ما افسده الحوثيين بانقلابهم غير الشرعي على الرئيس هادي.... وقال مراقبون: إن عودة هادي الى عدن مشروع فك ارتباط وتعزيز علاقات سياسية ودولية بين الجنوب والمجتمع الدولي والخليجي يعد إقفال وسحب كافة السفارات الأجنبية والعربية من صنعاء وتدمير كافة الوثائق في السفارات .... ما يدل على أن هادي سيعمل على تعزيز العلاقات ومخاطبة العالم بفتح سفارات لهم في عدن وإعلان عدن عاصمة الدولة الجنوبية ليجد الحوثي نفسه في ورطة أخرى إن لم تكن نهاية أحلام مبكرة لدولة فكّر الحوثيون بناءها بطريقة الاستعراض المسلح... #نقلا عن صحيفة الامناء