/ أرواد (سوريا)(رويترز)- عادت السفينة الشراعية "فينيقيا" الى ميناء طرطوس على الساحل السورى الموطن الاصلى للفينيقيين منذ أربعة الاف عام حيث حطت رحالها يوم السبت فى جزيرة "أرواد" التي بدأت رحلتها منها في عام 2008. ونظم احتفال للترحيب بعودة السفينة التي صنعها السوري خالد محمد حمود واخوته في أرواد القريبة من ميناء طرطوس. وقالت أليس هوتشر مديرة مشروع السفينة فينيقيا ان الهدف الرئيسي للرحلة اثبات ان الفينيقيين كانوا أول من قام برحلة الى افريقيا. وأضافت أليس هوتشر "استغرق الامر عامين لاتمام الرحلة وهدفهم هو اثبات ان الفينيقيين استطاعوا انجاز أول دوران حول افريقيا قبل 650 عاما قبل الميلاد." واستقل السفينة التي يبلغ طولها 15.24 متر أفراد طاقم بلغوا 16 فردا لدى ابحارها في تلك المغامرة البحرية. وقالت بريطانية من أفراد طاقم السفينة واسمها ستيفاني ان أفراد الطاقم واجهوا بعض الصعوبات أثناء الرحلة. واضافت ان الشراع الرئيسي تمزق ولذلك لزم عليهم تغييره ليواصلوا الرحلة بنجاح. ومضت تقول "تعرضنا لبعض الاضطرابات الجوية حول السفينة وحدث قطع في الشراع الرئيسي واضطررنا لتغييره. وحين أبحرت السفينة في المحيط الهندي كان لزاما ان تغير اتجاهها لتتفادى بعض القراصنة." واعتمدت الرحلة على أنماط الرياح حيث ان السفينة شراعية ولم يكن بها محرك وأبحرت على غرار السفن التي كانت تبحر في العصر الفينيقي. وقال عضو اخر في طاقم السفينة واسمه كلينتون كليمنت انها تجربة أفادته كثيرا في تعلم الصبر وانتظار الريح المطلوبة. وقال "حسنا. شعرت الى حد ما باحساس الفينيقي عند الابحار في المحيطات. تحتاج بكل تأكيد لكثير من الصبر لان عليك انتظار الرياح اللازمة وليست كل الرياح كما تشتهي. لذلك أقصد أنني تعلمت الصبر وانتظار الرياح بشكل أساسي." وكان ما يعرف حاليا بسوريا ولبنان واسرائيل والاراضي الفلسطينية قلب الحضارة الفينيقية التي ازدهرت في الفترة من عام 1550 حتى عام 300 قبل الميلاد. وعملت موانئها الشهيرة ومن بينها أرواد وبيروت وجبيل وصرفند وغيرها كقواعدها لاستكشاف العالم. وكان ينظر الى الفينيقيين على أنهم "سادة البحار" وامتدت أنشطتهم التجارية الى أقصى الغرب حتى كورنوول في بريطانيا وأقصى الشرق حتى الهند والصين. وينسب الى الحضارة الفينيقية الفضل في ابتكار الابجدية واستخدام النجوم للاسترشاد في الابحار علاوة على صنع الزجاج والصبغة.