أقرت الولاياتالمتحدة للمرة الأولى أمس، احتمال تعذّر إجراء استفتاء منطقة أبيي في التاسع من يناير المقبل، واقترحت على الشمال والجنوب إيجاد بديل .. ودعا فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، الشريكين لتحمل المسئولية وعدم تنظيم إستفتاء أبيى إلاّ إذا توصّلا إلى بديل يناسب الطرفين، مضيفاً أن تنظيم إستفتاء في أبيي في الموعد المحدد لا يزال ممكناً نظرياً، ولكنه يزداد صعوبة وتعتريه مشاكل.. وفي السياق تَنتهي اليوم المهلة التي حَدّدَتها واشنطن للشريكين بهدف الإتفاق حَول القضايا المختلف عليها بشأن اتفاقية السلام، خاصةً قضية إستفتاء أبيي وترسيم الحدود. وذكرت مصادر مطلعة ، أنّ المؤتمر الوطني تَمَسّك خلال المناقشات بموقفه من قضية أبيي، والمتمثل في ضرورة أن تُصوِّت قبيلة المسيرية في الإستفتاء، وهو ما ترفضه الحركة الشعبية، وأضافت المصادر أنّ الإتجاه الغالب يسير تجاه تأجيل إستفتاء المنطقة لحين الإتفاق على صيغة مُحدّدة ترضي الطرفين، وتَوقّعت تلك المصادر عَقد اجتماع حاسم اليوم للبت في القضية بصورة نَهائية. في الاثناء تَلقى الرئيس السوداني عمر البشير أمس، رسمياً دعوة من الرئيس الكيني مواي كيباكي للمشاركة في قمة الإيجاد الخاصة بمناقشة تطورات الوضع في السودان، سلّمها له مبعوثه الشخصي جورج كامبوني وزير خارجية كينيا المكلف. و اوضح كمال حسن علي وزير الدولة بالخارجية السودانية ان الرئيس البشير أبْدى تقديره البالغ للمجهودات التي بذلها وتبذلها كينيا من أجل إحلال السلام في السودان، واشاد بدورها في مفاوضات نيفاشا، وقال إنّ البشير وعد مبعوث كيباكي بتلبية الدعوة إذا سمح بذلك برنامج عمل الدولة. وعزا كمال حسن علي ، ذلك إلى أن الأسبوع المقبل سيشهد حراكاً نشطاً في الخرطوم يقوده ثامبو إمبيكي رئيس اللجنة الأفريقية العليا لحسم القضايا العالقة بين الشريكين وصولاً لتوافق حولها. وفي السياق ذكرت تقارير ان مصدر دبلوماسي كشف أنّ القمة ستعقد في أديس أبابا، ولكن لم يتم تحديد موعد عقدها بعد ، وقال مبعوث كيباكي إنّ زيارته للسودان تأتي في إطار العلاقات الثنائية بين البلدين، وإنه قَدّم دعوة للبشير للمشاركة في القمة، وأشار إلى أن بلاده تَرأس اللجنة الفرعية للإيجاد الخاصة بالسودان. من جهة أخري اتهمت وزارة الداخلية السودانية ، منظمات طوعية بالتجسس لصالح دول أجنبية باستقطاب الشباب لزرع الفتن والكراهية بين الجنوب والشمال حال الانفصال،وتوقعت في الوقت نفسه ان تصاحب عملية الاستفتاء مخاطر ومهددات امنية «تتطلب خططا مغايرة لخطة الانتخابات وتأمين المواطنين من المخاطر المتوقعة ..ووصف مساعد المدير العام د.العادل العاجب ، المرحلة المقبلة بأنها صعبة، موضحاً ان الاستفتاء سيدخل البلاد في مرحلة جديدة ،تتطلب وضع الخطط والاعداد المبكر لمواجهة تحدي الظروف التي تمر بها البلاد. وأقر العاجب خلال مخاطبته امس سمنار تحديات الاستفتاء بأكاديمية الشرطة العليا بوجود تحديات داخلية وخارجية متمثلة في عدة كيانات ومنظمات طوعية تحركها أيد خفية لصالح الدول الأجنبية لاستقطاب الشباب لخلق الكراهية والبلبلة بين الشمال والجنوب، وعدم استقرارمما يشكل معبرا سهلا للجهة المتدخلة في البلاد. وتوقع ان تصاحب عملية الاستفتاء مخاطر ومهددات امنية مما يتطلب تضافر الجهود مع الاجهزة الامنية والعدلية بوضع خطط مغايرة لخطة الانتخابات وتأمين المواطنين من المخاطر المتوقعة. من جهته، حمل مدير دائرة الجنايات بولاية الخرطوم محمد احمد على، الحركة الشعبية مسئولية تأخير ترسيم الحدود،وتوقع حدوث اشكاليات اقتصادية،وامنية واجتماعية، حال انفصال الجنوب، تشجع بعض الدول في الاقليم على السعي لتعميق مشكلة ابيي وجبال النوبة والنيل الازرق، قد تؤدي الى قيام حرب ضروس بين القبائل الجنوبية والشمالية المتاخمة للحدود ، لذلك لابد من حسم هذه الاشكاليات قبل مرحلة الاستفتاء التي من المتوقع ان تصاحبها تظاهرات واعتداءات داخلية ، تتطلب تضافر الجهود لمواجهة المخاطر. وكشف بشير احمد بشير، عن نشاط منظمات طوعية تملك نمر عربات (UN) وتتحرك بها داخل ولايات السودان المختلفة مشكلة بها حماية لها وهي لا تتبع لها، مما يشكل خطرا على أمن البلاد، واتهم بشير المنظمات الطوعية التي تقدم المساعدات للنازحين بمعسكرات دارفور بنشر الكراهية والحقد ضد الحكومة. وحذرت الحكومة السودانية الجنوبيين الموجودين فى الدول الأوربية من مغبة الوقوع فيما أسمته بالإغراءات التى تقدمها شبكات إسرائيلية متخصصة فى تهريب البشر إلى إسرائيل. وقال د.محمد الأغبش، معتمد اللاجئين امس ، إن لإسرائيل مصلحة إستراتيجية فى تعطيل الاستفتاء وعلى الجنوبيين الانتباه لذلك ، مؤكداً أن تلك الشبكات تديرها منظمات يهودية تهدف إلى عرقلة الاستفتاء القادم لأبناء الجنوب. وطالب الأغبش جميع الجنوبيين الموجودين بدول المهجر بأن يمارسوا الحق الذى كفلته لهم اتفاقية السلام فى التسجيل والتصويت لحق تقرير المصير عبر الاستفتاء القادم.. محذراً من مغبة الانسياق وراء إغراءات الشبكات الإسرائيلية المختصة بتهجير البشر. وقال إن إسرائيل تحاول قدر الإمكان أن تجد لها موطئ قدم فى الشأن الجنوبى لبسط أجندتها، وذلك عبر استهدافها للمواطن وتهجيره إليها بدعاوى توفير فرص العمل والإقامة . من جانبها قرّرت حكومة الجنوب إيفاد وفد رفيع الى أستراليا لطلب مساعدات مالية وتقنية عاجلة لإستفتاء تقرير المصير لجنوب السودان. وقال باري وانجي رئيس اللجنة الإقتصادية ببرلمان الجنوب، رئيس الوفد الذي يضم 8 من أعضاء برلمان الجنوب، هناك حاجة ماسة لمساعدات مالية وتقنية عاجلة من أجل قيام الإستفتاء. وأضاف وانجي، اننا نريد من أستراليا أن تكون أول دولة تعترف بدولة الجنوب إذا اختار سكان الجنوب الإنفصال، مُشيراً إلى أن حكومة الجنوب قدمت دعوة لرئيسة وزراء أستراليا جوليا جيلارد لزيارة جنوب السودان العام المقبل. ويعيش في أستراليا نحو 40 ألف لاجئ سوداني معظمهم من الجنوب. وقال رئيس الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطى فى السودان د.لام اكول إن اجتماعا يضم القيادات الجنوبية سيعقد فى جوبا فى السادس عشر من شهر نوفمبر الجاري الثلاثاء القادم، لمتابعة تطبيق القرارات التى تم الاتفاق عليها فى ملتقى الحوار الجنوبى الجنوبى الأخير. ونفى اكول بشدة فى تصريح له، ما تردد من أن هناك اتصالات وإغراءات مادية ومنصبا رسميا له من قبل رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت مقابل عودته للحركة الشعبية، وقال: هذا الكلام غير وارد بالمرة . في غضون ذلك رفضت الخرطوم بشدة التفريط في قضية أبيي، وقالت إنها ليست معروضة للبيع، ودعت الحركة الشعبية إلى عدم رهن الوحدة ببيع أبيي أو حقوق مواطنيها، ووصفت مطالبة الحركة بمنح الجنسية المزدوجة لشعب الجنوب بالمنطق الأعوج، فيما أبدت الأممالمتحدة قلقها العميق إزاء تدهور الوضع الإنساني في الجنوب وأبيي وإقليم دارفور . وشدد د.نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني نائب رئيس المؤتمر الوطني لشئون الحزب على أن قضية أبيي ليست للبيع مطلقاً، وقال لدى مخاطبته حفل تدشين الحملة الإعلامية للاستفتاء دعماً لخيار الوحدة بحدائق الشعب بالخرطوم أمس، إن على الحركة ألاّ ترهن الوحدة بأن تباع لها أبيي أو حقوق المواطنين، وإن الحديث عن شعب واحد في بلدين قول باطل أريد به باطل، وأضاف نحن مع حق المسيرية 100% وحق دينكا نجوك 100%، ووضع ثلاثة خيارات أمام الحركة لحل القضية، إما أن توافق على حل عادل ومرض حتى قبل ساعة من الاستفتاء، أو أن يتم تجاوز أبيي في الاستفتاء، أو أن تتأخر العملية حتى تحل القضية” . من جهتها، أبدت وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسقة الإغاثة الطارئة فاليري آموس قلقها العميق إزاء تدهور الوضع الإنساني في الجنوب وأبيي وإقليم دارفور، موضحة أن الوضع في معسكرات النازحين خاصة معسكر كلمة يحتاج إلى معونات غذائية طارئة وتقديم الخدمات الصحية، وقالت إن هناك حوالي 80 ألفاً من نازحي كلمة يحتاجون للغذاء والصحة، قبل أن تصف الوضع في جبل مرة بالأمر الصعب المقلق . من جهة أخري اعلنت وزارة المالية السودانية امس ان جملة عائدات النفط لشهر سبتمبر الماضي بلغت 66ر326 مليون دولار امريكي. وقال وكيل المالية الطيب ابو قناية في اجتماع اللجنة المشتركة لمراقبة وتحديد سعر حساب صافي ايرادات البترول بين الحكومة القومية وحكومة الجنوب ان التحويلات المباشرة وغير المباشرة لحكومة جنوب السودان لشهر سبتمبر بلغت 30ر125 مليون دولار. . وبلغت جملة عائدات البترول ما قيمته 72ر207 مليون دولار فيما بلغت عائدات الخام المستخدم في المصافي المحلية 94ر118 مليون دولار. وأوضح أبو قناية ان نصيب الحكومة القومية من عائدات البترول لذات الشهر بلغ 06ر186 مليون دولار مقابل 92ر133 مليون دولار لحكومة الجنوب و48ر6 مليون دولار للولايات المنتجة للبترول. من جانبه اكد وكيل مالية حكومة جنوب السودان سلفاتور مبيور ديت على الدقة والشفافية في اعمال اللجنة وتطابق الارقام من مبالغ العائدات مع تفاصيل الانتاج وكشف عن انعقاد الاجتماعات القادمة للجنة في مدينة جوبا ويتقاسم شمال السودان وجنوبه عوائد النفط بموجب اتفاق السلام المبرم عام 2005 حيث يبلغ نصيب الحكومة المركزية 50 % مقابل 48 % لحكومة الجنوب فيما يذهب الباقي للولايات المنتجة للنفط وهي ثلاث ولايات اثنتان منها في الجنوب (الوحدة واعالي النيل) وواحدة في الشمال هي (جنوب كردفان). يذكر ان السودان بدأ تصدير النفط عام 1999 بانتاج يومي يبلغ 150 الف برميل ووصل حاليا الى حوالي 500 ألف برميل يوميا .