اصدرت رئاسة الجمهورية السودانية بيانا اعلنت فيه انسحاب السودان من المشاركة في القمة الإفريقية الأوروبية الثالثة بالجماهرية الليبية ..وقرّر السودان أمس، الانسحاب من القمة الأفريقية الأوروبية الثالثة التي تبدأ أعمالها اليوم بالعاصمة الليبية طرابلس، بعد أن نقل مسئول ليبي رفيع لوزير رئاسة الجمهورية تحفظ الدول الأوروبية على مشاركة الرئيس عمر البشير في القمة، وردّ عليه الوزير بأنّ الدعوة وجّهت للرئيس وسيشارك في القمة، ونقل له مُشاركة السودان على مستوى الرئيس البشير طالما أن السودان يُشارك في إطار عضوية الإتحاد الأفريقي وأبلغه أن السودان غير معني بأي موقف يتخذه الجانب الأوروبي.وقال بيان أصدرته رئاسة الجمهورية مساء أمس، إن طرابلس وعبر مسئول رفيع أبلغت وزير رئاسة الجمهورية أمس أنها ترحب بالرئيس البشير عقب إنتهاء القمة. واعتبر البيان الموقف الأوروبي من مشاركة الرئيس في القمة إستهانةً بمشروعية الإتحاد الأفريقي وإستقلالية قراره، وأشار إلى أن ذلك يتسق مع العقلية الاستعمارية التي قال إنها لا تزال تنظر بها أوروبا لأفريقيا، وأضاف البيان أن ذلك الموقف ينطوي على نفاق سياسي، مشيراً إلى أن دول الإتحاد الأوروبي تطلب من الرئيس البشير تنفيذ إتفاقية السلام الشامل، في الوقت الذي تضع فيه العراقيل أمام مشروعيته التي أسّسها الشعب السوداني عبر الانتخابات. واضاف البيان: إن النفاق السياسي يتمثل في أن الدول الأوروبية تبعث بسفرائها لتقديم إعتماداتهم من قِبل رؤسائهم للرئيس البشير، وتعمل في الوقت نفسه على الإنتقاص من مشروعيته. وقال البيان إنّ ذلك الموقف أقل ما يُمكن وصفه بأنّه عدوان على الإتحاد الأفريقي والسودان، وينسف فكرة الحوار والتعاون بين أفريقيا وأوروبا.وأكد السودان، إعتزازه بدوره ومكانته الرائدة في أفريقيا، وأشاد بالموقف الأفريقي الداعم والمتضامن معه، في وجه محاولات فرض الهيمنة على أفريقيا من خلال مؤسسات استعمارية مشبوهة، كالمحكمة الجنائية.وأوضح البيان أن السودان إزاء هذا الموقف قرّر الإنسحاب من القمة الأفريقية الأوروبية وعدم المشاركة على أي مستوى، وقال إنه غير معني بنتائجها ويحتفظ لنفسه باتخاذ الإجراءات والمواقف المناسبة لحفظ حقوقه وسيادته. وفي السياق أكّد علي كرتي وزير الخارجية السوداني من طرابلس للصحَفيين أن السودان انسحب من المشاركة في القمة، وأضاف أن الرئيس قرر عدم المشاركة في القمة لعدم إحراج السلطات الليبية، مشيراً إلى ضغوط أوروبية .. وأكد كرتي أيضاً أنه غادر اجتماعاً مع نظرائه الأفارقة الذين كانوا يعدون موقفاً أفريقيا مشتركاً من القمة، بعد أن تلقى تعليمات من الخرطوم بمغادرة الاجتماع