أكد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أن بلاده لا تشكل تهديدا لدول المنطقة وأنها تريد التعاون معها وهي ملتزمة بحفظ الأمن في منطقة الخليج ، مشيرا إلى أنه لا يوجد ما يدعو إلى القلق من أن تكون إيران أكثر قوة. جاء ذلك في أول زيارة يقوم بها متكي للمنطقة منذ نشر موقع ويكيليكس وثائق دبلوماسية أميركية تتعلق بقلق العرب من طهران. وقال متكي –في كلمة أمام المشاركين في مؤتمر حوار المنامة لأمن الخليج ومن بينهم مسؤولون ووزراء عرب خليجيون- إن "قوتنا في المنطقة هي قوتكم، وقوتكم هي قوتنا"، و"نمونا سيمهد فقط الطريق أمام الآخرين للنمو". ورغم أنه لم يشر إلى ما جاء في وثائق ويكيليكس بشأن قلق جيرانه، فإنه دعا إلى عدم السماح لوسائل الإعلام الغربية بأن "تقول لنا ما هي آراء كل منا في الآخر". وتابع "لم نستخدم أبدا إمكانياتنا لكي نصبح أقوياء ضد أي من دول الجوار خاصة أنها مسلمة". وأضاف في المؤتمر -الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية المتخذ من المملكة المتحدة مقرا له- "يجب ألا يكون هناك شك أو مطمع من دولة في الأخرى لأن هذا سيقوض جهود إرساء التعاون". وأعرب وزير الخارجية الإيراني عن سعادة بلاده إزاء إنجازات عربية كدخول النساء للبرلمان في الكويت والبحرين، وتقدم صناعات البتر وكيمياويات في السعودية، فضلا عن تنامي التعاون الاقتصادي بين الدول العربية. وحول البرنامج النووي الإيراني قال متكي "إن من يحاول نشر كذبة أن إيران تحاول تطوير أسلحة نووية، فشل في النهاية، لأن التحقيقات والتفتيش الذي جرى فند هذه المزاعم" على حد قوله. وأضاف "أن الأشخاص الذين ينشرون هذا النوع من الكذب لا يجدون الشجاعة لكي يقولوا إن هذا كذب". وأشار إلى أن هناك "أطرافا تحاول منعنا من استخدام الوقود النووي، وهذا تمييز عنصري". بدوره أكد وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة أن إيران "مساهم مهم في رفاهية المنطقة ومن حقها امتلاك الطاقة النووية للاستخدامات السلمية بشرط أن تكون شفافة في هذا المجال". واعتبر آل خليفة أن "التخصيب كلمة أساسية وبالتالي يجب أن تعالج هذه القضية". وقال "إن هناك فكرة بدأنا نفكر فيها جميعا وهي تطوير مصرف للوقود النووي المدني الدولي تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتكون هذه المبادرة فكرة للتوصل إلى حل". أما وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو فقد رأى "أن مفهوم الأمن في المنطقة مبني على القوة العسكرية وهذا لن يقودنا إلى أمن مستديم، لذلك يجب علينا أن نطور مفهوم الأمن من ناحية التعاون الاقتصادي ومن ناحية التعاون الثقافي والتربوي وهذا ما نسميه بالأمن الناعم". كما اعتبر أوغلو "أن من يستهدف مدنا مثل بغداد أو بيروت يستهدف بذلك أمن المنطقة لأن مكونات شعوب هذه المدن تعكس مكونات شعوب المنطقة". وأضاف أوغلو أنه "حان الوقت لإكمال عملية السلام في الشرق الأوسط وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي"، معتبرا أن "العالم لا يريد خارطة طريق بل يريد تنفيذا لخارطة طريق وأن نعطي شعبي فلسطين ولبنان الأمن والطمأنينة".