قلت صحيفة " الخليج " الاماراتية قبل قليل على لسان مسؤول بالحزب الحاكم في اليمن ، أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح “سيوقع” على المبادرة الخليجية بصفته “رئيسا للجمهورية”، فيما أعلنت المعارضة اليمنية، المنضوية في لواء “اللقاء المشترك” وشركاؤه رفضها للمبادرة، مؤكدة في الوقت ذاته أنها “غير معنية” بالمفاوضات التي يُجريها الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني بصنعاء . وكان الزياني وصل صنعاء، مساء أمس السبت، لإجراء مشاورات مع الأطراف السياسية اليمنية حول تنفيذ المبادرة الخليجية، التي قدمها وزراء خارجية دول مجلس التعاون في 21 أبريل الماضي. وقال المبعوث الخليجي الرفيع، لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، إن الأزمة اليمنية "لها أولوية قصوى في مجلس التعاون.. ونحن بإذن الله تعالى سنواصل مساعينا إلى أن نصل إلى حل يرضي الجميع بما يكفل حقن الدماء والحفاظ على السلم الأهلي وأمن وسلامة اليمن". وأكد أن "حقن" دماء اليمنيين و"الحفاظ على أمن وسلامة واستقرار" بلدهم "من الأهداف الرئيسية لدى أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون وأصحاب السمو وزراء خارجية دول المجلس". وقال مصدر مطلع بالرئاسة اليمنية ل"الاتحاد" إن أمين عام دول مجلس التعاون الخليجي التقى، أمس الأحد، قيادات حزب المؤتمر الشعبي، وناقش معهم سبل تنفيذ المبادرة الخليجية، مشيرا إلى أن الزياني التقى الرئيس صالح أمس بعد أن أجرى الأول مشاوراته مع الأحزاب السياسية، في إشارة إلى حزب "المؤتمر" الحاكم وتكتل "اللقاء المشترك" المعارض. وقال مصدر مقرب من المفاوضات إن الزياني مصمم على "التوصل إلى تسوية من شأنها أن ترضي جميع الأطراف". وكانت أحزاب "اللقاء المشترك" أعلنت يوم الجمعة، أن المبادرة الخليجية "باتت في حكم الميتة"، خصوصا بعد أن رفض الرئيس صالح، أواخر الشهر الماضي، التوقيع عليها بصفته الرئاسية. من جهتها، شككت أحزاب "اللقاء المشترك"، أمس الأحد، بجدية الرئيس صالح تنفيذ المبادرة الخليجية، التي رحبت بها الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية.وقال الناطق الرسمي باسم "اللقاء المشترك" محمد قحطان ل"الاتحاد": لا يوجد أي مؤشر يدل بأن الرئيس سيقدم استقالته"، حسب بنود المبادرة، لافتا إلى أن المعارضة لن تلتقي المبعوث الخليجي "الذي وصل صنعاء لإجراء مفاوضات مع الرئيس صالح"، حسب قوله. وحول اللقاء الذي جمع الزياني مع قيادة حزب "المؤتمر"، أمس الأحد، قال قحطان: "الحزب الحاكم ليس طرفا في العملية الجارية"، مشيرا إلى أن صالح "وحده" الذي يمتلك القرار داخل الحزب الحاكم. وقال: "لن نتعاطى مع تصريحات المسؤولين في حزب المؤتمر" . وأكدت مصادر صحافية هنا الليلة ان الزياني الذي بدأ الليلة الماضية زيارة الى العاصمة صنعاء التقى مساء اليوم برئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني محمد سالم باسندوة في محاولة لاستئناف المبادرة الخليجية لحل الازمة السياسية في اليمن التي دخلت شهرها الرابع وذلك بعد فشل الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في اقناع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بالتوقيع على المبادرة قبل نحو أسبوعين.
بلاغ صادر عن اجتماع المجلس الأعلى للقاء المشترك وقيادة اللجنة التحضيرية للحوار الوطني
عقد المجلس الأعلى للقاء المشترك وقيادة اللجنة التحضيرية للحوار الوطني عدة اجتماعات منذ يوم السبت 15مايو برئاسة الأخ محمد سالم باسندوه .. كرست لأستعرض جملة التطورات على الساحة السياسية ، وترحم في مستهلها على أرواح الشهداء الذين سقطوا برصاص أجهزة النظام الدموي العائلي في كل من صنعاءوتعز وإب والبيضاء والحديدة خلال اليومين الماضيين ، وأدان نهج القمع ضد أبناء شعبنا اليمني وما تمارسه هذه الأجهزة من قتل جماعي وسفك لدماء المتظاهرين سلمياً وحذرها من التمادي في هذا النهج الدموي المدان وطنيا ودوليا ، وحذر أولئك المتورطين في مواصلة سفك دماء أبناء شعبنا ولن يفلتوا من الملاحقة القانونية وقبضة العدالة الوطنية والدولية لأخذ القصاص العادل جراء ارتكابهم هذه الجرائم ضد الإنسانية والتي لا ولن تسقط بالتقادم . وفي هذا السياق يناشد المشترك وشركاؤه أولئك المخدوعين والمغرر بهم من الجنود وضباط وصف ضباط القوات المسلحة والأمن وغيرهم من المواطنين وأبناء القبائل ممن جندتهم هذه الأجهزة لأعمال القتل لإخوانهم المتظاهرين السلميين أن يكفوا عن القيام بهذه الأعمال الإجرامية لخدمة مصالح هذا النظام العائلي ومجموع اللصوص والفاسدين المحيطين به والذين نهبوا ثروة شعبنا وخيراته ، وأفقروا أبناء شعبنا لصالح بناء الثروات الخاصة بهم وبأبنائهم ، آملين أن يدركوا انهم يقتلون إخوانهم وأبناءهم الذين خرجوا للمطالبة باسترداد حق الشعب المنهوب من قبل نظام اللصوصية والفساد المنظم ، نتوجه بكل صدق ومحبة إلى هؤلاء المغرر بهم ، ونقول لهم : كيف تقبلون على أنفسكم أن تقوموا بمهمة القتل لهؤلاء الشباب الأطهار، نيابة عن هؤلاء الفاسدين. إننا نناشدهم أن يحكموا ضمائرهم فيما يقومون به من سفك للدماء الزكية، لصالح هذا النظام العائلي الذي لن يتوانى في أن يقدمهم قرباناً و يتخلى عنهم ليفدي نفسه في الوقت المناسب كما هو حال الطغاة في كل زمان ومكان. وعلى نفس الصعيد أشاد الاجتماع بالمنظمات الدولية والإنسانية التي أدانت الجرائم المرتكبة بحق شعبنا وشبابنا ، كما نتقدم بالشكر لكل الدول الصديقة ، والشقيقة ، التي أدانت هي الأخرى نهج العنف وسفك الدماء الذي تمارسه أجهزة النظام وبلاطجته ، رغم أن المواقف المعلنة من قبل هذه الدول لم ترق إلى المستوى المقابل لفداحة وفظاعة الجرائم المرتكبة ، مطالباً إياها بضرورة اتخاذ الموقف الحاسم الذي اتخذته في حالات مماثلة لحماية أبنا اليمن وشبابها من القتل المستمر والمتواصل ضد المتظاهرين سلمياً... وبهذا الصدد رحب الاجتماع بقرار الأممالمتحدة بإرسال بعثة تقصي الحقائق في أسرع وقت ممكن. كما وقف الاجتماع أمام خطاب رئيس النظام يوم الجمعة الماضي 14/5 في ميدان السبعين الذي وصف فيه الشعب بقطاع الطرق مستعيناً بمصطلحات القذافي الذي وصف فيه الشعب الليبي بالجرذان ، ولم يجد غرابة في هذا الخطاب الذي يتبعه الطغاة وزعماء الاستبداد حينما يتعين عليهم الرحيل تحت الحاح شعوبهم ومطالبهم العادلة . واستهجن الاجتماع الخطاب التحريضي لرئيس النظام والذي هدد فيه باستخدام القوات المسلحة للعدوان على المتظاهرين السلميين ، وهو ما يؤكد نواياه الحقيقة بمواصلة نهج العنف واستخدام الأجهزة العسكرية والأمنية عبر القيادات العائلية لقمع الشعب من أجل البقاء في السلطة ، ولقد ظهر ذلك جلياً من خلال إقحام بعض ألوية القوات المسلحة والحرس الجمهوري في قمع المتظاهرين يوم السبت 15/5 في تعز وقبله في عدن وعلى نطاق واسع ، فيما يعكس دلالة واضحة على أن قرار العدوان الذي أعلنه رئيس النظام قد بدأ تطبيقه ولذلك فإننا نناشد المجتمع الدولي والأشقاء والأممالمتحدة والمنظمات الدولية والإنسانية أن يأخذوا موقفاً حاسماً من هذا العمل الهمجي الذي سيتصدى له شعبنا سلمياً وفاءً للدماء التي سالت على طريق النضال السلمي لإسقاط هذا النظام العائلي الذي ارتكب أبشع الجرائم بحق شعبنا ويخطط للمزيد من القتل وسفك الدماء. وفي توافق مع هذا النهج الإجرامي ، وفي محاولة بائسة للتغطية على حالة انهيار ما تبقى من هذا النظام الآيل للسقوط دأبت الأجهزة الأمنية العائلية خلال الفترة الماضية على مواصلة تهديد قيادة المعارضة بالتصفية الجسدية ، والتهديد بإحراق منازلهم كما حدث مع الأخوة سلطان العتواني وعيدورس النقيب وغيرهم ، بل وإصدار بيانات من قبل منظمات وهمية متفرعة من المؤتمر الشعبي العام تهدد بالزحف إلى منازل قادة المعارضة ، مع ما تتعرض له مقرات الأحزاب من اقتحامات واطلاق نار كما حدث مع مقرات الإصلاح ، والاشتراكي والناصري في الحديدة وإب وصنعاء ، بالإضافة إلى محاولات التشويه التي تمارسها الأجهزة وإعلامها كما حدث مع الأخ عبد الوهاب الآنسي . إن هذا السقوط الأخلاقي لأجهزة واعلام النظام والذي بلغ ذروته فيما ينشر من تسفيه وشتائم وبذاءات واختطافات وتزوير وقائع ، وتزوير اعلامي فاضح لسكرتير الرئيس الإعلامي لدليل قاطع على السقوط الأخلاقي لهذا النظام وهو ما يعني أنه بات مهيئا لدفع البلاد إلى انهيار كامل ، غير مقدر عواقب ما تسعى إليه عناصره المستميتة في الدفاع عن مصالحها غير المشروعة في مواجهة الخيارات والمطالب العادلة للشعب. وحيا الاجتماع في ختام اجتماعاته صمود الشباب وبقية فئات الشعب في ميادين وساحات الحرية والتغيير مؤكداً وقوفه إلى جانب خياراتهم ونضالهم من أجل يمن حر وسعيد ومزدهر لكل أبنائه. صنعاء - 15/5/2011م