ازدادت حدة التوتر في ولاية جنوب كردفان أمس وشهدت مدينة كادقلي طوال ساعات النهار إطلاق نيران مدافع ثقيلة عقب عقد اجتماعات للجنة المشتركة المكلفة من قبل الرئاسة بالاطراف والاجهزة الامنية لتهدئة الموقف ، ونشطت الاتصالات بين الرئيس عمر البشير ونائبه سلفاكير ميارديت لاحتواء العنف بالمنطقة . واكد والي ولاية جنوب كردفان احمد هارون ان اطلاق نار عشوائي حدث داخل مدينة كادقلي أمس، مشيراً ان الاوضاع تحت السيطرة، وكشف عن اجتماعات مكثفة عقدت بين ممثلين للقوات المسلحة والجيش الشعبي في محاولة لنزع فتيل الازمة،واشار الى ان مايجري في المنطقة نتاج لحالة الشد والجذب بين الجانبين. وكشف هارون ان مسئولين من حزبي المؤتمرالوطني والحركة الشعبية اجتمعوا امس بكادوقلي لبحث تداعيات الازمة الاخيرة واتفقوا على عدم اللجوء الى العنف وتهدئة التصعيد،واوضح انه فوجئ بإطلاق نار عشوائي داخل مدينة كادوقلي لحظة عودته من المطار بعد وداع وفد الحركة الشعبية . وحول الخسائر المتوقعة جراء الاحداث قال «حتما هناك خسائر في الارواح ولكن لم نتوصل بعد الى المعلومات الكاملة»،موضحاً ان اطلاق النار ناجم عن انتشار الاسلحة في المنطقة بطرق غير مشروعة. من جهته جدد الرئيس السوداني عمر البشير، التأكيد على أن الخرطوم ستعترف بدولة الجنوب الوليدة وستتعاون معها ،و بشر بقرب استكمال سلام دارفور. واكد البشير في كلمة القاها في افتتاح مؤتمر رؤساء وقادة اجهزة الامن والمخابرات الافريقية (السيسا) بالخرطوم أمس، ان جدية الحكومة في تحقيق الامن والسلم ليس على مستوى السودان فحسب بل على مستوى القارة الافريقية،وقال إن «السلام بالنسبة لنا هدف استراتيجي وقد انهينا كافة المشاكل التي تؤثر على أمننا وأمن جيراننا وحققنا نجاحات في ذلك ولاتزال جهودنا مستمرة»، موضحاً ان الحكومة حققت السلام في جنوب السودان ودفعت استحقاقه بالكامل ،أسفر عن ميلاد دولة جديدة في القارة « بينما حذر رئيس لجنة اجهزة الامن والمخابرات في افريقيا للدورة السابقة «السيسا»مدير جهاز الامن في الكونغو الديموقراطية فيليب اوبارا ،من ان كل الدول الافريقية ليست بمعزل عن الثورات والانتفاضات التي هبت بشمال افريقيا في تونس ومصر،لافتاً الى ان دواعي تلك الهبات موجودة وبصورة اكبر في جميع دولنا ،وأقر بأن الاتحاد الافريقي تم تهميشه تماماً مما يحدث في ليبيا وظل في موقف المتفرج على الازمة والحلول التي تفرضها الدول الغربية ،واتهم في الوقت نفسه المحكمة الجنائية الدولية بحماية مواطني ورؤساء الغرب واثارة المتاعب للقادة الافارقة. من ناحيته، عدد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جين بينج التحديات التي تواجه القارة ، واجملها في عدم الاستقرار السياسي الذي ادى الى فشل بعض الدول،الصراع حول السلطة ،الفقر ،تهريب البشر ،غسل الاموال ،هجرة العقول الى اوروبا ،عدم وجود بنى تحتية وانتشار الامراض مثل الملاريا والايدز وهي مهددات يمكن ان تكون اكثر خطورة. وطالب بينج الجميع بأن يتذكروا ان ليبيا دولة افريقية وليست في امريكاالجنوبية او آسيا ،وشدد على ان الدول الافريقية لايمكن ان يقلص دورها الى مجرد مراقب،مؤكداً ان الحلول يجب ان يقدمها الاتحاد الافريقي. من جانبه بحث عثمان يوسف كبر والى ولاية شمال دارفور مع جان بينج رئيس مفوضية الاتحاد الافريقى الذي زار الولاية على راس وفد من مفوضية الاتحاد الافريقى ضمن زيارة إلى السودان ، بحثا تطورات العملية السلمية لقضية دارفور على ضوء النتائج التي توصل إليها مؤتمر أهل دارفور الذي عقد مؤخرا بالدوحة لتسريع وتيرة الحل السلمي لقضية دارفور كما تناول اللقاء بالبحث سبل التنسيق وزيادة التعاون بين أجهزة الدولة والبعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقى العاملة بدارفور (يوناميد) من اجل تقديم المساعدات في الأوقات المناسبة للمتضررين بدارفور وكان رئيس مفوضية الاتحاد الافريقى قد عقد لقاءا مع قيادة البعثة المشتركة بالفاشر برئاسة محمد يونس نائب رئيس البعثة ، وقد أكد بينج خلال اللقاء أن زيارته إلى السودان تجئ لتعزيز علاقات التعاون بين الحكومة السودانية والاتحاد الافريقى ، مضيفا بالقول (لدينا محاولات لحل المشاكل مع بعض) مشيرا إلى الأدوار التي اضطلع بها الاتحاد الافريقى في مؤتمر أهل دارفور بالدوحة تجاه كافة الأطراف ، وأعرب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقى عن أمله في أن تتحسن الأوضاع بدارفور ويتحقق الاستقرار الكامل للمدنيين ، مشيرا إلى أن حركة العودة الطوعية من قبل النازحين إلى قراهم الأصلية بدارفور يعتبر أمرا مشجعا ، وشدد بيينج على حاجة الدارفوريين إلى التنمية والإنعاش المبكر . ويرافق جان بيينج في زيارته الحالية إلى السودان محمود دكين رئيس مكتب الاتصال بالاتحاد الافريقى وتسعة آخرين من المسئولين بمفوضية الاتحاد الافريقى . يذكر أن زيارة جان بيينج إلى الفاشر تعد الثانية له ، حيث كانت زيارته الأولى في العام 2008م