«ان البند الثالث المشترك في اتفاقيات جنيف..يخطربوضوح أي جهوم على أي شخص لايشارك اولم يعد يشارك في اعمال حربية.. أكان جريحاً أم أسيراً اومدنياً».. تصريح الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر للصحفيين السيدة/ انتونيلا نوتاري. «اذا تبين أن هذا الذي حدث .. فسيكون انتهاكاً خطيراً لمعاهدة جنيف.وقديكون جريمة حرب».. مديروحدة الشرق الاوسط بمنظمة ( هيومان رايتس ووتش) السيد/جوستورك.. «ان إطلاق النار المتعمد على مقاتلين غيرمسلحين ..وجرحى لايمثلوخطراً فورياً..جريمةحرب».. تصريح للناطق بإسم .. منظمة العفو الدولية. - «جورج بوش .. سيحتفل بإنتصاره في الانتخابات بإحراق الفلوجة». « عنوان مقال بصحيفة «إندبندنت» البريطانية كتبه وزير الخارجية البريطانية السابق « روبن كوك» - «أنا مجرد مسلم عادي ولست جهادياً .. لكن مثل هذه المشاهد .. تدفعني الى الجهاد» مهندس عربي مقيم في دبي وهويصرح لصحيفة «الحياة» «الآن قد مات». مقتطفات من حديث يدور بين الجنود ..حيث يسمع احدهم يقول للآخر هذه العبارة . داخل المسجد الذي قتل فيه عراقي أعزل بمدينة الفلوجة..كماظهرذلك في صورة ثابته من فيلم بثته القناة الفضائية الاميريكية: (سي بي اس). - الفلوجة .. تعني كإسم ..«الانشطار» لكونها تقع في مكان هو بحد ذاته مشطور على ضفة نهر الفرات كما تعني الارض الصالحة للزراعة وتعني ايضاً .. الموضوع القديم. هكذا نشرت صحيفة «الحياة» يوم 18/11/2004م هذه المعاني للفلوجة. هذه الفلوجة التي لم يكن يسمع بها احد خارج العراق من غير المعنيين.. اصبحت تتردد على كل القنوات الفضائية والصحافة في كل مكان من انحاء المعمورةتقريباً.. لتدخل التاريخ من اوسع ابوابه ليس حينما قامت قوات الاحتلال الاميركي بتدميرها وليس حينما شاهد الملايين صوراً لجندي اميريكي وهويطلق النار من مسافة قريبة على جريح مدني أعزل في احد مساجدها وانما جاء دخولها التاريخ حينما صارت عنواناً للمقاومة العراقية وموطن الحرب ضد الاحتلال الاميريكي. لقد استمدت الهدؤ من جانبها الغربي حيث يقع شاطئ نهر الفرات وظلت شبه معزولة بسبب ميول اهلها الى التدين والانتماء القبلي وكثرة رجال الدين فيها.. مماكان له اثر كبير في بناء العديد من المساجد لتصبح فيما بعد تحمل اسم « أم الجوامع».ولكن بعد انتهاء حرب الخليج الثانية وظهور بعض الميول الرسمية نحو التدين من قبل الحزب الحاكم انذاك ..بدأ الاهتمام الرسمي والشعبي بالفلوجة التي استعصت على صدام حسين لهذا السبب ..بينما كان يقلق بقية المدن العراقية الاخرى.. لتظل الفلوجة ربما الوحيدة التي لم تتعرض لقصف محلي ولا خارجي حتى جاء الإحتلال الامريكي ليقوم بتدميرها كاملة.. بعد ان صمدت أمام اقوى قوة في عالم اليوم ولمدة اسبوعين كاملين. بدأت معركة الفلوجة التي اطلق عليها (الشبح الغاضب) بعدمائة وعشرين ساعة فقط من إعلان نتائج الانتخابات الاميريكية لتبدأ ولاية بوش الثانية بمجزرة شارك فيها اكثرمن اثنى عشر الف جندي اميريكي لتتحول « الفلوجة الى مقبرة جماعية وانتشار الجثث للمدنيين العزل في المنازل والمساجد اكثر من الشوارع بسبب التعتيم الاعلامي المقصود.. وحينما اراد مراسل «العربية» عبدالقادر السعدي نقل بعض المشاهد الوحشية اعتقل فوراً. وحتى لايتم كشف المجازر الحقيقية المرتكبة بحق المدنيين العزل وحجم الدمار الهائل منعت قوات الاحتلال الاميريكي دخول فرق الانقاذ والاغاثات الطبية والانسانية الى الفلوجة!. ثم بعد انتها المعركة وااحتفال جورج دبليوبوش بإنتصاره بإحراق الفلوجة فوجئ بعض العرب والمسلمين بتصريح بعض الاميريكيين والمسؤولين العراقيين بأن (زعيم تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين ابو مصعب الزرقاوي ورئيس مجلس شورى المجاهدين عبدالله الجنابي هربا الى خارج الفلوجة!!) .كما اكد بعض قادة « المارنز» الاميريكي ان مقاتلي الفلوجة عراقيين وان نسبة العرب غيرالعراقيين لاتزيد عن خمسة في المائة وهو ما أكده إياد علاوي نفسه. فهل يعقل تصديق مثل هذا التصريح؟! كيف يقدر على الهروب الزرقاوي والجنابي ومن معهم في الوقت الذي حوصر من في الفلوجة من كل الجهات ؟!! ولآن معركة الفلوجة هذه إنما جاءت للقضاء على الزرقاوي والجنابي والمجاهدين (الارهابيين) العرب حسب الظاهر المعلن؟1 ان الحقيقة التي يجب فهمها ان هدف هذه المعركة انما هو اخضاع مايسمى ب(المثلث السني) واستمرار حرق بقية المدن السنية خاصة سامراءوبعقوبة والرمادي وتلعفر، ولآجل ذلك كان لابد من التصريح حول فرار الزرقاوي والجنابي ونسبة العرب الضئيلة المشاركة في معركة «الفلوجة» انها إبادة جماعية وجرائم حرب تحدث ضد هذا المثلث « السني»حيث غرقت شوارع الفلوجة والرمادي بدماء المدنيين الأبرياء والبقية تتبع وهذا كله يحدث على مرأى ومسمع ابناء الطائفتين العراقيتين الشيعية والاكراد قبل غيرهم.. فأين هذا المرجع الشيعي- آية الله علي السستاني- الذي قطع رحلته العلاجية في لندن ليعود الى العراق ينقذ مقتدى الصدرومدينة «النجف» بينما يرى الفلوجة تحترق وهوداخل العراق دون ان يحرك ساكناً.. وأين مسعود البارزاني وجلال الطالباني؟! وماالفارق بين مجازر «حلبجة» ان صحت والتي قاما بإظهارها على كل الفضائيات ..ومجازر «الفلوجة» التي تمت بأيادي اجنبية؟11. وكيف نفسر اونفهم الفارق بين إعادة اعمار «النجف» التي دمرت بصورة جزئية فأعتمد لإعادت إعمارها اكثرمن خمسمائة مليون دولار بينما اعتمد لإعادة إعمار «الفلوجة» المدمرة كلياً . اقل من مأتي مليون دولار؟! هذا ان صح هذا الإعتماد وليس مجرد مهدئات ومسكنات وقتية! ان ماحدث ولايزال يحدث في ا لفلوجة وفي بقية مدن المثلث السني العراقي من مذابح ومجازر وقتل وتشريد والتي شارك بها العرب بصمتهم كما شارك بها بقية ابناء العرراق خاصة وان اكثر الجيش والامن العراقي اليوم من الشيعة والاكراد. ولابدمن تدمير وقتل من يقف امام طموحاتهم؟! وماحدث داخل احد مساجد الفلوجة حينما قام احد الجنود الاميريكيين بقتل بعض الجرحى المدنيين العزل ليشاهد الملايين عبر الفضائيات جمجمة احد هولاء الجرحى وقدتحطمت وتناثرت على جدران المسجد..وهو الحدث الوحيد الذي ادى الى ردود افعال دولية غاضبة ظاهرياً. ومنها ماتصدر هذه المقالة. اقول.. ماحدث ويحدث بهذه الصورة البشعة خاصة إطلاق النار على بعض الجرحى الذين وجدوا في بيوت لله ملاذاً آمناً.. لايعتبر غريباً ولامفاجئاً مقارنة بإحتلال غير شرعي ولاقانوني وجاء ظاهرياًعلى مجموعة من الاكاذيب. ومقارنة ايضاً بقتل اكثر من مائة الف عراقي مدني من قبل قوات الاحتلال الاميريكي بعد سقوط بغداد.كماأكدذلك تقرير نشرته مؤخراً مجلة «دي لانست» البريطانية. هذه الافعال الاجرامية غير القانونية لم تحرك ساكناً لدى مايسمى ب الاممالمتحدة وبعض الهيئات والمنظمات التابعة لها والمعنية بما يسمى بحقوق الانسان..كما هو الحال عند ماقتل عراقي وسط مسجد بسبب يقظة ضمير مراسل محطة:« سي بي اس» الاميريكية! مع ان مثل هذه الجرائم السابقة واللاحقة هي التي تؤدي إلى ردود افعال حتى ولو أطلق عليها افعال «ارهابية» كما تؤدي إلى المزيد من الكراهية لأميريكا هذه! إنه لعالم مخيف حقاً نعايشة اليوم- خاصة مع وجود غطرسة وحيدة «عظمى». لقد سئل قائدالقوات الاميريكية في فتنام عام 1969م.. لماذا قمت بتدمير العاصمة الفتنامية «سايجون» فأجاب ان الغرض من تدميرها هو انقاذها! وهاهو التاريخ يعيد نفسه حيث قامت القوات الاميريكية نفسها بتدمير الفلوجة لغرض انقاذها؟!!. وشر البلية ما يضحك. وبعد: من النادر حينما تختلط الافراح بالإحزان .. ان تتغلب الاحزان خاصة حينما تكون ظاهرياً خاصة اكثرمنها عامة.. لكن هذا ماحدث يوم الاربعاء 17/11/2004م حينما بات الحزن عاماً ليتيتم الشعب اليمني بفقدان رجل لم يؤذ مواطناً ولم يستول على حق انسان ولم يزاحم تاجراً. بل كان ملجاءً لإمثال هولاء ممن ابتليوا ببعض من يحمل ظاهرياً لقب مماثلاً بعرضه وليس بجوهره للقب هذا الرجل الإنسان إضافة الى ما كان يمثله من قدرة على اصلاح ذات البين بوجه عام فرحم الله مجاهد بن يحيى ابوشوارب.. الذي لولم تكن له الاهذه الصفات الايجابية والتي هي جزء من كل وغيض من فيض لكان ذلك كافياً ولأن «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده!» وكفى بهذا عظة وعبرة .. ولكن ماأكثر العبر واقل الإعتبار؟!