بكل حقائق ومنطق التاريخ والجغرافيا والمصير الواحد المشترك يمثل اليمن جزءاً لايتجزأ من النسيج الاجتماعي والجغرافي والتاريخي لمنطقة الجزيرة والخليج شاء من شاء وأبى من أبى.. فاليمن هو المخزون البشري والعمق الأمني والاستراتيجي لاشقائه في منطقة الجزيرة والخليج وهو السوق الاقتصادية والاستهلاكية الكبيرة لهم .. وهو الروح العربية الأصيلة والسند القوي لكل اشقائه عندما تدلهم الخطوب وتكشر المخاطر والتحديات عن انيابها تريد المساس بالوجود والمصير وبالأمن والاستقرار لدول وشعوب منطقة الجزيرة والخليج.فاليمن هو موطن الحضارة ومهد العروبة وأصل العرب الذي يفاخر ابناء العروبة بالانتماء اليه والانتساب له وباعتبار بان من لم يكن له انتماء لليمن أو جذور تنتسب اليه فهو لاصلة له بالعروبة.ولهذا فان أي تجاهل لليمن أو محاولة للقفز فوق حقائق التاريخ والجغرافيا انطلاقاً من اي استقراء غير موضوعي وبخاصة في ظل المعطيات الجديدة التي تستوجب التكتل والتكامل والتعاون بين الجميع في اطار منظومة واحدة تحافظ على مصالح الجميع وتنميها وترسخ قواعد الأمن والاستقرار والسلام والتعاون فيما بينهم ..انما يعكس رؤية غير واعية لدى من يظن في نفسه القدرة على تجاهل اليمن دوراً ومكانة وعمقاً وتاريخاً ذلك ان اليمن لايأتي منه الا كل مافيه خير لاشقائه وأمته، ولايتحقق من وجوده الى جوار اشقائه وجيرانه في الجزيرة والخليج الا كل مافيه فائدة للجميع واليمن لا تأتي منه الا كل الروائح الطيبة والجميلة كيف لا.. وهو بلد المحبة والتآخي والسلام.. وبلد الشهامة والكرامة والاباء.. بلد الرجال الاوفياء الذين يبادلون الحب بالحب والوفاءبالوفاء والاحسان بالاحسان والكرم بالكرم والسلام بالسلام ويقفون الى جانب اشقائهم في السراء والضراء من منطلق الالتزام بالواجب القومي والايمان العميق بالمصير الواحد المشترك وحقيقة الانتماء الى عقيدة واحدة وأمة واحدة.لقد حرص اليمن وفي ضوء كل تلك المعطيات ان يكون الى جانب اشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي انطلاقاً من الضرورات الحتمية والأسس الموضوعية والمنطقية التي تفرض انصهار اليمن في الجسد الخليجي.. وباعتبار ان الاتجاه المعاصر الذي تشهده النظم الاقليمية والدولية يسعى نحو التكتل والتكامل الاقتصادي والسياسي والأمني وهناك العديد من التجارب الناجحة التي يمكن الاستفادة منها وادراك مدى النتائج الايجابية والفوائد الكبيرة التي تحققت للشعوب المنضوية في اطار تلك التكتلات سواء الاتحاد الاوروبي أو تجمع دول «الاسيان» أو تكتل «النافتا» في امريكا الشمالية وغيرها فكيف الحال اذا كان مثل ذلك التكتل قد ارتكز على قواعد متينة من روابط الاخاء وحسن الجوار وأواصر القربى والدم والعقيدة واللغة الواحدة والمصير المشترك كماهو الحال بين اليمن واشقائه وجيرانه في الخليج والجزيرة العربية خاصة وان اليمن قد اتخذ العديد من الخطوات العملية لخلق شراكة اقتصادية فعالة واقامة أوثق علاقات الإخاء وحسن الجوار مع اشقائه في دول المجلس.. ومامن شك أن يمناً مزدهراً وقوياً موقعه الطبيعي هو في منظومة مجلس التعاون لدول الخليج والجزيرة العربية وفي ذلك خير للجميع ومصلحة لهم جميعاً وخدمة للأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.. وتلك حقيقة لايمكن تجاهلها أو انكارها وسيرى الجميع ثمارها إن آجلاً أم عاجلا !