انتقالات وتحولات ايجابية كبرى شهدتها العلاقات الاخوية الحميمة اليمنية-السعودية منذ توقيع معاهدة جدة التاريخية لترسيم الحدود بين البلدين الشقيقين محققة نجاحات وانجازات متنامية ومطردة على مختلف المستويات وفي كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية لتصل الى حد يمكن وصفها بثقة انها نوعية وتمضي بخطى متسارعة صوب آفاق الشراكة والتكامل الاقتصادي التجاري والاستثماري معززة بالرؤى الحكيمة والتصورات الواعية لقيادتي البلدين والشعبين بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المدركة بعمق لمضامين المعاني الأزلية التي تربط ابناء اليمن والمملكة بأواصر القربى وصلات الرحم وروح الانتماء لعقيدة ورقعة واحدة تجسد في حملهما معاً نشر رسالة الاسلام الحنيف في كل بقاع المعمورة مكونين الاساس الذي قامت عليه الحضارة العربية الاسلامية والتي تعد واحدة من اعظم الحضارات الانسانية والتي تعود اليوم بدلالات وأبعاد مواكبة لمتغيرات العصر مستوعبة معطيات متطلباته واستحقاقاته الراهنة والمستقبلية في سياقات جديدة يكتسب فيها الاقتصاد أولوية محورية محددة لمساراتها المحلقة في آفاق الشراكة الرحبة وفضاءات التكامل الواسعة وعلى جناحي الجزيرة العربية اليمن والمملكة تحلق المنطقة في سماء التقدم والنماء والازدهار وبما يمكن جميع دولها من مواجهة التحديات التي تفرضها العولمة وتقتضي مواجهتها ايجاد تكتلٍ اقتصادي مبنى على اسس تكاملية وهذا هو التوجه الذي يسعى اليه ويعمل من اجله البلدان الشقيقان ومعهما بقية دول هذا الاقليم الذي عنده تلتقي وتتقاطع المصالح العالمية. ولتأكيد هذه التوجهات تأتي زيارة صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام بالمملكة العربية السعودية لمشاركة اخوانه افراح عيدهم الوطني ال16 للجمهورية اليمنية وترؤس الجانب السعودي في اعمال اجتماعات الدورة ال17 لمجلس التنسيق اليمني-السعودي. ولعل من المهم الاشارة في هذا السياق التركيز على البعد الاقتصادي التنموي والاستثماري الذي تجلّى في التمهيد لالتئام اجتماعات مجلس التنسيق وانعقاد جلسات أول اجتماع لمجلس رجال الاعمال اليمنيين والسعوديين والذي تتبين فيه المسارات الجدية في الارتقاء بمجالات التعاون لبلوغ الشراكة الرسمية والشعبية اتجاهات تكاملية تنتقل من الثنائية الى النطاق الخليجي ومن ثم العربي والاسلامي التي تمثل طموحاً تؤسس لتحقيقه اليمن والسعودية على قاعدة روابط شبكة المصالح بينهما التي هي قوة دفع لحركة هذه التوجهات منتقلة بها الى مستويات جديدة غير مسبوقة عبرت عنها نتائج اجتماع رجال الاعمال في البلدين والتي بدون شك تعطي مؤشراً مهماً لما ستحققه الدورة ال17 لمجلس التنسيق اليمني-السعودي التي ستبدأ اعمالها اليوم في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت برئاسة عبدالقادر باجمال رئيس مجلس الوزراء وأخيه صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية الشقيقة لتأتي نتائجها معبرة عن الانجازات المحققة خلال السنوات الاخيرة في قطاعات التجارة البينية والاستثمار في مجالات مهمة تشكل مدماكاً متيناً يقوم عليه بناء الشراكة والتكامل المنشود الذي يرتقي الى موجبات الأواصر والصلات التي تجمع الشعبين اليمني- والسعودي متطلبات مصالحهما في الحاضر وتطلعاتهم في المستقبل.. ذلك ان تنامي المصالح واتساعها وبلوغها مستويات نوعية تشكل الضمانة الرئيسية لأمن واستقرار البلدين وكل شعوب منطقة الجزيرة والخليج وعليه يتحقق التطور المتوازن الذي لامجال فيه الا لمواصلة الانطلاق الى الامام لما فيه خدمة مصالح الشعبين والبلدين الشقيقين ليمضيا قدماً في مسيرة الرقي والازدهار المحققة لرفاهية جيل الحاضر والاجيال القادمة لتكون زيارة صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز والدورة ال17 لمجلس التنسيق اليمني-السعودي حاملة بشائر خير عطاءات مستمرة ومتجددة تحققها العلاقات اليمنية - السعودية وينعم في ظلها ابناء اليمن والمملكة بكل مايحقق لهم المنعة والعزة والرفعة.