لا خيارات أخرى.. التضامن مع لبنان.. كل لبنان، هو الخيار والموقف الذي تتبناه الجمهورية اليمنية تجاه الاشقاء العرب في القطر اللبناني الشقيق. وهو ذاته الخيار والموقف لدى اليمن تجاه القضايا العربية باطلاق.. ولم يعد في متناول احد ان يلعب أو يتلاعب بخصوص المبدأ اليمني القائم على مناصرة قضايا العرب والحرص على سلامة وأمن ووحدة الصف العربي قومياً ومحلياً بالنسبة الى كل حالة مجتمع وقطر على حدة. اليوم يجد اليمن نفسه مدعواً من تلقاء مسؤوليته القومية ودوره العربي، الى الاصطفاف مع الوحدة اللبنانية والمصلحة الجماعية العليا للاشقاء في القطر اللبناني.. ومن منطق ومنطلق الواجب والمسؤولية عينها، يحرص اليمن على اعتماد موقف واحد ودعوة واحدة بالنسبة الى جميع الفرقاء في الحياة والساحة السياسية اللبنانية... وقد يكون من الغباء المطلق.. تصور امكانية انزلاق الموقف اليمني الى مربعات ضيقة في الساحة او المشهد اللبناني بحيث لا نعود محايدين بل منحازين الى هذه او تلك من الجماعات والمواقف الخاصة بالفرقاء السياسيين في لبنان. ندرك ان هناك من يريد للموقف اليمني ان يتقزم الى الحد الذي لا يكون فيه الجميع سواء في لبنان امام القراءة اليمنية..بكاملة وحدة واحدة يتوجه خوفنا وحرصنا وتضامننا مع هذه الوحدة وذلك المجتمع بكامله دونما فرز أو تمحيص وانتقاء. المشهد السياسي اللبناني بتفاصيله واحكامه وسلبياته وايجابياته.. شأن داخلي لبناني محض والمسؤول عنه اللبنانيون انفسهم، ووحدهم ايضاً. هذا ما يفهمه ويعتبر حيثياته الموقف اليمني، وغاية التعقل والمسؤولية ان لا ننظر في التفاصيل ساعة نتخذ موقفاً ونعبر عنه ونعلن تضامننا مع الواحد اللبناني.. الواحد ودعك من التفاصيل فهي شأن أبناء لبنان ولا تقوم او تسمح تقاليدنا ونهجنا وسياساتنا بأن نتدخل في شؤون الاشقاء أو نرقص على عزف واحد من فرقاء الداخل اللبناني.. حسبنا دائماً اننا مع الواحد الكبير.. نؤذن بوحدة الصف وتغليب المصلحة العليا ودرء الفتن والمفاسد وسد الثغرات التي تتسرب منها الفتن. بالامس كان اليمن حازماً وحاسماً في تضامنه المطلق ودعمه اللامحدود للمقاومة الوطنية اللبنانية وحقها في الدفاع عن الارض والعرض في وجه العدوان الصهيوني الغاشم.. ذاك موقف لا يزايد عليه احد ولن يمكنه ذلك. وكان التضامن نابعاً بالاساس من ان المقاومة حق الشعب اللبناني بكامله وكان العدو يشن حربه على لبنان بكامله.. وكان تضامننا مطلقاً في صف لبنان بكامله. واليوم.. الموقف الحازم والحاسم ذاته.. يقفه اليمن مع لبنان بكامله.. فأي شيء بعد هذا يمكن المزايدة به على اليمن وسياستها والتزامها العروبي المبدئي؟! أما اذا كان النفر المعدودون يريدون احراج اليمن او اقحامه في الشأن الداخلي اللبناني مع وضد، فهذا ما لن يحصل او يقبل به اليمن.. كنا وسنظل مع لبنان.. جميع لبنان ومع الجميع في لبنان.. لمصلحتهم اولاً وأخيراً. وأكثر من ذلك.. هناك اليوم من يريد لنا الانجرار الى تأييد علني وصريح لفريق بعينه في لبنان دون الآخرين.. وثمة حسابات وولاءات عدة تقوم وراء هذه النوعية من الآراء والتقييمات الخاصة باصحابها.. ويبقى هذا الامر خاصاً باصحابه وغير ملزم للموقف الرسمي عموماً ولا لاحد آخر لربما خالف اصحابه الرأي والتقييم. القدر الذي ينبغي فهمه وملاحظته.. هو ان اليمن لم يكن في يوم من الأيام طرفاً في شأن داخلي لواحد من بلداننا العربية.. ولا مصلحة لنا في ذلك بتاتاً، بل وينبغي الاشادة والشهادة لكفاءة الموقف، بل والمواقف اليمنية الرسمية تجاه مختلف قضايا وشؤون المجتمعات العربية.. فالمرونة والتوازن وشمولية الرؤية والحرص، هو ما يميز السياسة العقلانية والتضامن الأخوي الصادق مع الجميع، وليس مع فريق ضد آخر لان ما يصح قوله في تباينات فرقاء الداخل، لا يصح ولا يجوز قوله بالنسبة للدول والحكومات المتضامنة المتعاونة. قصارى القول أن الموقف الذي تتباناه القيادة السياسية في اليمن ويؤكد عليه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح باستمرار.. هو الوقوف مع لبنان.. كل لبنان، والتضامن مع كل لبنان، والحرص على وحدة وأمن وسلامة واستقرار كل لبنان وليس لنا أو لأحد بعد هذا ان نسأل عن هذه الطائفة وذاك الفريق وتلك الجماعة او الحزب وموقفنا منه.. مع او ضد فالسؤال قد يرقى إلى مستوى الجهل أو الحمق أو سوء النية ولابد.. فلا مصلحة لنا الا في اعتبار لبنان.