زيارة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ولقاء القمة الذي جمعه في أبو ظبي بأخيه سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وأخيه سمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي عبَّرت عن عمق الروابط الأخوية الجامعة على أواصر ووشائج القربى وصلات الرحم بين الشعبين والبلدين الشقيقين.. مجسداً هذا اللقاء مضامين المعاني الحميمية في العلاقات اليمنية- الإماراتية المتميزة بماشهدته وتشهده من انتقالات نوعية في مسارات التعاون والشراكة والتكامل في أطرها الثنائية وعلى مستوى الجزيرة العربية والخليج.. وهذا مابدا واضحاً في حضور فخامة الرئيس المباراة النهائية بين الإمارات وعمان في دورة كأس الخليج ال18 مع أخيه سمو رئيس الدولة وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات مكسباً هذا المشهد الزيارة بعداً دلالياً معبراً عن الإحساس والشعور بواحدية الانتماء والوجود الجغرافي الحضاري والثقافي ليس فقط بين أبناء اليمن والإمارات بل وكل شعوب منطقة الجزيرة والخليج. ومع أن هذه الزيارة لفخامة الرئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة تأتي في إطار التواصل الأخوي المستمر بين قيادتي البلدين والحرص على تبادل وجهات النظر تجاه القضايا الثنائية السياسية والاقتصادية والثقافية وتجاه القضايا الاقليمية العربية والدولية.. لكنها هذه المرة تميزت بفتح آفاق جديدة ورحبة أمام المصالح الاقتصادية المشتركة التجارية والاستثمارية والتي بدون شك ترتكز على أساس متين رسَّخ مداميكه فخامة الرئيس وحكيم العرب المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي يذكر له الشعب اليمني أياديه البيضاء ودعمه لمسيرة البناء والتنمية ليمثل سد مأرب في هذا السياق شاهداً حياً على ذلك الدعم السخي المنزه من أية غاية كنموذج لمشاريع عديدة أخرى على امتداد ساحة اليمن تُخّلد ذكراه في وجدان وعقول أبناء اليمن.. وماشهدته في اليومين الماضيين من زيارة فخامة الرئيس صورة لاتعكس فقط جوهر العلاقات في الحاضر ولكن تعطي ملامحاً لصيرورتها المستقبلية على نحو تستمد نماءها المتسارع من إدراك الأشقاء في الإمارات لأهمية التنمية والنهوض الاقتصادي لليمن في تضييق وردم هوة التطور بينه وبين اقتصاديات الأشقاء دول مجلس التعاون الخليجي، انطلاقاً من الوعي والاستيعاب الإماراتي المتزايد لمايشكله اليمن من عمق أمني وبعد اقتصادي استراتيجي في مجمله يشكل رافداً يكسب منطقة الجزيرة والخليج قوة تمكنها من مواجهة التحديات والأخطار ليسهم في نفس الوقت في عملية التطور الاقتصادي عبر مايمتلكه من إمكانات وفرص استثمارية لم تستغل لغياب القدرة التمويلية المالية للاستفادة منها.. وأيضاً مايملكه من مخزون سكاني يجعله مصدراً لقوة العمل التي يحتاجها الأشقاء وسوقاً استهلاكية واسعة للمنتجات.. ولعل حجم التبادل التجاري بين اليمن والإمارات يعد الأول في تجارة اليمن الخارجية، إضافة إلى هذا كله فإن وجود اليمن مع أشقائه في مجلس التعاون يقوي دوله لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية. كما أن حرص فخامة الرئيس على زيارة مدينة دبي خلال زيارته للإمارات والاطلاع على التجربة الرائدة التي خاضتها دبي في المجال الاقتصادي و التجاري والاستثماري يمثل فرصة مناسبة للاستفادة من تلك التجربة وبما يكفل تحقيق النهوض للوطن اليمني والدفع به قدماً نحو آفاق أرحب تلبي تطلعات شعبنا اليمني