من المؤسف أن يكون الموقف المخزي لبعض قيادات احزاب اللقاء المشترك من أعمال التخريب والارهاب والخروج علىالدستور والقانون الذي تقترفه عناصر إرهابية مسلحة في بعض مناطق محافظة صعدة وعلى ذلك النحو المعبر عنه في بيانها الذي صدر بعد فترة صمت طويل واتسم بالغرابة وعدم المسؤولية ويمثل قمة الافلاس السياسي وكان خيراً لتلك الاحزاب أن تظل مستمرة في صمتها بدلاً من هذا الطيش المفتقد للرؤية الصحيحة ازاء الواجب المناط بتلك الاحزاب تجاه الوطن. فلقد اصبح معروفاً ان بعض القيادات والصحف في المشترك تهلل فرحاً لكل مايلحق ضرراً باليمن ومصالحه ومستقبل أبنائه أو يسيء إليه غير مدركة أن مثل هذه الممارسة والسلوك السياسي يعمق عزلتها التي فرضتها على نفسها وأحزابها بسبب تفكيرها العقيم الذي ينم عن وعي قيادات تعتقت عقولها الى حد العجز عن فهم المتغيرات الفهم الصحيح وفهم ماهية ان تكون معارضة وطنية راشدة، إتفاقها وإختلافها.. تلاقيها وافتراقها مع السلطة لاتحركه النوازع الانانية للمصالح الحزبية او الشخصية او القصور في الادراك والرؤية السليمة وانما ينبغي أن يكون منبثقاً عن استشعار عالٍ بالمسؤولية تجاه اليمن فعلى هذا الأساس تتحدد عملية التلاقي والتقاطع مع السلطة مجسدة في ذات الوقت أنها الوجه الآخر للحكم كما هو حال المعارضة الديمقراطية في كل دول العالم، وحري القول انه مادام وهناك قضايا وطنية تشكل ثوابت وقواسم مشتركة لامجال فيها لتباين المواقف فأي شيء من هذا القبيل لايمكن تفسيره الا باعتباره جهلاً من قبل تلك القيادات الحزبية في المعارضة لدورها ومسؤوليتها، خاصة اذا ما عرفنا ان موقفها من عناصر التخريب والارهاب التي مازالت تعيث فساداً في محافظة صعدة - رغم كل محاولات اعادتها الى جادة الحق والصواب- ليس الاول ولن يكون الأخير على مايبدو، فلقد اعتدنا من قيادة معارضة اللقاء المشترك التهليل والتكبير تجاه كل مايسيء ويشوَّه ويضر ويتعارض مع مصلحة اليمن أكان ذلك مصدره داخلياً أم خارجياً.. ويكفي الاشارة في هذا السياق الى المواقف التي كانت تتبناها تجاه كل ما يتهدد أمن واستقرار الوطن وتنميته وتقدمه وازدهاره.. ولعلَّ هذا كان واضحاً في موقفهم من القرار الامريكي بإدخال اليمن ضمن الدول المستفيدة من مشروع الألفية وكذا من مؤتمر لندن للمانحين وقبل ذلك ابتهاجها بالعمليات الارهابية التي تعرض لها الوطن في فترات مختلفة.. وهذا ليس الا غيض من فيض، فموقفها من احداث صعدة وماتقترفه العصابات الارهابية التخريبية في هذا المنحى لايعد جديداً، فديدنها في ذلك اعتقاد خاطئ يعكس أنها لاتفرق بين ان تكون معارضة للوطن وبين ان تكون معارضة من أجل الوطن، ففي هذا يكمن بؤس فهم بعض قيادات المشترك للمعارضة بمدلولاتها ومضامينها السياسية الديمقراطية وهو مايكشفه بيانها الذي ساوت فيه بين شرذمة تحاول إشعال نار الفتنة خدمة لأجندة خارجية وترفع السلاح في وجه الدولة وتلجأ للعنف والارهاب لترويع المواطنين وزعزعة سكينتهم وتخالف الدستور والقانون.. وبين الدولة التي من أقدس واجباتها -وعبر مؤسسة الوطن الكبرى القوات المسلحة والأمن- الدفاع عن سيادة الوطن وصون وحدته الوطنية والحفاظ على دستوره وفرض سلطة النظام والقانون. وبكل تأكيد ماكان لمعارضة أن تصدر بياناً بذلك المضمون الهزيل المريب والموقف غير الوطني أو المسؤول لولم تكن مبتلية بقيادات متكلسة في تفكيرها إعتادت التنظير من معتزل أبراجها العاجية المنقطعة لا عن واقعها الاجتماعي الوطني ولكن ايضاً عن قواعدها التي أضحت اليوم أكثر وعياً وإدراكاً من هذه القيادات، وفي هذا تكمن مأساة هذه الاحزاب التي أصبحت تعاني من قيادات كتلك لتتكشف أسباب ضيق الأرضية التي تقف عليها في الساحة السياسية الوطنية.. ولأن اليمن ملك لكل ابنائه ولأن القضاء على العناصر الارهابية التخريبية في صعدة قضية وطنية تعني كل ابناء اليمن سلطة ومعارضة احزاباً سياسية ومنظمات مجتمع مدني ومواطنين عاديين، فإن على هذه الأحزاب قبل كل شيء آخر أن تعيد النظر في قياداتها لتتبين ما اذا كانت لاتزال تعبر عنها أم أنه آن الأوان لمغادرتها مواقعها وإفساح المجال أمام قيادات أخرى قادرة على اصلاح ما أفسده الدهر وإيجاد معارضة حقيقية ووطنية من أجل حاضر الوطن الآمن المستقر المزدهر وغده الأكثر اشراقاً لأجياله القادمة.