إن مؤامرة الصمت التي يمارسها المجتمع الدولي تشكل عنصر دعم وتشجيع لنظام الإدارة الأمريكية ولدولة إسرائيل لاقتراف المزيد من الضغوطات والعقوبات والجرائم والإغتيالات والاعتداءات الجسيمة على الشعب الفلسطيني وسياسة الفقر والتجويع . فإلى متى ؟ إن العائلات الفلسطينية في قطاع غزة تعاني من وضع اقتصادي خطير ولا تعرف كيف تعتاش، و معظم العائلات أظهرت حاجتها للغذاء كأولوية أولى، وان أكثر من 80% من العائلات الفلسطينية تعاني من إنعدام السيولة المالية . وبرصد ومراقبة التغيرات التي طرأت على مستويات معيشة العائلات الفلسطينية نتيجة الإجراءات والعقوبات والضغوطات الدولية المختلفة منذ أكثر من عام إلى الأن سنجد أن غالبية العائلات في الأراضي الفلسطينية أظهرت حاجتها للغذاء وحاجتها للمال، وهناك من أظهرت حاجتها للعمل، ومنها من أظهرت حاجتها للتعليم وللعلاج كأولوية أولى. وهناك نسبة من العائلات في الأراضي الفلسطينية اعتمدت على الأجور والرواتب من القطاع الخاص كمصدر دخل رئيسي لها ، ومع إنقطاع وتأخير الرواتب وقف حال هذه العائلات، وهناك الكثير جدا من العائلات اعتمدت على الأجور والرواتب من مؤسسة الرئاسة ومؤسسة الحكومة ( السلطة الوطنية ) كمصدر دخل رئيسي لها، ومنذ سنة تقريبا نفذ المخزون ، إن كان هناك مخزون عند البعض ، وبالتأكيد لا يوجد عند البعض الأخر ، وخاصة من يتقاضون مرتبات ضئيلة ، وهناك من العائلات اعتمدت على مشاريع الزراعة بشتى أنواعها ، واليوم منتجات هذه الزراعة لا تكسب أجور الأيدي العاملة . ولذلك أغلب العائلات الفلسطينية قد خفضت نفقاتها على الحاجات الأساسية خلال السنة الماضية ، وقد تركز ذلك على الملابس والغذاء، ومن خلال استطلاع قمت بإعداده لدراسة الوضع الحالي لظاهرة الفقر تبين أنه : بلغت نسبة العائلات التي خفضت نفقاتها على الملابس (97%)، بينما بلغت نسبة العائلات التي خفضت نفقاتها على الغذاء (85%) ،بينما بلغت نسبة العائلات التي خفضت نفقاتها على شراء الأدوية والعلاج والمستلزمات الطبية 67% ، بينما بلغت نسبة العائلات التي خفضت نفقاتها على الأمور الثانوية مثل : المواصلات الداخلية والسياحة والاتصالات والمكسرات والمشاريب الغازية والشوكلاتة وأنواع الحلويات والأطعمة الجاهزة الثمينة والهدايا .... ألخ 97% والسجائر 50% . ويوضح الاستطلاع أن هناك نسبة عالية من العائلات في الأراضي الفلسطينية قد قامت بتغيير نمط استهلاكها للمواد الغذائية التي اعتادت على استهلاكها من قبل ، حيث بدأت 95% من العائلات الفلسطينية بتخفيض كمية اللحوم التي اعتادت على استهلاكها، و98% من العائلات خفضت كمية الفواكه التي اعتادت على استهلاكها، بينما قامت 87% من العائلات في الأراضي الفلسطينية بتغيير نوعية الطعام، 91% قامت بتخفيض كمية الطعام التي اعتادت على استهلاكها من قبل ،وفي المقابل أصبح هناك زيادة ملحوظة في شراء المجمدات والمعلبات والمرتديلا والمأكولات الشعبية رخيصة الثمن مثل : الفول والفلافل والحمص والدقة والزعتر ، بينما تغيب عن جامعته وعمله من الطلاب والموظفين الذين لم تؤمن لهم المواصلات مجانا 30% ، و 10% من العائلات الفلسطينية تلقت مساعدات ، و 81% من العائلات الفلسطينية أكدت حاجتها الماسة للمساعدة لأنها تعيش تحت خط الفقر بكثير ، وما زال الحال يزيد سوأ ، فإلى متى يا أنظمة وشعوب الحضارة والتقدم والتكنلوجيا والديمقراطية وحقوق الإنسان ؟ . * قطاع غزة – خان يونس [email protected]