تكتسب الزيارة التي يقوم بها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية للولايات المتحدةالأمريكية أهمية كبيرة من كونها ستتيح للجانبين الفرصة لترجمة رغبتهما المشتركة في تعزيز مجالات التعاون بين البلدين وبما يسهم في فتح آفاق جديدة للشراكة وتفعيل دور القطاع الخاص اليمني والأمريكي وتحفيزهما على إقامة المشاريع الاستثمارية التي تعود بمردوداتها على البلدين، وبما يضمن التنفيذ الواقعي لتوصيات مركز الشرق الأدنى والدراسات الاستراتيجية الأمريكي التي خرجت بها ندوة الحوار عن العلاقات اليمنية الأمريكية المنعقدة في صنعاء في فبراير الماضي، والتي عبرت عن اهتمام وحرص الولاياتالمتحدة في توسيع أطر الشراكة القائمة مع اليمن كاستحقاق باتت تقتضيه النجاحات التي حققتها الجمهورية اليمنية على الأصعدة الديمقراطية وحقوق الإنسان، والمشاركة الشعبية في صنع القرار، ومكافحة الإرهاب، فضلاً عن الدور الايجابي الذي أصبحت تلعبه في جانب تعزيز مناخات الأمن والاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط والقرن الافريقي وهو ما تنظر له الولاياتالمتحدة بعين التقدير والاحترام. - ولأن الحديث عن الأهمية التي تحتلها زيارة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح إلى الولاياتالمتحدة لا يكتمل عند أجندة القضايا والموضوعات المرتبطة بالشأن الثنائي، دون تناول المسائل الأخرى ذات الارتباط بأوضاع المنطقة والتطورات الجارية فيها، فإن من نافلة القول الإشارة هنا إلى أن الأخ الرئيس وطبقاً لما جاء في تصريحه عند مغادرته مطار صنعاء، قد حمل معه الهموم التي تشغل المنطقة والأمة العربية بأسرها، ومن ذلك ما يتعلق بمسألة السلام وتطورات الأوضاع في فلسطين والعراق والصومال وغيرها من المشكلات التي تؤرق شعوب هذه المنطقة، وتعيق طموحاتها في التنمية والتطور والاستقرار.. - وأمام كل هذه التشعبات فإن الأنظار تترقب باهتمام قمة الرئيسين علي عبدالله صالح وجورج دبليو بوش في واشنطن وخاصة وان الجميع سواء في منطقة الشرق الأوسط أو القرن الافريقي باتوا ينظرون للرئيس علي عبدالله صالح كزعيم واقعي قادر بحكمته وحنكته السياسية على إيضاح الصورة الحقيقية للأوضاع في هذه الرقعة الجغرافية الهامة والاستراتيجية لصناع القرار في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تمتلك قدرة التأثير في مسار الأحداث في العالم. - ويتضاعف مثل هذا التطلع في ما يعرفه الجميع عن صراحة الرئيس علي عبدالله صالح وما يتميز به من بصيرة نافذة وقدرة عالية في تقديم الرؤى والحلول والمعالجات التي من شأنها أن تساعد على إطفاء الحرائق والفتن وإحلال الأمن والسلام والاستقرار في الشرق الأوسط والقرن الافريقي باعتبارها من الغايات التي ستنعكس بتأثيراتها في تطويق ظاهرة الإرهاب التي أضحت تهدد الأمن والسلم في العالم. - وتتعزز بواعث هذه الآمال بتأكيد الأخ الرئيس على أننا في اليمن نتطلع كثيراً إلى دور أمريكي فاعل للدفع بعملية السلام في المنطقة من خلال إقناع إسرائيل بالقبول بالمبادرة العربية من دون أي تعديل أو انتقاص باعتبارها من أكثر المبادرات وضوحاً في تفصيلاتها وتكاملاً في أهدافها ومضمونها، حيث حملت تلك المبادرة التي تم التأكيد عليها مجدداً في القمة العربية في الرياض أسساً واضحة وآلية تنفيذية لإخراج عملية السلام من المأزق الذي تعيشه والانتقال بالمنطقة إلى وضع جديد يتحقق فيه الأمن الجماعي والسلام العادل والشامل. وعليه فإذا كان مثل هذا الدور الإقليمي والعربي يتساوى في أهميته وقيمته بالنسبة للأخ الرئيس علي عبدالله صالح مع القضايا ذات الارتباط بالعلاقات الثنائية والتعاون المشترك التي سيتم بحثها في القمة اليمنية- الأمريكية فإن ما يعول أن تأتي نتائج هذه القمة في مستوى هذه التطلعات بالنظر إلى مستوى العلاقات المتطورة بين البلدين، وما تتمتع به السياسة اليمنية من صدق في التوجهات، خاصة بعد الانفتاح الديمقراطي الواسع الذي أسهم في تحسين مكانة اليمن في الخارج سواء داخل الولاياتالمتحدة أو الدول الأوروبية أو على النطاق الإقليمي والدولي عموماً، الأمر الذي ولد القناعات لدى كل هذه الأطراف بأن اليمن أصبحت تتميز بمنهجيتها المكرسة لزيادة فرص التعايش السلمي والحد من التوترات والأزمات الإقليمية والدولية التي غالباً ما تلحق الضرر بالأمن الجماعي وتؤدي إلى نتائج كارثية بحيث يصبح الأمن والسلم العالميان ضحية لتلك الأزمات ومخاطرها على حاضر ومستقبل الإنسانية جمعاء.