بين السعادة التي كانت تغمره، وبين ما أفسدها قفزة واحدة إلى مياه الشاطئ الذي سحره، لم يصدق نفسه أنه قد عاد ثانية إلى اليمن ليمارس رياضة وهواية متعة الغوص في شواطئ المياه اليمنية خاصة في جزيرتي زقر وحنيش، وحيث توجد الشعب المرجانية المتميزة في حالها وأشكالها وألوانها البديعة. كان سعيداً لأنه سيمارس رياضة الغوص، والاستمتاع برؤية الشعب المرجانية التي يلاحقها في شواطئ البحر الأحمر من مصر إلى اليمن. وبعد ان استعد بمستلزمات الغوص وقفز-شوقاً- إلى مياه الشاطئ عاد بعد دقائق ليمسح المياه المالحة عن وجهه الذي غابت عنه الكثير من ملامح السعادة التي كان يشعر بها.. وقال : قبل اشهر فقط مارست الغوص في هذا المكان وكان مبهجاً ورائعاً بل ساحراً بما يحويه من شُعب مرجانية فريدة وها أنا اليوم أرى تلك الشُعب قد تدمرت وكأن معتوهاً قد حطمها في غفلة من العقلاء، إن مالحق بها من دمار يدل على عبث لامسؤول ناتج عن طرق خاطئة في التعامل معها ومنها اصطياد الاسماك عن طريق التفجير والجرف العشوائي.. من فعل ذلك؟ ولماذا لايحمي اليمنيون كنوزهم البحرية ومرافقهم السياحية.. وأضاف ذلكم السائح: عندما أذهب إلى مصر مثلاً لممارسة هواية ومتعة الغوص في الشواطئ ذات الشُعب المرجانية: يكون كل شيء تحت الرقابة والمتابعة، ويصاحبني في الغوص احد المصريين المكلفين بحماية تلك الشعب.. وذات مرة أحدثت كسراً بطرف الحذاء الذي نرتديه عند الغوص- وعن غير قصد- فسُجلت عليّ مخالفة ودفعت غرامة وقدرها حوالى مائتي دولار أميركي «هكذا حدث معي في مصر، فمن ألحق كل هذا الدمار المريع بالشُعب المرجانية في هذا المكان دون أن يعرفه أحد أو يتعرض للعقاب»؟. انتهى كلام السائح الأجنبي وهو يتحدث عن شاطئ من شواطئنا اليمنية.. واذا ما أجبنا على تساؤله عمن يحدث هذا الدمار في الشواطئ المرجانية اليمنية، وجاءت في الاجابة أنه ومن حيث اذا أحدث الغواص الهاوي شرخاً في قطعة من تلك الشُعب تمت معاقبته بدفع غرامة مالية لا تقل عن مائتي دولار.. تأتينا سفن الصيد التي تمارس الاصطياد في شواطئنا بأساليب وطرق سليمة ومنها التفجير والجرف الذي يلحق الدمار بالشُعب المرجانية والاضرار البالغة بالثروة السمكية. ماذا سيقول عنا، وعن نوايانا عند الافراج عن تلك السفن التي تم ضبطها وحجزها جراء تلك المخالفات.. نكتفي بهذا لنؤكد على مسؤوليتنا البالغة في حماية شواطئنا ومرافقها السياحية التي علينا ان نتعامل معها على انها ثروة اليمن الأولى. إن ثروتنا الأولى هي في البحر سواء من حيث الثروة السمكية أو عوامل جذب السياحة البحرية ومنها الشُعب المرجانية.. إن ثروتنا الطبيعية الأولى ليست النفط وليست الغاز الذي تهل بشائره.