لا خيار أمام الفلسطينيين غير وحدتهم الوطنية لوجود رابط مصيري بينها والانتصار للقضية وبلوغ هدف إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. - وليس هناك ما يمكن أو يجوز أن يتصارعوا عليه، في حين ينتظرهم الشيء الكثير ليصارعوا سوياً من أجله. - وعليهم في ظل الاحتلال أن يقاتلوا معا لا أن يتقاتلوا في ما بينهم، طالما أن ذلك يصب في النهاية لصالح العدو الاسرائيلي المشترك المستفيد الوحيد من انفراط العقد الفلسطيني. - وكلمة صريحة مخلصة في دعمها للقضية وحرصها على مصيرها الكريم وجهها الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لأطراف النضال الفلسطيني متسائلا: على ماذا تتصارعون؟ - والسؤال مشروع في ظل وضع ليس للأشقاء من السلطة سوى الاسم، وعلى الأرض يظل المسمى الاسرائيلي المتحكم في كل حركة فلسطينية تنقلا شخصيا عبر المناطق المختلفة وجريانا اقتصاديا للسلع والأموال والعمالة والتواصل الهاتفي والسفر الخارجي مرهونا برضى الحكومة الاسرائيلية. - ولقد جاءت التداعيات السلبية الأخيرة لتؤكد حاجة القوى الفلسطينية لإعادة ترتيب أوضاعها وأولوياتها النضالية في ظل العملية السلمية. - ولقد كان ذلك ما ينبغي عليهم فعله مع البدايات الأولى لخوض الغمار التفاوضي والانتقال لمرحلة النضال السلمي. - والتأكيد على أن الوقت لم يفت على توفير هذا المتطلب النضالي واحد من دواعي العمل على تجاوز حالة الانقسام الفلسطيني. - ولرأب الصدع في الصف الفلسطيني دواعيه الكامنة في حقيقة أن الخسارة وحدها تطال الجميع، فلا سلطة تتسنى لأحد ولا دولة تتحقق للشعب الفلسطيني. - وتبدو القضية الفلسطينية مرشحة للدخول في مرحلة اللا سلطة واللا دولة والبيات الشتوي الدائم لمسألة النضال وقضية الاستقلال، فلا حسابات غزة مربحة ولا مغريات الدولة حقيقية. - ويظل الحوار الفلسطيني المخرج الوحيد ووسيلة الحيلولة دون العودة بالقضية إلى النفق المظلم، وهذه المرة بأيد فلسطينية، وقد كانت بالأمس بآلة القهر الصهيونية. ومن حوار إصلاح ذات البين بين حماس وفتح كأكبر المنظمات وأقدرها على صنع الأحداث على الأرض واستعادة حالة الوفاق الوطني ينبغي للمسيرة الحوارية الشاملة أن تستمر من قبل القوى الفلسطينية كافة وصولا إلى صياغة استراتيجية مشتركة وموحدة لتوجهات والتزامات وغايات النضال الوطني السلمي تنبني على أرضية الوحدة الوطنية داخليا والعمل المشترك والمتكامل خارجيا وبما يعزز موقف القضية ويقربها من نقطة الحل العادل وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة. - ويستحيل تصور قيام سلطة وإقامة دولة بدون وحدة الصف، وتلك قضية الحاضر والمستقبل أو المصير الفلسطيني.