تعتبر سياسة التحالفات من اصول السياسات التي تلجأ اليها الدول والتكتلات تحقيقاً لما يسمى في نظريات العلاقات الدولية international relations theories بميزان القوى Balance of power كان ذلك على المستوى الاقليمي والدولي أو حتى على مستوى السياسة الوطنية التي شانها في ذلك شان عالم السياسة الدولية التي هي في الاصل عالم الصراع من اجل القوة كما عبر عن ذلك استاذ العلاقات الدولية هانز مور جانثو الذي يعتقد ان الصراع من اجل القوه هي ظاهر، شاملة زمانا ومكان وان التجربة التاريخية قد أقامت الدليل على صحة وجود ذلك الصراع كحقيقة نظرية وواقعية مستقرة وثابتة تتحكم في سلوك الدول بل والأحلاف مهما تباينت الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بغية الوصول للمستوى التوفيقي بين المصالح القومية للدول أو حتى للقوى المتباينة داخل الدولة الواحدة وذلك عن طريق الإجراءات الدبلوماسية ومسالك الحوارات السياسية بهدف خلق حالة من الجو المسالم والأمن والاستقرار المستتب ان تعبير الصراع من اجل القوة هو أصدف التعابير عن حالة وواقع البيئة الدولية والعلاقات السائد بين الفاعلين الدوليين الذي يمثل فيها العداء جوهرها ويمثل الخوف منطلقها بينما تمثل القوى أداتها والتي على أساسها يمكن النظر إلى العلاقات الدولية على أنها علاقات تفاعلية بين القوى وبعضها في حالة غياب "حكم اعلى" الامر الذي يجعل من غير المتصور باي حال تحقيق صفة الاستقرار في طبيعة العلاقات الدولية مالم يتوفر لها عنصر التوازن في القوى على قاعدة التاثير والتاثر المتبادل في إطار ما هو معروف اصطلاحاً بمفهوم النسق الدولي nternational وفي اطار الحديث عن سياسات التحالف ومحورية دورها في انجاح السياسيات الخارجية للدول وبالنظر للسياسة الخارجية اليمنية بمكن للمتتبع ادراك مدى نجاح وشفافية الاستراتيجية اليمينية في تفاعلها مع الفاعلين الدوليين خاصة في العشر سنوات الأخيرة من الالفية الثانية ومطلع العقد الاول من الالفية الحالية الامر الذي اتاح لليمن فرصة كبيرة لان تتبوء مكانة متميزة في المجتمع الدولي وان تحضى بتقدير واحترام واهمية إقليمية ودولية غير مسبوقة عبر تاريخها الحديث او المعاصر. فاليمن عبر قنواتها الدبلوماسية اواستراتيجيتها عالية الجودة المستخدمة في رسم وتنفيذ سياستها الخارجية قد استطاعت خلق حالة من توازن القوى بينها وبين جيرانها والقوى الإقليمية والدولية الاخرى كما استطاعت ايجاد مكانتها كقوة اقليمية ذات اثر سياسي اقليمي ودولي يعتد به. ولا أدل على ذلك من الدور الذي لعبته وتلعبه في قضايا اقليمية ودولية الدور الذي بذلت فيه مجهودا كبيرا لمحاولة احتواء ألازمة الصومالية وحل خلافات الفرقاء وحقن دماء الابرياء من الصوماليين بأعتبار أن من الصومال جزء من امن القرن الافريق كما انه أيضا جزء من امن المنطقة ودعوتها أيضا للفرقاء من الفلسطينيين حماس ومنظمة التحرير إلى صنعاء ومحاولة التدخل بدبلوماسية فريدة اثبتت نجاحاً عظيماً بتوقيع اتفاق صنعاء. مجهودات فردية لبلد كاليمن لا تتمتع بقوة اقتصادية كبيرة لا تعكس إلا مكانة اقليمية ودولية تثبت يوماً بعد يوم ان السياسة الخارجية اليمنية وحزمة الإجراءات من الدبلوماسية عن الدبلوماسية المتبعة تحقق نجاحات غير مسبوقة وتسير في تناغم مع المتغيرات في السياسة والعلاقات الدولية هادفة من وراء ذلك تحقيق التوازن بين القوة ومصالح الدولة بشفافية ونجاح باهر تعكس مدى النجاح سياستها الخارجية كما تعكس طبيعية عناصر المتفاعلات السياسية داخل الوطن اليمني الكبير الذي يعيش حالة من المخاص السياسي الايجابي القائم على قاعدة الممارسة الديمقراطية والعمل السياسي الحر والذي تتبلور بين جنباته قرارات صناع السياسية الخارجية اليمنية التي تبشر بالمستقبل الكبير لبلد الحب والسلام.