حين نرى أن البداية يجب أن تكون لكلام الملوك، أو لملوك الكلام، فإننا نعمد الى اقتباس كلمات من الخطاب الهام.. لسمو الأمير حمد بن خليفة أمير دولة قطر، الذي تبوأ مكاناً لائقاً به في التاريخ الحديث للبنان الشقيق والعرب عموماً. من ذلكم الخطاب الجديرة كل جملة فيه بالاحترام.. نقتبس ما خالف به كل من قال ان اتفاق القوى والتيارات اللبنانية قد تم بلا غالب ولا مغلوب، حيث أكد سموه ونحن معه في الشارع العربي- ان هناك غالباً ومغلوباً موضحاً ذلك بقوله «الغالب هو لبنان، والمغلوب هو الفتنة..». هكذا قال، وكنت ممن صفقوا له بقلوبهم لقناعتهم أن لبنان كان الغالب، والمنتصر، وان الفتنة التي عملت الشياطين على جلب احطابها إلى لبنان، كانت هي المغلوب والمهزوم المصفوع على قَفَاهُ كما يقال. بتلكم العقلية الذكية تحكم دولة قطر الشقيقة، وبها نجحت سياسة في مسعاها استطاعت أن تقدم للبنان مالم ينجح في المجيء به شقيق أو صديق، كبر أو صغر ولهذا وجب الشكر لقطر البلد الذي جمع كل لبنان ليستظل تحت دوحته ومعه كل القلوب التي تخفق بحب لبنان والخوف عليه. لقد كانت عيون العرب والمهتمين في العالم مساء الاحد 25/5/2008م تراقب باهتمام عبر النافذة الموجودة في جدار كل بيت «التلفزيون» حفل تتويج الانتصار اللبناني على الفتنة التي لا تفارقها اللعنة المؤبدة في صحوها ومنامها، واجراءات انتخاب رئيس للبنان، واعلان الرئيس ميشيل سليمان بالفوز بهذه المسؤولية كمرشح محل اجماع كل الاطراف، وكنت بجانب عزيز لم احظ بلقائه منذ شهر أو أكثر، وكانت سعادتي وفرحتي بخروج لبنان من محنته، أكبر من شغفي بالحديث مع ذلكم العزيز الذي ظل هو الآخر مشدوداً إلى جهاز التلفزيون، مستمتعاً بما هو سار، ويقاسمني الاعجاب بما نستمع اليه من كلمات رائعة لعظماء ثلاثة هم: الزعماء نبيه بري، ميشيل سليمان، وحمد بن خليفة لم نلتفت إلى بعض الا بعد انتهاء الخطباء الثلاثة من خطاباتهم، فسبقني في الحديث -الذي قطعه صمت المصغي باعجاب- وقال يضع الله سره في أضعف خلقه هاهي دولة قطر الصغيرة المساحة القليلة السكان تنجح فيما عجز عنه الكبار، اجبته بالقول: دولة قطر لم تعد صغيرة وليست صغيرة بل هي الكبيرة بأميرها ورئيس وزارتها وزير الخارجية مثلما يكون الانسان كبيراً بقلبه ولسانه. لقد نجحت قطر في لبنان لأنها صاحبة فلسفة الحكم الخالية من رواسب الماضي المتفهم لروح العصر، ولأنها انبرت للموضوع بوساطة صادقة دونما تحيز لطرف دون آخر، وحرص على أن يكون الغالب هو لبنان وأن يكون المغلوب هو الفتنة وشياطينها، والأهم من ذلك أن العقلية اللبنانية المتحضرة المحكومة بروح التعايش والتسامح التي تجعل من التعصب والثارات، شيئاً لا وزن له امام مصلحة الوطن واجياله.. هي ما ساعد على الخروج من المحن، وضخ نزيف الدم، وقطع الطريق امام ما يولد الاحقاد ويغذي الطائفية والمذهبية ولا مبالغة في القول أن الشكر يسجل للبنانيين قبل الاخوة في دولة قطر الشقيقة. البلدان لا تقاس مكانتهما بمساحاتهما أو بتعداد سكانهما، فلبنان الذي يبدو جغرافياً أصغر من محافظة في اليمن أو مصر أو السعودية بكثير هو البلد الذي يتصدر الوطن العربي ثقافة، وفناً ومقاومة..الخ انه كالقلب الذي لايزيد حجمه عن قبضة اليد ولكنه يتسع العالم.. كذلك دولة قطر، الا ترى أنها تبدو كشجرة تزين حديقة بأكملها?!!.. وهنا نتساءل: هل كبر العرب بلبنان وقطر؟!