تحتل الكويت مكانة خاصة في قلوب أبناء الشعب اليمني الذين يكنون لهذا البلد العزيز وشعبه وقيادته الكثير من الود والتقدير والاحترام والامتنان عرفاناً منهم بتلك المواقف الأخوية الصادقة والمشرفة التي سجلها الأشقاء في الكويت وهم يقفون إلى جانب إخوانهم في اليمن في أحلك الظروف وأشدها صعوبة. وقد تجلت هذه المواقف منذ اللحظات الأولى لميلاد الثورة اليمنية «26سبتمبر» و«14 اكتوبر» من خلال تلك المساعدات السخية لليمن في المجالات التنموية وبناء المدارس والمستشفيات والكليات وغيرها والتي امتدت إلى جميع أنحاء اليمن شماله وجنوبه قبل إعادة وحدته المباركة.. حيث ظل التعامل معه كوطن واحد ومن دون أي تمييز وهو ما شكل دليلاً حياً وصادقاً على عمق وخصوصية العلاقات الأخوية والأزلية التي ظلت تربط بين الشعبين اليمني والكويتي. وعلى الرغم مما شاب صفو هذه العلاقات من بعض سوء الفهم أو التشويش نتيجة الدور الذي قامت به العناصر الانفصالية واستخدامها أساليب الدس الرخيص في مسيرة هذه العلاقات أو من خلال ما ارتكبته تلك العناصر من أفعال أو عبر ماروجت له من شائعات كاذبة إزاء الموقف اليمني محاولة منها تشويه هذا الموقف أثناء الغزو العراقي لدولة الكويت والذي استهدف طمس هوية هذه الدولة الشقيقة من الخارطة الجغرافية والسياسية، فقد عمدت تلك العناصر الانفصالية إلى استغلال هذا الحادث لإلحاق الضرر في العلاقات الأخوية بين الشعبين اليمني والكويتي وتعكير صفوها.. مع أن الموقف اليمني كان واضحاً إزاء ذلك العمل المؤسف، وهو ما تؤكده الوثائق وحقائق التاريخ، فاليمن كانت الدولة الاولى التي خرجت منها المظاهرات المنددة بالغزو والمطالبة بانسحاب العراق من الكويت وهو نفس الموقف الذي أعلنته القيادة اليمنية آنذاك سراً وعلناً وسارعت إلى تقديم النصيحة للقيادة العراقية بضرورة الانسحاب الفوري من الكويت، مؤكدة أن المجتمع الدولي لن يسمح بأي حال من الأحوال بابتلاع دولة لأخرى وطمسها من الخارطة. وقد تفهمت اليمن كل ما بدر من الأشقاء في الكويت من ردود فعل غاضبة حينها تجاه اليمن ولم تَلُمْهم على ذلك لإدراك القيادة اليمنية بحجم الحدث الذي تعرض له الأشقاء في الكويت وكذا ما أحدثه الغزو العراقي من صدمة كبيرة في نفوس الجميع فضلاً عما تم نقله إليهم من قبل العناصر الانفصالية المتربصة بوحدة اليمن من أكاذيب وافتراءات مضللة سرعان ما تكشف زيفها ودعاويها الباطلة. والحمد لله فقد استعادت تلك العلاقات الأخوية صفاءها ونقاءها وأزيلت سحابة الصيف التي خيمت على سمائها فترة قصيرة وذلك بفضل حكمة قيادتي البلدين الشقيقين بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية وصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الذي وبما يمتلكه من الحنكة والتجربة كان الأكثر إدراكاً لحقيقة الموقف اليمني لتنطلق العلاقات المتميزة بين البلدين صوب ما يحقق التطلعات المشتركة للشعبين الشقيقين ويعزز جسور التعاون والإخاء وتبادل المصالح بينهما. وها هي الكويت بوقفتها الأخوية الصادقة إلى جانب اليمن في مواجهة تداعيات وآثار كارثة السيول ومبادرتها إلى تقديم مساعدات الإغاثة العاجلة للمتضررين من تلك الكارثة تؤكد مرة أخرى على عمق الأواصر الأخوية المتينة التي تربط بين اليمن والكويت وهو ما ينظر له أبناء الشعب اليمني وقيادته بتقدير عالِ خاصة وأن هذا الموقف النبيل يُضاف إلى سلسلة تلك المواقف التي جسدتها الكويت قيادة وحكومة وشعباً إلى جانب اليمن، ومثل هذه المواقف ستظل حية ومحفورة في وجدان كل يمني ومحاطة بمعاني التقدير والامتنان والوفاء والعرفان من قبل الشعب اليمني عموماً الذي لن ينسى أبداً مثل تلك المواقف لأشقائه في الكويت.