المعلومات التي كشفتها اعترافات العضو القيادي السابق في تنظيم القاعدة السعودي محمد العوفي الذي سلم نفسه مؤخراً للأجهزة الامنية اليمنية والتي سلمته بدورها للسلطات السعودية أكدت بشكل قاطع مدى الارتباط الوثيق بين قوى التطرف والارهاب بغض النظر عن اختلاف التوجهات والشعارات التي يرفعها هذا الطرف أو ذاك، لنتبين أن الاعمال الاجرامية التي ترتكبها تلك العناصر المنتمية لتنظيم القاعدة تلتقي مع ماتقترفه العناصر الخارجة على القانون سواء في محافظة صعدة أو غيرها، وجميعهم يضمرون الشر للوطن وأمنه واستقراره ونمائه وتقدمه. ولقد أميط اللثام عن طبيعة هذا الارتباط من قبل العوفي - من موقع المطلع على خفايا الأمور- بدون شكوك حول العلاقة بين العناصر الارهابية في تنظيم القاعدة وتلك القوى الشريرة الاجيرة التي تقف وراءها للاضرار باليمن ومصالحه وأمنه واستقراره، مثبتاً أنه كان بين الطرفين تنسيق وتمويل للعمليات الارهابية وعلى نحو يمكن القول انهما تبادلا الأدوار في الاضرار باليمن ومصالح ابنائه العليا وبمسيرة تنميته تنفيذاً لاجندة خارجية تنظر الى أن بقاءه مستقراً آمناً يتعارض مع استراتيجية مشاريعها في المنطقة.. لتتضح الصورة الحقيقية لهؤلاء المجرمين الذين برهنت الوقائع بانهم ليسوا الا أدوات بأيدي اجهزة استخبارات خارجية تستخدمها لتحقيق اهدافها مستفيدة من قدرة تلك العناصر على التغرير بالشباب وصغار السن مستغلة ظروفهم وأوضاعهم الاسرية والاجتماعية وجهلهم بسماحة الاسلام ومبادئه وقيمه مستغلة الصراع الروحي لديهم لتشحنهم بثقافة العنف والكراهية والحقد ثم تقذف بهم في أتون محرقة الموت والدمار والخراب عبر العمليات الانتحارية الارهابية التي لا غاية لها ولا هدف سوى تنفيذ مخططات الأجهزة الاستخباراتية كثلة مأجورة باعت نفسها للشيطان بعد ان جردت من كل مايمت الى الانسانية بصلة.. لايردعها رادع الدين ولا الانتماء للوطن.. فيهم وجدت الأجهزة الاستخباراتية ضالتها لتربطهم بخيوط تحركها متى أرادت للنيل من وطن الايمان وشعب الحكمة والذي هو محمي برعاية الله ثم بيقظة ابنائه وفي طليعتهم ابطال مؤسسته الكبرى القوات المسلحة والأمن الميامين والمواجهات الراهنة مع بعض شراذم الارهاب والاجرام في (جعار- محافظة أبين) ليست الاَّ التأكيد الفعلي بأن الارهاب لامكان له على أرض الوطن وان كل عابث بالأمن وخارج على النظام والقانون لن يكون بمنأى عن يد العدالة والقانون مهما كان. وحيث ان الشجعان من ابناء القوات المسلحة والأمن سوف يكونون بالمرصاد لهؤلاء وسيكونون بالمرصاد دوماً لهؤلاء، منتصرين لأمن واستقرار الوطن ولحاضر ومستقبل ابنائه. ومامن شك فان اعمال الاختطافات والتقطع والاخلال بالأمن والسكينة العامة التي يقوم بها بعض المرتزقة والمأجورين أعمال مبنوذة ومستنكرة من كافة ابناء الشعب وهي تسيء للوطن وتضر باقتصاده الوطني وسمعته وهي لاتقل خطراً وسوءاً عن تلك الاعمال الارهابية التي تقوم بها تلك العناصر العميلة والتي تستهدف من وراء عملياتها الارهابية تدمير الوطن واقتصاده والاضرار بعلاقاته مع الآخرين.. واجندة الارهاب مهما تعددت مسمياتها وراياتها وبما تمارسه من ارهاب اجندة واحدة لكن هيهات ان يتحقق لهذه العناصر الاجرامية نيل أهدافها بل ان الهزيمة ستكون مصيرها ويرتد إليها كيدها في نحرها.