ما تشهده صنعاء العاصمة من مشاريع متواصلة في مجال الأنفاق والجسور المرورية عمل نقرؤوه بأكثر من دلالة ومعنى.. نرى فيه معالجات لأخطاء التخطيط السابق لشوارعها الذي لم يحسب ما سيكون عليه الحال بعد عشرات السنين. وأعمال بنية تحتية لعاصمة تتوسع ويراد لها ان تستمر في الاتساع كما تستقبل هجرة داخلية لا يكبحها كابح وان كانت تشكو من تناقص المياه وقلة الاكسجين. ونرى فيه أعمال معالجات ضرورية لاستيعاب القادم من وسائل المواصلات البرية الخاصة والعمومية.. وحلول لمشاكل الازدحام والاختناقات المرورية.. وعندما ننظر الى الموضوع من زاوية المعالجات المرورية لا نبالغ في القول عندما نجزم بأن هناك ما هو أهم من الانفاق والجسور والكباري.. وتلك القواطع الاسمنتية التي تقترح الادارة العامة للمرور اقامتها وسط كثير من الشوارع لتحديد اتجاهات السير دونما تجاوز. هذا الأهم من كل ذلك يتمثل في نقطتين محصورتين على العنصر البشري.. اولهما شرطي المرور وضابط المرور المشرف عليه بحيث يتوجب على هذا الشرطي ان يكون مستوعباً لعمله وفنيته وكيف يطبق قانون وقواعد السير التي يجب ان يفهمها أولاً. إذ لا نتوقع من أنفاق وكباري وقواطع اسمنتية ان تنظم وتسهل حركة مرورية وشرطي المرور لا يستطيع ان يميز التجاوز السليم من الخاطئ لسائق مركبة.. ومن الشواهد على ذلك ما يحدث مثلاً في الشارع المحاذي لجامعة صنعاء الجديدة من الجهة الشرقية والذي يؤدي في نهايته الى تفرعين الى شارع تونس والى منطقة مذبح.. وكيف تتراكم الحافلات والسيارات المتجهة الى مذبح امام الإشارة المرورية في أربعة او خمسة ارتال قاطعة الطريق او المنفذ المؤدي الى شارع تونس وهناك اكثر من شرطي وضابط لا يرى ان في ذلك خطأً. وكذلك الحال عند كثير من الاشارات المرورية حيث باصات الاجرة وغيرها او مما في حكم عقليات من يقودها بالتجاوز من أقصى اليسار الى أقصى اليمين.. والعكس. وكيف نتوقع حلاً للمشكلات المرورية وهناك شرطي مرور لا يعرف خطأ السائق الذي يتوقف لزبائنه امام فتحة فرعية او لشارع فرعي وليس بعدها.. فيحبط من خلفه أو يصطدم بسياره تجاوزته لتدخل الى الشارع الفرعي. هذه مجرد امثلة على ان شرطي المرور الفاهم اهم من اي جسر ونفق، اما اذا تحدثنا عن استخدام بعضهم لدفتر المخالفات فحدث ولا حرج.. وكم أتمنى ان يتنكر الأخ الصديق العميد يحيى زاهر ويذهب لمراقبة ما يحدث أمام سوق القاع فقط. وللحليم الإشارة.. ونكتفي بهذا لننتقل الى العنصر البشري الثاني وهو السائق.. اذ لا فائدة مما نعمله مادام من يقود سيارة او دراجة نارية لا يفهم اداب واخلاق السير واستخدام الطريق.. ولا يعرف عن قواعد وقوانين المرور شيئاً.. بدليل اننا لا نكتفي بالخطوط أو العلامات البيضاء والصفراء في تحديد الاتجاهات بل نضع فواصل اسمنتية.. صار الناس يتندرون عليها ويسمونها بجدار (الفصل..). علينا ان نعرف ان السائح والزائر يحكم على الدولة ونظامها وهيبتها وتحضر المجتمع واخلاقيات ابنائه من ملاحظته لحركة المرور واتذكر هنا مقولة لاحد الاجانب من ذوي الخبرة بحركة المرور عندما شاهد حركة السير وسئل عن عدد المركبات في صنعاء.. وقال: بامكان عاصمتكم ان تستوعب مثل ما بها من المركبات دونما أية مشكلة تذكر.. اذا ما وجد الشرطي والسائق العارف بقواعد السير وكيف تطبق.