ما يجمع الشعبان الشقيقان اليمني والتركي أكبر من مجرد علاقات سياسية واقتصادية تعمل قيادة البلدين برئاسة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وأخيه عبدالله غل انما هي علاقات تاريخية تستعيد سياقها الاجتماعي الحضاري والثقافي المجسدة في شواهد مادية تعكسها قلاع وحصون مساجد ومدارس، منشآت عسكرية ومدنية جددت ورممت وأعيد بناؤها كما كانت في عهد الخلافة العثمانية، إضافة الى هذا كله ان تركيا حاضرة في الكثير من العادات والتقاليد وهذا كله يشكل قاعدة للانطلاق بهذه العلاقة صوب آفاق الحاضر والمستقبل. وزيارة فخامة الرئيس التركي عبدالله غل لليمن مع انها الاولى لكنها تكتسب أهمية حيوية واستراتيجية، وبكل تأكيد تشكل تتويجاً لنتائج زيارة متبادلة لقيادة البلدين فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لتركيا وزيارة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وما حققته من انتقالة متميزة على كافة الاصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية، وهو ما يتجسد اليوم في حجم التبادل التجاري والمشاريع الاستثمارية المتنامية وهذا كله يجعلنا ننظر الى هذه الزيارة للرئيس غل بأنها ستمثل قفزة نوعية لهذا التطور محولة التعاون وتبادل المصالح والمنافع الى شراكة حقيقية ستظهر تجلياتها في ارتفاع التبادل التجاري وحجم الاستثمارات، اضافة الى تنامي وأزدهار المجالات الثقافية والتعليمية العليا والمهنية، وهكذا اذا كان التاريخ المشترك يحفل بتشابك الاواصر والصلات بين الشعبين الشقيقين فان المستقبل سوف يحتفي بما ستحققه العلاقات اليمنية- التركية من انجازات سوف تسهم ليس فقط في تمكين وتعميق العلاقات بين البلدين اليمن وتركيا بل وفي ترسيخ العلاقات العربية- التركية شعبياً ورسمياً، وهي اليوم مجسدة في ذلك الحضور غير المسبوق بمواقف الشعب والقيادة التركية الى جانب قضايا الامة وفي صدارتها القضية الفلسطينية الصراع العربي- الاسرائيلي.. وبدون شك ان زيارة الرئيس التركي لليمن ستعبر عن هذا الحضور بكل معانيه ودلالاته وابعاده.. ومن المهم هنا الاشارة الى الوفد التركي الكبير الذي سيرافق فخامة الرئيس لليمن الذي يشمل شخصيات حكومية وسياسية واقتصادية ورجال أعمال وإعلاميين، والتي منها يمكن استشفاف واستشراف ما ستسفر عنه مباحثات فخامة الرئيس علي عبدالله صالح مع فخامة الرئيس التركي عبدالله غل، وكذا ما ستنبثق عن المحادثات بين الوزراء ورجال الاعمال اليمنيين والاتراك من اتفاقيات وبروتوكولات تعاون وشراكة تصب فيما يخدم مصالح الشعبين اليمني والتركي، ويعيد الصورة المشرقة لعلاقتهما التاريخية الحضارية ليكسبها استمراريتها وديمومتها تطورها وتقدمها في الحاضر والآتي..وهذا ما بجعل من هذه الزيارة للرئيس التركي تاريخية.