كان المؤمل ان شهراً كريماً مباركاً- أوله رحمة، ووسطه مغفرة وآخره عتق من النار- سيأتي ويثير في النفوس والضمائر مانسب الينا - أهل اليمن- من ايمان وماتوارثناه من ثقافة القيم النبيلة والاخلاق فتحدث المراجعة للمواقف، وتزول الغشاوة عن عيون من ركبوا اهواءهم، وجعلوا مصالحهم الشخصية فوق حقوق اخوانهم في الوطن والدين، تلك الحقوق التي تبدأ بالحق في الحياة، وتنتهي بحقوق مقومات العيش بسلام وطمأنينة. كنا نعتقد أو نأمل شيئاً من ذلك، وتتوقف ايد تمتد الى ايذاء الناس في أمنهم و سلامهم الاجتماعي.. وصحتهم وارزاقهم واحتياجاتهم الملحة للماء، والوقود، والغاز والكهرباء. كان هذا هو المؤمل، ولكن ماحدث هو العكس تماماً، فما ان حل اول ايام الرحمة- من شهر رمضان الكريم حتى تعرض تيار امداد العاصمة وغيرها من التجمعات السكانية من المحطة الكهربائية الغازية للاعتداء.. ليتم الغرق في بحار الظلام. حدث ذلك ليزيد من شقاء الناس ومعاناتهم جراء ازمة الوقود والغاز والمياه.. اضافة الى معرفة من يقف وراء ذلك ومن ينفذ جريمته ان هناك العشرات من الاطفال والمرضى الذين يموتون او تزهق ارواحهم في حضانات الولادة المبكرة، وعيادات الغسيل الكلوي.. نتيجة لافعاله التي لاتفرق بين حلال وحرام ومشروع وغير مشروع. السلطة، تقول انها المعارضة بهدف تأليب الشارع على النظام واظهار فشله وعجزه، وبهدف الانتقام من الشعب الذي لم يلتف حولها.. والمعارضة تقول انها السلطة، أو بقايا النظام كما تسميها بهدف العقاب الجماعي للشعب.. اما وسائل الاعلام، أو عين الشعب وسلطته الرابعة فمنقسمة الى فريقين احدهما يردد ماتقوله السلطة والآخر يردد ما تقوله المعارضة.. وهذا ما افقدها مصداقيتها عند الشعب بأكمله أو السواد الاعظم من ابناء الشعب. نحن نتعاقب جماعياً وبأبشع انواع العقاب، اما من يعاقبنا بهذه البشاعة.. فلن تستعيد صحافتنا ثقتها واحترامها إلا متى اجابت على هذا السؤال. لا بدوافع حزبية أو نعرات من التي تعرفها، او بكتابات التحليلات من زوايا المقيل، ولكن بالنزول الميداني الى مواقع الأحداث بروح التجرد والأمانة الصحافية وشرف المهنة.. وان تأتينا باستطلاعات وريبورتاجات صحافية موثقة بالصورة والمعلومة الصحيحة غير المحرفة او الموظفة لاهداف واغراض مجافية لشرف المهنة وامانتها.. هذا مانريده من وسائلنا الاعلامية- خاصة المستقلة- حتى نعرف من يعاقبنا جماعياً وبهذه القسوة.