احتفل اليمن وسائر دول وشعوب العالم أمس بعيد العمال العالمي الأول من مايو كمناسبة أممية انسانية تتجسد فيها عظمة ونبل العمل المنتج المبتكر والمبدع الخلاق لأولئك الجنود المجهولين الذين بسواعدهم السمراء والفتية يشيدون صروح بناء الأوطان وتطورها وتقدمها السياسي والاقتصادي.. العمراني الحضاري، وبالرغم مما يقدمونه بكدحهم وكدهم وعرقهم لأوطانهم وشعوبهم وللبشرية جمعاء ليكونوا القوى الاجتماعية المنتجة للخيرات المادية والروحية إلا أنهم ظلوا الأكثر عرضةً للاستغلال والمعاناة التي تذكرنا بها مناسبة أول مايو كعيد للعمال يخلد ذكرى النضالات والتضحيات التي خاضها العمال في سبيل نيل حقوقهم التي أصبحت اليوم حقيقة تضمنتها دساتير وقوانين المجتمعات والدول، لاسيما تلك التي أدركت من وقت مبكر ان استقرارها ونهوضها يتوقف على العدالة الاجتماعية التي تجعل من الطبقة العاملة القوى الرائدة في صنع التحولات الكبرى في التاريخ المعاصر. في هذا السياق تأتي تهنئة الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية لعمال اليمن في عيدهم الذي يتشاركون احتفالات هذه المناسبة مع عمال أرجاء المعمورة.. وهي تهنئة حملت في مضامينها مدى التقدير والعرفان الذي يحظى به عمال اليمن في كافة مسارات المتغيرات التي يشهدها الوطن باتجاه بناء اليمن الجديد.. فهم حملة معاول تشييد صروحه وصناع فجر غد الشعب اليمني المشرق والمزدهر في مواجهة معاول الهدم التي أوصلت اليمن الى ما وصلت إليه بفسادهم المدمر والمخرب لكل منجز يجسد تطلع شعبنا في حياة حرة كريمة، وبناء دولة مدنية ديمقراطية قوية عادلة وقادرة على مساواة كل أبناء اليمن أمام القانون في الحقوق والواجبات، وهذا بكل تأكيد هدف استراتيجي وكان عمال اليمن طليعة النضال في سبيل تحقيقه طوال مسار الحركة الوطنية، وهم اليوم يعون الظروف والاوضاع الاستثنائية التي يمر بها بلدنا، ويدركون المسؤولية الملقاة على عاتقهم لإخراج وطنهم وشعبهم منها، ويؤكدون ذلك من خلال جهودهم المبذولة في مقاومة قوى الخراب والدمار والفوضى التي عبثت وتعبث بخيرات الوطن ومقدرات الشعب، ولم تسلم منها المنشآت الاقتصادية والخدمية، والتي تعد عملية استهداف أنابيب النفط وخطوط نقل الطاقة الكهربائية وقطع الطرقات وترويع الآمنين نموذجاً سيئاً وسلبياً لممارسات تلك القوى الاجرامية الانتقامية ومرتزقتها، والتي لم تزد اليمنيين وفي مقدمتهم عمال اليمن إلاّ اصراراً وعزيمة على المضي قدماً نحو تحقيق الغايات الوطنية المنشودة، والانتقال بالوطن الى مرحلة الأمن والاستقرار والنماء الشامل.. وختاماً وبهذه المناسبة الوطنية والعالمية نقول لعمال اليمن: بوركت سواعدكم التي تزين وجه الوطن وصدر المواطن بأوسمة رفيعة نسجتها لآلئ قطرات عرقكم الثمينة لتستوطن قلوب شعبكم وأمتكم درراً وجواهر.. لكم المجد يا عمال الوطن وبناة حاضر ومستقبل اليمن.. وكل عام وأنتم بخير.