كلمة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في القمة العربية- الافريقية الثالثة بدولة الكويت الشقيق التي تربطها باليمن أواصر وصلات أخوية حميمة عكست وعي اليمن العميق بضرورات وموجبات الارتقاء بالعلاقات العربية- الافريقية إلى مستويات الشراكة والتكامل الاستراتيجي الذي يفرضه التداخل التاريخي الجغرافي الثقافي ومقتضيات تحديات الراهن السياسي والاقتصادي والأمني وبما يلبي متطلبات استحقاقات الاستقرار والتنمية والتطور المبني على المصالح المشتركة للشعوب العربية- والافريقية، والتي اختزلها الأخ الرئيس في كلمته أمام المشاركين في هذه القمة من القادة العرب والافارقة في خمسة عناصر لتحقيق التكامل والشراكة المستقبلية ركز فيها على الاستثمار في البنى التحتية والتنمية البشرية والأمن الغذائي وكذا الربط بشبكة متطورة من الطرق والكهرباء والاتصالات والسكك الحديدية وتطوير التجارة البينية وفتح آفاق واسعة أمامها في حركة رؤوس الأموال والأنشطة التجارية.. إضافة إلى تعزيز الشراكة بإقامة مؤسساتها المشتركة ومراكز الدراسات والمنتديات وعقد المؤتمرات لتبادل وجهات النظر وتحقيق الاستفادة المتبادلة من تجارب بعضها البعض وفي إطار تحليلي لموجبات الشراكة العربية- الافريقية.. تخلص الكلمة إلى ضرورة العمل الذي يستوجبه أمن واستقرار هذه البلدان وفي مقدمة ذلك التنسيق الأمني الوثيق المؤدي إلى نجاح الجهود المبذولة لمكافحة كافة أنماط وأشكال القرصنة البحرية والأعمال الارهابية.. وهذا يستدعي على الصعيد السياسي العمل على تسوية النزاعات بالطرق السلمية وعلى تغليب الحوار وبما يعزز الدور والتأثير العربي- والافريقي على المستوى الإقليمي والدولي، لاسيما تجاه القضايا التي تهم العرب والافارقة وعلى نحوٍ تستوعب فيه مسارات تحول العالم بإتجاه التكتلات الاقتصادية المؤسسة على مصالح حقيقية وموضوعية تجمعها، وهذا بكل تأكيد هو ما تحتاجه العرب والافارقة في شراكتهم المستقبلية، ولعل الأهم في هذه الكلمة هو حديث الأخ الرئيس هادي أمام المشاركين في أعمال القمة حول قضية لطالما تحمل اليمن رغم ظروفه وأوضاعه الصعبة أعبائها وهي قضية اللاجئين والهجرة غير الشرعية والتي يحتاج حلها ومواجهة تداعياتها إلى جهود إقليمية عربية وافريقية ودولية كبيرة لما حملته وتحمله من مخاطر وما تنوء به من أعباء اقتصادية وأمنية وانسانية لا يمكن أن تتحمله دولة أو مجموعة من الدول، لكنها تقتضي تضافر كافة الجهود من الجميع افريقياً وعربياً وعالمياً واضعاً هذه القضية الأخ الرئيس التي عانى ويعاني منها اليمن وبما يفوق كثيراً لإرادته وإمكانياته وطاقاته يرسم المشاركين في القمة العربية- الافريقية والأمم المتحدة .. إن جهود اليمن الحيوي الاستراتيجي في منطقة البحر الاحمر والعربي والمحيط الهندي يكسبه موقعاً محورياً في أي تطور تكاملي يحقق شراكة عربية- افريقية تعبر عن آمال وتطلعات الشعوب الداخلة فيه.. لابد أولاً من العمل على استقرار القرن الافريقي المرتبطة بالاستقرار في كل منطقة جنوب البحر الاحمر وهذه تتصدر أولويات أي توجهات لانطلاقة نوعية للعلاقات والشراكة العربية- الافريقية التي شكلت قمة الكويت خطوة مهمة في السياق الصحيح الذي يحقق طموح شعوب جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي .. وهكذا فإن القمة العربية- الافريقية بما خرجت به من قرارات وتوصيات هي بكل تأكيد انها استشراف لمستقبل عربي- افريقي جديد يواكب المتغيرات غير المسبوقة في المنطقة العربية- الافريقية والعالم .