حسب آخر إحصاءات تعداد السكان في الصين، بلغ العدد ملياراً وثلاثمئة وأربعة وستين مليون وستمئة ألف نسمة، وتشكل وحدها سُبع سكان الأرض، وتتبع الصين سياسات حازمة في تحديد النسل . لكنها ليس لديها أي سياسات تجاه عدد الوفيات سوى التنمية الصحية، ولكن إذا احتسبنا فقط الوفيات لأسباب الهرم والشيخوخة، وبعيداً عن الأمراض والأوبئة، فسنجد أنهم يقدرون بالملايين، ويشكلون أكثر من سبعين في المئة من عدد الوفيات السنوي البالغ نحو تسعة ملايين نسمة، هذا العدد الكبير في الوفيات . لا يؤثر كثيراً في العدد الإجمالي للدولة المليارية، بقدر ما يثير مشكلة أخرى، ألا وهي مشكلة توفير القبور اللازمة لهؤلاء المتوفين، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار القبور في الصين بنسبة 30 % سنوياً . إذ يدفع أقارب المتوفى في بعض الأحيان أكثر من 165 ألف دولار من أجل دفن أحبائهم في مقابر المشاهير والمسؤولين. ونظراً إلى نقل أراضي الدفن في الصين، فقد زادت تكلفة الحصول على الملاذ الأخير .
عبيد القبور ويصل عدد المسنين الذين تجاوزوا ال 60 عاماً في الصين إلى 180 مليون شخص، معظم هؤلاء يشكلون مشكلة فعلية لأهليهم وذويهم في توفير القبور اللازمة لهم، والتي تضطر معها أحياناً بعض الأسر إلى بيع مقتنياتها الثمينة من أجل توفير القبر للمتوفى، وقد أدى الوضع إلى إيجاد مصطلح «عبيد القبور»، ويطلق هذا المصطلح على أولئك الذين يضطرون لإفقار أنفسهم في حياتهم من أجل دفن الميت من عائلتهم وجنازته الخاصة .
ارتفاع أسعار
نظراً للأماكن المحدودة للقبور في المدن والقرى الصينية، فقد ارتفعت أسعار المقابر بشكل خيالي، لتتجاوز بكثير أسعار الأراضي المعدة لبناء المنازل، وخاصة في المدن المزدحمة، حيث تجاوز سعر المتر المربع الواحد في مقابر العاصمة بكين إلى نحو 65 ألف دولار، ووصل في شنغهاي إلى أكثر من 30 ألف دولار، والأسعار مستمرة في الارتفاع . ووفقاً للخبراء، فإن مستوى الوفيات الحالي يشير إلى نفاد الأراضي المخصصة لدفن الموتى في الصين بعد 6 سنوات . البيان