نقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين أن سوريا وافقت على السماح لمحققي الأممالمتحدة بمقابلة وزير الخارجية فاروق الشرع بشأن التحقيقات في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وأضاف الدبلوماسيون أن دمشق لا تزال تبحث طلب المحققين مقابلة الرئيس بشار الأسد. وقالت مراسلة الجزيرة إن دمشق لم ترد على طلب لجنة التحقيق الدولية بشكل رسمي حتى الآن, لكن الموافقة قد تنسجم مع تصريحات سفير دمشق لدى الأممالمتحدة فيصل المقداد بأن الشرع مستعد لإجراء ذلك اللقاء. وأضافت المراسلة أن الشرع شدد خلال اجتماع حزبي على أن بلاده طالبت بتوقيع بروتوكول مع اللجنة الدولية لتحديد حدود وصلاحيات رئيس اللجنة, والتأكيد على أن لا يمس طلب اللجنة الدولية بالسيادة الوطنية. ويأتي هذا التطور بعد أن انتقدت سوريا الضغوط الأميركية المتصاعدة بشأن تحقيقات اللجنة الدولية. ورد المندوب السوري لدى الأممالمتحدة فيصل المقداد في تصريح للجزيرة بالهجوم على المندوب الأميركي جون بولتون. وقال المقداد إن بولتون معروف بمواقفه ضد الأممالمتحدة والعمل الدولي والقضايا العربية. ويستبعد المراقبون في دمشق موافقة الحكومة السورية على استجواب رسمي للأسد أمام اللجنة. وقال الكاتب الصحفي السوري أحمد الحاج علي في تصريح للجزيرة إنه لا نقاش حول موضوع الرئاسة السورية. وأوضح أنه لا يمكن القبول باستجواب رئيس البلاد، لكن في إطار التعاون مع اللجنة ورغبتها في الاجتماع بكبار مسؤولي الدولة يمكن عقد لقاءات رسمية فقط. وقال جون بولتون في تصريحات للصحفيين أمس "لا أحد يتمتع بحصانة من الالتزام بتقديم الشهادة إلى لجنة تحقيق قضائية شرعية"، متهما دمشق بعرقلة التحقيق والتلاعب بالأدلة وعدم إتاحة استجواب الشهود في الوقت المناسب. وأشار إلى أن قرار مجلس الأمن يطالب بإذعان كامل وغير مشروط للتحقيق الأممي، ملوحا باتخاذ ما وصفه بإجراءات إضافية. وفي نفس السياق أجرى الرئيس المصري حسني مبارك محادثات في باريس اليوم مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن مبارك بحث مع شيراك في قصر الإليزيه تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط لا سيما الملف السوري اللبناني في ضوء مطالب لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري باستجواب الرئيس السوري بشار الأسد ومسؤولين آخرين كبار. وعرض مبارك على شيراك نتائج محادثاته أمس مع العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز بشأن هذا الموضوع. جاء هذا التحرك بينما يصل اليوم إلى دمشق مبعوث سعودي رفيع المستوى. ويؤكد المراقبون قيام السعودية ومصر بجهود مكثفة لتخفيف الضغوط الدولية على دمشق وتجنب تصعيد الموقف بخطوات أخرى مثل العقوبات الاقتصادية أو الدبلوماسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد في تصريحات نقلتها صحيفة الأهرام شبه الرسمية إن مصر والسعودية تعتبران تعاونَ سوريا مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري "ضرورة لتجنيبها كل شر ومكروه وكل ضغوط دولية الجزيرة + وكالات