قال باحثون في جامعة بيتسبيرج Pittsburgh الأمريكية أنهم صنعوا لقاحاً ضد أنفلونزا الطيور أثبت حتى الآن نجاحه بنسبة مئة بالمائة في اختباره على الحيوانات. وقد أوضحت الاختبارات التي أجريت حتى الآن أن اللقاح منح حماية كاملة للدجاج والفئران، ووصفه الباحث أندريا جامبوتّو Andrea Gambotto بأنه "واعد جداً ليس فقط لأنه حمى الحيوانات حماية كاملة، والتي لولاه لكانت ماتت ، ولكن لأننا وجدنا أيضاً أن صيغة من صيغ اللقاح تنبه عدة خطوط مناعية ضد هذا الفيروس". وقد جرى تركيب اللقاح بهندسة فيروس شائع من فيروسات البرد وراثياً ، معروف باسم أدِينوفايروس adenovirus للتعبير إما كلياً أو جزئياً عن بروتين من بروتينات أنفلونزا الطيور يسمى هيماجلوتينين hemagglutinin (HA) على سطحه. ويسمح هذا البروتين والموجود على سطح جميع فيروسات الإنفلونزا للفيروس بالالتصاق بالخلية المصابة والقدرة على تسبيب عدة أمراض فالموت. وأنشأ الباحثون عدة ناقلات من أدينو فايروس، وهي فيروسات جرى تعديلها لتعمل كمركبة تسليم بالنسبة للأمشجة (الجينات) الغريبة أو الحِمض النووي DNA ، محتوية إما على المتوالية الوراثية الكاملة للبروتين HA أو متواليات لوحدات فرعية منه فقط. ثم اختبر الباحثون هذه اللقاحات المختلفة قليلاً فيما بينها بمقارنة أدائها بناقل من الأدينوفايروس غير محتوي على أمشجة H5N1 (ناقل فارغ) ؛ فماتت كل الفئران التي مُنِّعت (أكسِبت مناعة) بلقاح الناقل الفارغ في غضون من 6 إلى 9 أيام من تعرضها لإنفلونزا الطيور ، ولكن معظم الفئران التي مُنّعت باللقاح المحتوي إما على كل أو جزء من بروتين HA أظهرت فقط انخفاضاً بين متوسط وقصير في الوزن وصمدت حية أمام الإصابة بالفيروس H5N1 . وقال الباحثون: "إن الفرق في الاستجابة المناعية لفيروس إنفلونزا الطيور كانت عميقة جداً" ؛ فعلى الرُغم من أنهم استطاعوا عزل مستويات عالية من الفيروس المعدي H5N1 من عديد من الأعضاء في الفئران التي لُقّحت بالناقلات الفارغة ، وبدرجات متنوعة في الحيوانات التي لُقّحت بالناقلات المحتوية على وحدات جزئية من بروتين HA ، فقد عزلوا كميات صغيرة جداً فقط من فيروس إنفلونزا الطيور من الفئران التي مُنّعت باللقاح كامل المتوالية بعد الإصابة بثلاثة أيام. وبعد 6 أيام من الإصابة لم يستطع الباحثون رصد أي فيروس H5N1 في أعضاء الفئران الممنّعة باللقاح كامل المتوالية. ويأمل الباحثون في أنه لاحتواء اللقاح على فايروسات حية ، فإنه قد يكون أكثر تنشيطاً للمناعة من لقاحات إنفلونزا الطيور التي أُعدت بالوسائل التقليدية. وقال الباحث المساعد سايمون بارات Simon barrattإن قدرة هذا اللقاح المجمَّع recombinant على حث كلاً من الأجسام المضادة وخلية تي T ، تجعل المناعة المباشرة مشجعة بشكل بليغ ؛ وأضاف: إن هذا يعني أن هذا اللقاح يمكنه أن يحث عدة خطوط دفاعية ضد فيروس H5N1 مما يعطيه قيمة علاجية أعظم. والأكثر أهمية هو أنه يُنبئ بأنه حتى لو تحور الفيروس فمن المحتمل أن يظل اللقاح فعالاً ضده .. بشكل عام لسنا متأكدين حتى يحدث هذا. وقد أكدت التجارب الإضافية للقاح على الدجاج فاعليته رغم ما ظهر من أن التلقيح عبر الأنف أقل فاعلية من الحقن تحت الجلد. ولا يزال الباحثون غير متأكدين بعد من السبب في أن التعاطي تحت الجلد أكثر فاعلية من التعاطي الأنفي للقاح ، ولكنهم يأملون أن يكون السبب في ذلك هو أن الناقل من أدينوفايروس الذي استخدموه محدود العدوائية عن طريق الأنف والجهاز التنفسي. قال جامبوتو يبدو أن اللقاح جيد الفاعلية في تمنيع الدجاج ضد إنفلونزا الطيور ، والتلقيح واسع الانتشار لتجمعات الدجاج يمكن أن يقدم حائلاً جلياً دون انتشار هذا الفيروس. إضافة لذلك ، فإن اللقاح الجديد لا يتطلب الفترة الزمنية الطويلة المرتبطة باللقاحات التقليدية ، وهو ما يجعله مرشحاً جذاباً في منع انتشار الفيروس بين تجمعات المواشي ، ومن المحتمل بين الإنسان. وقد أوضح قائلاً: يستغرق الأمر منا أكثر قليلاً من شهر لتطوير لقاح من ناقل تجميعي recombinant بالمقارنة مع عدة أشهر كحد أدنى عبر الوسائل التقليدية ؛ وهذه القدرة بالذات ستكون بالغة القيمة إذا بدأ الفايروس في التحور بسرعة ، وهي الظاهرة التي غالباً ما تحد من قدرة اللقاحات التقليدية على احتواء طفرات السلالات المتحورة.