مشاورات السويد أخيراً أريد لها أن تبدأ, ونأمل ألاّ يكون العدوان ومرتزقته مازالوا متشبثين بأوهام اعتبارها فسحة لكسب الوقت أو مضيعته علهم ينجزون ما فشلوا في تحقيقه خلال سنوات حربهم الإجرامية القذرة الأربع.. ونأمل ألا يأخذهم زهو كاذب بفعل تصريحات وزيري خارجية ودفاع كبير تحالف عدوانهم ضد الشعب اليمنيأمريكا, لاسيما وأن هذه المشاورات لا تختلف عن سابقاتها في جنيف والكويت إن لم تكن أسوأ من حيث التصعيد بالساحل الغربي والحدود وكل الجبهات بالتزامن مع وصول المبعوث الأممي مارتن غريفيث وإقلاع الطائرة الكويتية بالوفد الوطني إلى ستوكهولم, في حين معيار الجدية في التوجه إلى حل سياسي هو وقف العدوان ورفع الحصار أو على الأقل التوقف عن اشتراطات مرجعياتهم الثلاث التي لم تكن إلا ذرائعاً لشن العدوان على اليمن بهدف تدميره وإبادة أبنائه واحتلاله وتمزيقه للهيمنة على موقعه الاستراتيجي والسيطرة على ثرواته, وتجزئة ماتبقى منه إلى كيانات ضعيفة متناحرة.. لقد كان واضحاً في كل المشاورات السابقة وفي هذه المشاورات أن تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الإسرائيلي يريد أن يحصل على ما عجز عنه في ميادين المواجهة مع أبطال الجيش واللجان الشعبية المنطلقة في ذودها عن حياض الوطن وسيادته ووحدته واستقلاله من أرضية صلبة مجسدة في تماسك الجبهة الداخلية, على طاولة المشاورات والتي هنا التسمية لها دلالاتها كونها لم تأخذ تسمية الحوار أو المفاوضات.. ومع هذا كله علينا في هذه المشاورات أن نأخذ في الاعتبار أن إطالة أمد الحرب ليس في صالح العدوان ومرتزقته, وأن الكثير من معطيات الأوضاع والظروف الداخلية والخارجية قد تغيرت, وأن حربهم العدوانية القذرة على شعبنا المسالم الصابر الصامد لم تعد منسية كما أرادوا لها, ولم يعد النظام السعودي الإرهابي قادراً على الاستمرار في شراء موقف النظام الدولي ومنظماته وإعلامه بعد أن انكشف طبعه الإجرامي وكذبه في جريمة خاشقجي والتي جاءت لتؤكد حقيقة جرائمه ضد أطفال ونساء وشيوخ اليمن واستخدامه ضدهم آخر ما أنتجته مصانع السلاح الأمريكية البريطانية والفرنسية والإسرائيلية بما فيها الأسلحة المحرمة دولياً, ولم يكتف بذلك, بل مارس عملية إبادة جماعية ممنهجة عبر حصاره المطبق والمستمر على شعبنا طوال سنوات عدوانه الوحشي الغاشم الذي لم يتعرض له شعب آخر عبر التاريخ كما هو حال النظام السعودي مع جريمة خاشقجي في قنصليته في اسطنبول, والتي أيضاً لم يعرف التاريخ مثيلاً لها.. اليوم وقد أبدى الشعب اليمني- ممثلاً بقواه الوطنية المواجهة لهذه الحرب العدوانية الكونية عليه- استعداده للسلام المشرف الذي يحفظ له سيادته ووحدة أراضيه واستقلاله وحرية وكرامة شعبه على المعتدي السعودي الإماراتي وتحالفهما ومرتزقتهما في الداخل أن يلاقوا يد السلام الممدودة في منتصف الطريق.. فالوقت كما بات واضحاً ليس في صالحهم, والمتغيرات التي يشهدها الداخل اليمني والمحيط الإقليمي والعربي والعالم والتي تنبئ بتحولات تسارع مؤشراتها لا تخطئها عين المتابع فما بالنا بالعقل السياسي المفكر.. فمشاريع الهيمنة الصهيونية الأمريكية على منطقتنا تتساقط كأوراق الخريف, واستراتيجية هيمنة الأحادية القطبية فشلت في السيطرة على العالم وبشائر نظام دولي جديد متعدد الأقطاب بات- بالنسبة لأكثر حلفاء أمريكا وثوقاً- أمراً واقعاً, ولم يعد أحد لا في أوروبا أو العالم يراهن على عولمة الأحادية القطبية عدا تلك الأدوات الغبية التي تشن الحرب على اليمن, وبالطبع نقصد النظامين السعودي والإماراتي ومن يسير في فلكهما المتهاوي إلى ثقب التاريخ الأسود بين أنظمة الجور والطغيان والبغي.. نحن نريد السلام الشامل والعادل والمشرف, ومستعدون- من أجل استقلال وطننا وعزة شعبنا- أن نذهب إلى آخر مدى في هذا المسار دون أن نتوقف عن مسؤوليتنا في الدفاع عن حقنا في الوجود أحراراً على أرض وطننا!!