أجرى توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الجمعة 5-5-2006 أكبر تعديل وزاري منذ توليه السلطة قبل تسع سنوات وعين وزير الدفاع جون ريد وزيرا للداخلية واستبعد جاك سترو وزير الخارجية. وقال مسؤولون ان وزيرة البيئة مارجريت بيكيت ستتولى وزارة الخارجية خلفا لسترو فيما سيستبعد من الحكومة وزير الداخلية تشارلز كلارك المتورط في جدل حول اطلاق سراح سجناء أجانب وعدم ترحيلهم. ولم يذكر المسؤولون على الفور من سيحل محل ريد بوزارة الدفاع. جاء ذلك بعد أن مني حزب العمال البريطاني برئاسة بلير بهزيمة مدوية في الانتخابات المحلية التي جرت الخميس 4-5-2006 في انكلترا, مؤكدا بذلك التوقعات الاكثر تشاؤما بخسارته اكثر من 200 مقعد، وتعرضه لنكسة فعلية في لندن في مواجهة حزب المحافظين. وبعد اعلان النتائج في 144 من اصل 176 مجلس محلي ضمن الانتخابات امس التي شملت 23 مليون ناخب في انكلترا حصرا, تبين ان العماليين فقدوا السيطرة على 13 مجلسا وخسروا 211 مقعدا لاعضاء المجالس المحلية, فيما فاز المحافظون برئاسة ديفيد كاميرون ب236 مقعدا في هذه المجالس وسيطروا على ثمانية مجالس جديدة. لكن هذه النتائج قد تظهر نكسة اكبر لحزب العمال اليوم الجمعة 5-5-2006 مع اعلان النتائج النهائية لا سيما في اخر 32 مجلسا في الاحياء اللندنية. وبعدما كان العماليون يسيطرون على 15 من هذه المجالس منذ 2002, خسروا ستة منها خلال الليل لا سيما هامرسميث وفولهام في غرب العاصمة وكامدن في الشمال. وكان حزب العمال يهيمن على هذين المعقلين منذ السبعينات. واحتفظ الحزب بالسيطرة على المجالس في منطقة شعبية جدا بجنوب شرق العاصمة لكنه خسر 11 مقعدا لصالح "بي ان بي", تنظيم اليمين المتطرف العنصري.وفي ما يشكل نكسة اخرى لحزب العمال في لندن, قد يخسر ايضا في احد معاقله, تاور هامليت, حي المهاجرين الباكستانيين والبنغاليين في شرق العاصمة. ويبدو ان حزب جورج غالاوي, النائب العمالي السابق الذي استبعد عن حزب العمال بسبب انتقاداته الشديدة لتوني بلير ومعارضته للحرب في العراق, سيفوز في هذه المنطقة. واذا كان المحافظون بزعامة رئيسهم الشاب ديفيد كاميرون (39 عاما) حققوا تقدما صباح اليوم الجمعة بفوزهم باكثر من 200 مقعد فان فوزهم ليس كاملا. ورغم حملة مكثفة في المدن العمالية الكبرى في شمال انكلترا, فانهم لم يتمكنوا من الحصول على اي مقعد في المجالس المحلية في مانشستر ونيوكاسل وليفربول, المعاقل التقليدية لحزب العمال او الليبراليين-الديموقراطيين. في هذا الوقت, اظهر استطلاع للرأي بثت نتائجه هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" اليوم الجمعة ان نصف البريطانيين (50%) يرغبون في مغادرة توني بلير داونينغ ستريت بحلول نهاية العام 2006 على ابعد تقدير. واعتبر 36% من الاشخاص الذين استطلعت آراؤهم ان بلير يجب ان يتخلى عن منصبه كرئيس للوزراء فورا مقابل 14% يرغبون برحليه قبل نهاية 2006 فيما اعتبر 23% انه يجب ان يبقى في منصبه حتى 2007 وبعد ذلك ان يسلم المهام لبراون. وكالات