في صعيد عدوان التحالف السعودي الاماراتي الغاشم على اليمن وما يحمله من اجندات واطماع استعمارية، تعد محافظة المهرة الواقعة في اقصى الشرق لليمن احد ابرز المناطق اليمنية ذات الاهمية الاستراتيجية والاقتصادية واكثرها جاذبية للاطماع الخارجية وبالاخص الاطماع السعودية التي تحولت خلال عدوانها على اليمن منذ نحو اربعة اعوام الى اهداف رئيسية تبحث عن تحقيقها.. زين العابدين عثمان حيث ركز النظام السعودي على كيفية السيطرة على هذه المحافظة الساكنة التي لم تطلها المعارك والدمار معززاً من تواجده بارسل التعزيزات العسكرية مطلع عام 2017 و2018م بصورة مكثفة وغير مسبوقة وذلك في صعيد خطوة اولية لتثبيت نفوذه وبسط سلطته الكاملة عليها وقد اتخذ خطوات اجرائية ثانوية منها شراء ولاءات من مشايخ واعيان ابناء المهرة وايضاً محاولة سحب السلاح منهم ومن السلطة المحلية وذلك لافراغ المهرة من اي تهديد او مقاومة.. طبعا هذا الحراك السعودي كان ذو زخم كبير جداً سرعان ما خرج من الاكمة الى العلن وافتضحت تفاصيله ومساراته اعلاميا وسياسيا وقد تسبب بشكل دراماتيكي الى انفجار مظاهرات المجتمع المهري التي انطلقت مطلع العام الماضي والتي ما تزال الى اليوم يضج فيها هذا المجتمع معارضاً ومندداً بتواجد القوات السعودية وبمشاريعها الاستعمارية التي باتت واضحة المعالم.. المهرة الاهمية الجغرافية والاستراتيجية: تمتلك المهرة أهمية بالغة في العمق الاستراتيجي على جغرافيا اليمن، حيث تعد ثاني أكبر محافظة يمنية من حيث المساحة بعدحضرموت، وتتمتع بميناء استراتيجي مهم يدعى نشطون وايضا منفذان حدوديين مع سلطنة عمان صيرفت وشحن اللتين يعززان رصيدهما الحيوي والاقتصادي، كما انها تمتلك أطول شريط ساحلي يمني يطل على البحر العربي حيث يقدر طوله ب560 كيلومتر وهو رقم ذهبي اذا ما اسقط على الموقع الجغرافي للمحافظات الساحلية اليمنية المتبقية. طبيعة اطماع السعودية بالمهرة: في خضم الاطماع المترامية الاطراف للسعودية في محافظة المهرة وطبيعة تفاصيلها الجيوبليتيكية تعد متعددة ومختلفة الاقطاب منها مايمس التآمر السعودي على سلطنة عمان ومنها ما يعمل على تقسيم وتفتيت اليمن ولكن الابرز والمشهور فيها هو ما يسمى «بمشروع القرن السعودي» الذي هو في الاساس القناة المائية المسماه بقناة سلمان التي تربط الخليج ببحر العرب والذي كشف الستار عن تفاصيلها قبل عام ونصف على وسائل الاعلام حيث اكد رئيس مركز «القرن العربي» للدراسات في الرياض سعد بن عمر، عن إعتزام السعودية انشاء مشروع قناة بحرية تعد الاكبر من نوعها في المنطقة تمتد من الاراضي السعودية وتحديداً من خور العديد الى صحراء الربع الخالي مروراً بمحافظة المهرة اليمنية، حيث تمتد في الاراضي السعودية بطول 630 كيلومتر، اما في المهرة اليمنية فتمتد 320 ليكون طولها الإجمالي 950 كم، وقد اختيرت المهرة في احتضان هذا المشروع الضخم كونها اقرب نقطة تصل الاراضي السعودية والخليجية ببحر العرب. هذا المشروع العملاق الذي تحدث عنه بن عمر والذي تصل كلفته الى اكثر من 80 مليار دولار في دراساته الاولية انما هو انعكاس واضح لاحد ابرز مشاريع السعودية الاستعمارية على اراضي الجنوب اليمني وبالاخص في محافظة المهرة فمن هذه الواجهة والتفصيل المعلوماتي عن هذا المشروع فالمؤكد ان السعودية بتركيز ثقلها العسكري بالمهرة قد بدأت فعلاً بتنفيذ هذا المشروع.. الذي له وقعه ودلالاته الجيوسياسية الممتدة الى الساحة الاقليمية وتحديداً الصراع السعودي الايراني الذي ارتفعت وتيرته في الفترات الاخيرة لتصل الى مستويات تبادل التهديدات واغلاق مضيق هرمز من قبل ايران امام ناقلات النفط السعودية، بالتالي هذا ما عزز فكرة اندفاع السعودية من واقع هذا المشروع الى ايجاد ممر مائي مختصر يوصل صادراتها النفطية الى البحر العربي ليكون بديلا عن الطريق البحري الذي يمر عبر مضيق هرمز الذي تتحكم فيه ايران لذا فاهمية هذا المشروع تزداد مع ارتفاع العداوة السعودية ضد ايران ومع تزاوج المصالح الاسرائيلية الامريكية السعودية المناهضة لايران ومحور المقاومة في المنطقة..