تعد جبهات ما وراء الحدود في قطاع عسير السعودية تحديدا من أكثر الجبهات ذات الصفيح الساخن حيث تدور فيها معارك طاحنة بين قوات الجيش واللجان الشعبية التي تنفذ عمليات هجومية وبين الجيش السعودي ومرتزقته، وتعتبر جبهة //علب// في طليعة الجبهات الملتهبة وضراوة المعارك التي تدور فيها على مدار الساعة تفوق أحيانا في شدة أصعدتها العسكرية ما يجري في جبهات الساحل الغربي ،وذلك نتيجة الأهمية الاستراتيجية التي تتربع عليها جبهة علب . وقد سعى النظام السعودي خلال العامين الماضيين بجبهة علب لحشد جوار جيشه الآلاف من المقاتلين المرتزقة اليمنيين وأيضا من قوات الجنجويد السوداني حيث حشد نحو 12 لواء من المرتزقة -اللواء 102 قوات خاصة واللواء الخامس حرس حدود واللواء 143 حرس حدود ولواء الحزم وغيرها من الألوية وتم تجهيزهم بأفضل وافتك انواع الأسلحة العسكرية ، وقد ألقى بكل تركيزه وثقله عبر هذه القوة الكبيرة على هذه الجبهة محاولا الاختراق والنفوذ الى تخوم محافظة صعدة وقد عمد الى فتح ثلاث جبهات إضافية وهي “جبهة علب “والربوعة “ وجبهة مجازة عسير مستندا بذلك الى تكتيكات وخطط حربية يضعها مستشارون وخبراء أمريكيون وأجانب . لكن مر الوقت ومرت الأيام وحتى السنوات ولم تتزعزع قوات الجيش واللجان الشعبية من مكانها فالاستراتيجيات الدفاعية -الهجومية التي تعمدها في واقع عملياتها استطاعت امتصاص واحتواء الهجمات الارتدادية الكبيرة الذي ينفذها الجيش السعودي ومرتزقته بجبهة علب والجبهات المجاورة لها الى اليوم رغم التغطية الجوية المكثفة. وكانت النتائج عكس ما كان يرجوها النظام السعودي فلا قواته تقدمت بمنفذ علب ولا استطاعت حتى ان تحتفظ بمواقعها التي تتموضع عليها إذ ان قوات الجيش واللجان استطاعت ان تبتكر طرق وتكتيكات عسكرية استنزافية أفقدت الجيش السعودي ومرتزقته تركيزه وقوته وكذلك المبادرة حيث توزعت المهام بين فرق تتصدى لزحوفات وهجمات العدو من جهة ومن جهة أخرى هناك فرق أخرى تشن هجمات معاكسة ونوعية وهي استراتيجية تتضمن الدفاع والهجوم في نفس الوقت لها تأثيرها الخاص على العمق الاستراتيجي وفي صعيد استنزاف العدو وإلحاق الهزيمة المدمرة بقواته، ففي الفترة الأخيرة تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية من إسقاط بعض المواقع الاستراتيجية بجبهة علب وإحراز تقدمات كبيرة نحو العمق السعودي فضلا عن نشر حالة اليأس والإحباط في صفوف مرتزقة الجيش السعودي. بالتالي فجبهة علب وجبهات عسير ومنذ دخولها حقل العمليات العسكرية لقوات الجيش واللجان الشعبية مطلع الثلاثة أعوام السابقة الى اليوم فهي لا تزال جبهات.. اليد العليا فيها لقوات الجيش واللجان الشعبية .