تظاهرت مئات النساء في عدة عواصم أبرزها باريسوبرلين وواشنطن، أمس، ضد استمرار اعتقال السعودية ناشطات حقوق الإنسان، وذلك تزامناً مع اليوم العالمي للمرأة، مطالبات بالإفراج عنهن. وفي باريس، نظمت منظمة العفو الدولية (أمنستي) وقفة أمام السفارة السعودية، احتجاجاً على استمرار اعتقال المملكة نشطاء حقوق الإنسان، وبينهم تسع نساء ورجل، وفي برلين نظمت ناشطات مهتمات بحقوق المرأة وقفة تضامنية مع المعتقلات في السعودية وعلى رأسهن لجين الهذلول. وأعدت 54 منظمة حقوقية حول العالم، خطابا تضامنا مع المدافعات السعوديات عن حقوق الإنسان المحتجزات خلف أسوار سجون المملكة، مؤكدة أنهن يكابدن صنوف التعذيب الجسدي عقابا على دفاعهن عن كرامة وحقوق المرأة السعودية.وتم إرسال الخطاب لأكثر من 30 وزير خارجية، حثّ الدول الأعضاء بمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة على تبني مطلب الإفراج الفوري غير المشروط عن المدافعات السعوديات المحتجزات، وإنشاء آلية أممية لمراقبة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بشكل عام وحقوق النساء بشكل خاص في المملكة، وذلك خلال الجلسة ال40 للمجلس المنعقدة حاليا بمقره في جنيف. وطالبت (أمنستي) السلطات السعودية بإطلاق سراح الناشطات المعتقلات لجين الهذلول، وإيمان النجفان، وعزيزة اليوسف، ونسيمة السادة، وسمر بدوي، ونوف عبد العزيز، وهتون الفاسي، وأمل الحربي، وشدن العنزي، بالإضافة إلى الناشط محمد البجادي. وحملت المشاركات في الوقفة مجسمات لعدد من الناشطات السعوديات المعتقلات، ولافتات يدعو بعضها سائقي السيارات التي تمر أمام مبنى السفارة السعودية في باريس لإطلاق منبهات سياراتهم تعبيرا عن تضامنهم مع قضية هؤلاء الناشطات المعتقلات. يصادف الثامن من شهر مارس من كل عام، اليوم العالمي للمرأة، حيث يحتفل العالم بالنساء، وتاتى تلك الذكرى هذا العام في الوقت الذي تواصل فيه السلطات السعودية اعتقال العشرات من النساء بسبب آرائهن. ويأتي بيان منظمة العفو الدولية بعد يوم من صدور بيان وقعته 36 من الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف يندد بانتهاكات حقوق الإنسان في المملكة، ويطالب بالإفراج عن الناشطين والناشطين المعتقلين بسبب دفاعهم عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة.وأكدت تقارير متطابقة تعرض عدد من الناشطات المعتقلات منذ نحو عشرة أشهر لانتهاكات خطيرة تشمل التعذيب والتهديد بالاعتداء الجنسي، وتم ذلك أحيانا تحت إشراف سعود القحطاني المستشار السابق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان. مزيد من الانتهاكات في غضون ذلك كشف وليد الهذلول شقيق الناشطة لجين الهذلول عن مزيد من الانتهاكات الجسدية والنفسية التي تعرضت لها شقيقته في محبسها، قائلا ان السلطات السعودية لجأت إلى عرض شقيقته على طبيب نفسي في محاولة منهم لتجاوز آثار التعذيب الذي تعرضت له، منذ اعتقالها . جاء ذلك في مقال كتبه وليد الهذلول لصحيفة “الغارديان” البريطانية ، والذي حمل عنوان “أختي في السجن السعودي ..وجريمتها: المطالبة بحقوق المرأة” حيث كشف وليد، عن فصل جديد لمعاناة شقيقته داخل محبسها، لافتا إلى أنها أخبرتهم أن سلطات السجن اصطحبوها مؤخرا إلى طبيب نفسي لمساعدتها على التعافي من التعذيب الذي تعرضت له. وأضاف: في الجلسة الأولى، أغمي عليها (لجين) عندما بدأت تتحدث عن الصدمة التي عانت منها”، كاشفا أنه في الزيارة الثانية، تم اصطحابها، وهي معصوبة العينيين، ومثبته على الكرسي. وأوضح وليد أن لجين المعتقلة منذ مايو الماضي، أخبرتهم أنها “تعرضت للتعذيب والصعق الكهربائي والتحرش الجنسي ، واعتدى عليها المحققون الذين حاولوا نزع ملابسها ، وشتموها ووصفوها ب"العاهرة" ، كما وجد أحد المحققين جالسا إلى جانب فخذها وهي نائمة”. وأضاف: “الحكومة السعودية تزعم أن الحديث عن التعذيب لا أساس له، لكنها لا تستطيع تقديم أدلة عن عدم حدوثه، لأنها لم تسمح لأطراف مستقلة بزيارة السجن”. ووصف شعوره بقرار تعيين الأميرة ريما بن بندر أول سفيرة سعودية في الولاياتالمتحدة، ب”الارتباك”، متسائلا: “هل كان الغرض تحقيق إصلاح للمرأة وتقويتها؟”. وأضاف: “عندما أنظر وأرى الكثير من داعيات حقوق المرأة قابعات في السجن، فلا يمكن تصديق هذا الأمر، ولو أرادت البلاد الإصلاح فيجب الإفراج عن شقيقتي”. وواصل “وليد” أسئلته، وقال: “كيف سنحقق المساواة للمرأة عندما نسمح بموت المدافعات عنها في السجن؟ اعتقالات بلا محاكمات وتعليقا على إعلان النائب العام السعودي سعود المعجب، عن تقديم “لجين”، وعدد آخر من الناشطات المعتقلات، للمحكمة، بتهم “تتعلق بزعزعة الاستقرار الوطني والتعامل مع كيانات أجنبية”، لفت “وليد”، إلى أن هذا الأمر جاء بعد إجبار “لجين”، على التوقيع على “طلب عفو ملكي للإفراج عنها”. وتساءل :“ كيف حاولت زعزعة استقرار الأمن القومي، ومن هذه الكيانات الأجنبية؟.. فالذنب الوحيد الذي ارتكبته شقيقتي هو حماية المرأة”. ودعا وليد، إلى الحديث عن لجين وباقي الناشطات “اللاتي دفعن الثمن الباهظ للدفاع عن حق المساواة للمرأة، ولإظهار قوة الناشطات عندما يقفن معا”.