عن ثلاثية سبتمبر والجمهورية والإصلاح    هل نبدو نخبة يمنية سلبية في هذا الزمن؟!    الأمم المتحدة تعلن إحصائية للاجئين وطالبي اللجوء اليمنيين في الأردن    الأمم المتحدة تعلن إحصائية للاجئين وطالبي اللجوء اليمنيين في الأردن    النائب حاشد يغادر المستشفى في نيويورك    سريع يعلن عن أربع عمليات عسكرية في فلسطين المحتلة    خبير في الطقس يتوقع هطول أمطار غزيرة على عدة محافظات يمنية    أحمد فتحي .. العود الذي غنّى اليمن للعالم وخلّد الوطن في الذاكرة    حملة نظافة في مأرب بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف    بيان البنك المركزي بعدن.. دفاع مرتبك أم هروب من المسؤولية؟    مساء الغد.. المنتخب الوطني تحت 23 عاما يواجه سنغافورة في التصفيات الآسيوية    مجازر جديدة للاحتلال الإسرائيلي وارتفاع عدد ضحايا التجويع بقطاع غزة    الداخلية تصدر 12 توصية والتزام لفعاليات المولد النبوي    مجلس الوزراء السعودي يجدد التزام المملكة بتحقيق سلام عادل وآمن وشامل في الشرق الأوسط    عدن: تناقض السلطات في مواجهة البعوض والأمطار وشبهات باجندات خفية    إب.. الإفراج عن 282 سجينًا بمناسبة المولد النبوي    في مشهد مناقض للقيم.. عناصر حوثية تعتدي بعنف على موظفة في منتجع سياحي بإب    هيئة مكافحة الفساد تنعي رئيس حكومة التغيير والبناء وعدد من رفاقه الوزراء    حماس: حكومة المجرم نتنياهو تُشنّ حربًا شاملة على المدنيين الأبرياء خاصة في غزة    اختتام دورة بهيئة المواصفات حول متطلبات كفاءة مختبرات الفحص والمعايرة    نادي الصمود الرياضي ينظم ماراثون ل 100 معاق من منتسبي القوات المسلحة    اليمن يشارك في دورة الألعاب الآسيوية الثالثة للشباب    انتقالات الدوري الإنجليزي.. أرقام قياسية في اللحظات الأخيرة    من الاجتياح إلى التحرير.. قصة جيش الجنوب الذي لم يُكسر    محافظ العاصمه عدن بزياره خاصة الى منزل الموسيقار احمد بن غودل    تواصل حملة رفع مخلفات المنخفض الجوي في التواهي بعدن    ذمار .. استكمال كافة التجهيزات الخاصة بالفعالية المركزية للاحتفاء بالمولد النبوي    مسيرة ضوئية بذماراحتفالا بالمولد النبوي    ابتكار ياباني يستعيد نمو الأسنان    غرق شابين في إحدى برك المياه بتريم    فريق التوجيه والرقابة الرئاسي يتفقد مستشفى زنجبار ومركز معالجة الإسهالات    القطيبي ربح 10 مليون دولار في يوم الاحتيال والباقي للحوثي وتجار القات والخضار    البنك المركزي اليمني والمؤامرة على أموال المواطنين    64 دقيقة تقود نعومي إلى ربع النهائي    العمليات البحرية اليمنية تثير دهشة وقلق الغرب    القائم بأعمال رئيس الهيئة وعدد من أعضائها يزورون اسرة الشهيد القاضي مجاهد احمد عبدالله    حرب غزة تؤثر على نفوذ إسرائيل في الكونغرس الأميركي    بلجيكا: سنعترف بفلسطين ونعاقب إسرائيل    «فلاشينج ميدوز».. إيجا الأصغر في ربع النهائي    عدن... انقطاعات الكهرباء تجبر النيابة العامة على دفن عشرات الجثث مجهولة الهوية    الصلاحي: اليمن بحاجة إلى خارطة طريق تنفذها تنقذها من ضلال النخب والوعي الزائف    من أئمة الزيدية إلى وريثهم الحوثي.. الفوضى واستدعاء الحروب شرط البقاء    المبعوث الأممي: اليمن لا يمكن أن يصبح ساحة لصراع جيوسياسي أوسع نطاقاً    رسالة عاجلة إلى الحكومة.. مهندس الاقتصاد .. نسخة لا تتكرر    محافظة شبوة تُحيي ذكرى المولد النبوي الشريف    وفاة الأمين العام للاتحاد اليمني لألعاب القوى عبيد عبود عليان    على هامش الذكرى.. إشهار كتاب "ثوار في رحاب الله" وزارة الثقافة وهيئة الكتاب تُحييان الذكرى ال26 لرحيل الشاعر الكبير عبدالله البردوني    الحليب كامل الدسم.. متى يشكل خطرا على الكبد؟    بشرى النبوة    آن الأوان أن نقرأ البردوني كاملاً، لا أن نختزله في الشعر وحده    اشهار كتاب ثوار فى رحاب الله للبردوني    الرئيس الأمريكي كارتر يزور الصحفي بن سميط في منزلة بشبام    بعد 1500 عام.. حل لغز أول جائحة في التاريخ من مقبرة جماعية في الأردن    يا سر الوجود.. لولاك ما كان قدرٌ ولا إسراءٌ ولا دنيا    ترييف المدينة    إغلاق 10 منشآت طبية وصيدليات مخالفة في مأرب    عظمة الرسالة المحمدية وأهمية الاحتفال بالذكرى العطرة لمولده الشريف    مشروع الطاقة الشمسية.. كيف نحافظ عليه؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ارتدادات الصمود اليمني على اقتصاد دولتي العدوان:الإمارات والسعودية على شفير الهاوية
نشر في 26 سبتمبر يوم 26 - 05 - 2019

لقد باشرت دولتا العدوان عدوانهما الغاشم على اليمن قبل أكثر من أربعة أعوام ظنًّا منهما أن اقتصادهما القوي سيمكنهما من كسر إرادة الشعب اليمني والوصول به إلى حالةٍ من الاستسلام والإذعان لما يملى عليه من شروط من شأنها الانتقاص من السيادة الوطنية، لكنهما تفاجأتا بصمود أسطوري يزداد صلابة للعام الخامس على التوالي.
وقد أدت أربعة أعوام ونيِّف من العدوان الباهض الكلفة إلى التآكل التدريجي لاقتصاد البلدين القوي الذي بات في الوقت الراهن موشكًا على التهاوي..
تقرير/ عبدالسلام التويتي
الاقتصاد السعودي ومأزق التخلص من العمال الأجانب
يقدر عدد المقيمين والعاملين من الجانب بحوالي 5 ملايين شخص. وتأتي مطالبة الوزارة هذه بعد خطوات تقلل من حوافز العمل مثل قانون تحصيل ضريبة على المرافقين للعمال الأجانب اعتبارا من صيف 2017 بقيمة 25 يورو عن كل شخص. ومن المقرر رفع قيمة الضريبية 4 أضعاف لتصل إلى 100 يورو بحلول 2020 حسب وكالة بلومبرغ للأنباء. ومن شأن ضريبة كهذه أن تدفع الكثيرين للرحيل كونها ستؤدي إلى تآكل قسم هام من مداخيلهم التي يتراوح معدلها لدى القسم الأكبر منهم بين 2000 إلى 2500 يورو شهريا للعامل الواحد. الجدير ذكره أن عدد الأجانب في السعودية بين عامل ومقيم يقدر بحوالي 10 ملايين شخص غالبيتهم من الهند والفلبين وباكستان ومصر ولبنان. كما أن قسما كبيرا منهم ولد وترعرع في السعودية.
ربع الشباب يعانون البطالة
تهدف الحكومة السعودية من خلال تشديد القيود على العمال الأجانب إلى إحلال العمال السعوديين مكانهم وتخفيض نسبة البطالة في صفوفهم إلى أقل 9 بالمائة بحلول 2020. وتقدر نسبة البطالة الرسمية في المملكة حاليا بأكثر من 12 بالمائة. وتذهب تقديرات غير رسمية إلى القول بأنها تصل إلى 25 بالمائة أو أكثر في صفوف الشباب. ويبدو قطاع الدولة الذي يشغل ثلثي السعوديين العاملين غير قادر على استيعاب العمالة المحلية الفائضة بسبب تراجع أسعار النفط وتزايد عجز الموازنة العامة الذي يؤدي إلى التقشف وتراجع الانفاق على المشاريع الحكومية. وهكذا فإن الحكومة تعول على القطاع الخاص لخلق ملايين الوظائف لقوة العمل السعودية خلال سنوات قليلة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو، كيف للسعوديين أن يحلوا مكان الملايين من العمال الأجانب في القطاع الخاص خلال فترة قصيرة في وقت لا يتمتعون فيه بالتأهيل والخبرة، لاسيما وأن نظام التعليم السعودي ما يزال يغلب عليه الطابع النظري والتركيز على التعاليم الدينية والتاريخية دون المواد العلمية والتطبيقية.
في السعودية يريد ولي العهد نقل بلاده إلى عصر ما بعد النفط عبر إصلاحات غير مسبوقة تولي القطاع الخاص الدور الريادي في التنمية. لكن السؤال هو: كيف لهذا القطاع القيام بالدور المرتجى منه في ظل قوانين الاستثمار السائدة؟
أسعار النفط و«السعودة» تطارد العمالة الأجنبية
من جهة أخرى يعتمد القطاع الخاص بنسبة تصل إلى 80 بالمائة أو أكثر على العمال الأجانب الذي يشتغلون بشكل شرعي أو غير شرعي. ويعمل القسم الأكبر منهم في مجالات تعوّد غالبية السعوديين على ازدرائها لأنها من وجهة نظرهم لا تليق بهم مثل أعمال النظافة والمطاعم والفنادق والخدمات المنزلية. أما القسم الآخر فيشكل عماد قوة العمل في البناء والصناعة والتجارة والنقل الصيانة والخدمات الصحية. ومن هنا فإن الاستغناء عن الملايين منهم بسرعة سيعرّض قطاعات بكاملها للانهيار، ويخشى الكثيرون من أن ذلك سيحول دون تحقيق أهداف «رؤية 2030» الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل وتقليص الاعتماد على النفط. وعلى ضوء ذلك يمكن تفسير مخاوف وشكاوي رجال أعمال سعوديين مؤخرا من سياسات الحكومة الحالية التي أدت حسب قولهم إلى تراجع أعمالهم بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل والطاقة وانخفاض القوة الشرائية للسكان حسب وكالة رويترز للأنباء.
الجدير ذكره أن الشركات الخاصة الملتزمة بتشغيل النسبة المطلوبة من العمال السعوديين تشتكي من تدني إنتاجية هؤلاء وتخلف الكثيرين منهم عن الدوام والقيام بمهامهم بشكل يعرقل سير العمل ويرفع تكلفته. على الصعيد الخارجي سيعرّض الاستغناء عن العمال الأجانب علاقات السعودية مع دول كثيرة بينهم مصر والسودان ولبنان للتوتر، لأن عودتهم ستشكل ضغطا كبيرا على سوق العمل في بلدانهم. كما تحرم الأخيرة من تحويلات بمليارات الدولارات سنويا. وهو أمر قد يهدد الاستقرار الاجتماعي والسياسي فيها.
هآرتس: السعودية تواجه عجزا ماليا يهدد بفشل خطط ابن سلمان
كشفت صحيفة هآرتس العبرية أن السعودية تعاني من صعوبة كبيرة في توفير الدعم المالي اللازم لتنفيذ الخطط والمشاريع التي أقرت ضمن رؤية ولي العهد محمد بن سلمان «2030».
ونقل الكاتب في الصحيفة تسفي برئيل عن رجل اقتصاد يعمل في شركة استشارات دولية تقدم خدماتها لوزارات الحكومة السعودية قوله إن هناك فجوة مالية كبيرة تقدر بمئات المليارات من الدولارات بين رؤية وزير العهد السعودي وبين التنفيذ الفعلي للمشاريع.
وبحسب الاقتصادي الذي لم تكشف الصحيفة هويته، فإنه من غير الواضح من أين سيأتي ابن سلمان بمليارات الدولارات المطلوبة وبكوادر سعودية مدربة لتنفيذ هذه الخطط، التي تشمل ضمن أمور أخرى إقامة مدينة المستقبل «نيوم» التي ستمتد على ثلاث محافظات.
وبحسب المعطيات العلنية، قال برئيل إن حجم الاستثمارات الأجنبية في البورصة السعودية، انخفض من 5.07 في المئة في أيلول/ سبتمبر إلى 4.7 في المائة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، ما يعني أن المملكة تفقد سحرها في نظر المستثمرين الذين يبحثون عن أسواق مالية جديدة، و آمنة، وواعدة أكثر.
ورأى برئيل أن السببين الرئيسيين في تراجع السعودية ماليا يعود إلى قضيتي قتل الصحافي جمال الخاشقجي، وإطالة مدة الحرب في اليمن، إضافة إلى عدم اليقين بخصوص مكانة محمد بن سلمان، الذي كان يمثل القاطرة التي يتوقع أن تسحب قطار التطوير الضخم.
وقال الكاتب الإسرائيلي، إن الملك سلمان يدرك جيدا كما يبدو الضرر الذي تسبب به ابنه في قضية خاشقجي، لذلك فقد قرر تعيين إبراهيم عساف وزيرا للخارجية بدلا من عادل الجبير المتماهي مع الحملة الدعائية الفاشلة للمملكة في هذه القضية.
وأضاف: «عساف صاحب تجربة كبيرة في إدارة العلاقات الدولية، ومعروف جيدا في مؤسسات التمويل، وتعيينه يمكن أن يدل على أن المملكة ليست غير مبالية بالعاصفة الدولية. وهو (عساف) كان من بين المعتقلين الكثيرين الذين اعتقلوا في نهاية 2017 في فندق ريتس كارلتون بأمر من محمد بن سلمان، من أجل ابتزاز مليارات الدولارات منهم مقابل ما اعتبره استغلال موارد الدولة لمصالحهم الشخصية، وقد تم إطلاق سراحه بدون توجيه اتهام ودون أن يضطر مثل الآخرين إلى التخلي عن أمواله».
وشدد برئيل على أن التعيينات الجديدة في المملكة تشير بشكل عام إلى أن الخلافات الداخلية حول إدارة الدولة، لا يمكنها وحدها إحداث الإصلاحات، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل للسعودية وفروع التشغيل فيها وتقليص اعتمادها على النفط.
ولفت إلى أن أحد مراكز القلق المزمنة هو البطالة في أوساط السعوديين، التي حسب الرؤيا يجب أن تنخفض إلى 9 في المئة خلال سنتين. لكهنا تواصل الارتفاع، ووصلت إلى 12.9 في المئة وإلى 30 في المئة في أوساط الشباب. وهو ما دفع الحكومة للبدء بسعودة الوظائف وفرض شروط مشددة على المشغلين لتطبيق ذلك.
لكن هذه الخطط جاءت بنتائج عكسية حيث أدت إلى اضطرار مشغلين إلى إغلاق جزء من مصالحهم التجارية لأنهم لم ينجحوا في تجنيد عمال سعوديين بتكلفة معقولة. ونتيجة لذلك فإن تشغيل العمال السعوديين أضر بقطاع العمل الخاص الذي يعتمد عليه ولي العهد عند تخطيطه لمصادر التمويل لخططه الاقتصادية.
وشدد برئيل على أن خطط ابن سلمان لتنويع مصادر دخل الدولة تبين أنها منيت بالفشل بعد أن تبين أن نشاط السوق السعودية (بدون النفط) صنف السنة الماضية على أنه الأسوأ منذ ثماني سنوات.
الاقتصاد الإماراتي نحو الانهيار
تحاصر مؤشرات الانهيار الشامل الاقتصاد في دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل أزمة تلاحق العقارات والبنوك وكبرى شركات الطيران إضافة إلى سوق الأسهم الرئيسية في الدولة وادراج الاتحاد الاوروبي الإمارات في القائمة السوداء لدول الملاذات الضريبية.
وقد أعلنت وكالة موديز للتصنيف الائتماني إن ضعف قطاع البناء والعقارات في الإمارات سيؤثر في إقراض البنوك للأفراد والشركات.
وذكرت موديز أن مبعث قلقها من ارتفاع خسائر القروض يعود إلى تراجع التدفقات النقدية الناجمة عن صعود أسعار الفائدة إلى جانب تضرر القطاع العقاري.
وتوقعت أن يؤثر الركود في هذا القطاع على التزام المقترضين بسداد أقساط قروضهم خلال فترة تتراوح بين 12 شهرا و18 شهرا.
وأشارت موديز إلى أن ارتفاعا طرأ على القروض الموجهة للقطاع العقاري خلال فترة تراجع الطلب، مما أدى إلى زيادة المعروض.
وتتراجع أسعار العقارات السكنية في دبي منذ 2014 متأثرة بزيادة العرض وضعف الطلب، مما يدفع شركات التشييد والهندسة لخفض الوظائف وتعليق خطط التوسع.
وزاد الإقراض لقطاع العقارات إلى 20% من إجمالي الإقراض في نهاية 2018 ارتفاعا من 16% في 2015.
وقالت موديز: “إن هذا التوسع السريع في الإقراض عمق مديونية قطاع البناء والعقارات، مما يزيد انكشافه على ارتفاع محتمل في تكاليف التمويل أو شح في السيولة”.
وأضافت أن البنوك تملك بشكل عام أدوات للتحوط ضد المخاطر التي قد تنجم عن خسائر القروض.
كما أظهر تقرير صادر عن الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء في وقت سابق من مارس الجاري أن معدل التضخم في الامارات دخل النطاق السالب على أساس سنوي، مسجلاً 2.39 في المائة خلال يناير الماضي. ويأتي تسجيل التضخم معدلات سلبية لأول مرة منذ عام 2017، وفق البيانات المتاحة من الهيئة الاتحادية.
والتضخم السالب يشير -وفق تصنيف المؤسسات المالية الدولية، ومنها صندوق النقد الدولي- إلى تراجع النشاط الاقتصادي وتراجع الائتمان بسبب انخفاض المعروض النقدي، ما يؤثر بشكل ملحوظ على الإنتاج ويدفع للركود ويزيد من معدلات البطالة والتعثر المالي.
وأشار التقرير، الذي نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” جزءًا منه في منتصف فبراير الماضي، إلى أن بريق دبي التي كانت في السابق من أهم مراكز الجذب العقاري في العالم، خاصة بالنسبة للأثرياء، بدأ يخفت، في الآونة الأخيرة.
وحسب الوكالة، فإن دبي كانت المدينة الأسوأ أداءً من حيث أسعار العقارات، خلال العامين الماضيين.
في هذه الأثناء أعلن طيران الاتحاد الإماراتي تكبده خسائر للعام الثالث تواليًا في 2018، ملقيًا اللوم على تحدي أوضاع السوق وزيادات في أسعار الوقود.
وقالت الشركة الإماراتية، ومقرها أبوظبي، إن صافي الخسائر تقلص إلى 1.28 مليار دولار العام الماضي، من 1.52 مليار دولار في 2017.
وأضافت أن إجمالي إيرادات الشركة العام الماضي تراجع بنسبة 2.4%، لتبلغ 5.86 مليارات دولار هبوطًا من 6 مليارات دولار قبل ذلك بسنة.
ونقلت الشركة 17.8 مليون مسافر العام الماضي، انخفاضًا من 18.6 مليونًا في 2017.
كما أنهت الشركة العام الماضي بإجمالي عدد طائرات 106، مقارنة ب115 طائرة في 2017، رغم تسلمها 8 طائرات جديدة العام الماضي.
وذكرت في بيانها اليوم أنها أوقفت في 2018 عددًا من الرحلات إلى مدن مثل؛ طهران، وجايبور (الهند)، وعنتيبي (أوغندا)، ودالاس، وفورت وورث، ودكا، ودار السلام، وإدنبرة.
وكانت شركة طيران الاتحاد الإماراتية تكبدت خسائر بقيمة 1.87 مليار دولار في 2016؛ نظرًا لتراجع قيمة أصولها وضعف عائدات استثماراتها في شركتي أليطاليا وإير برلين.
وفي السياق سجلت بورصة أبوظبي الإماراتية أسوأ أداء على مستوى العالم حتى الآن في شهر مارس/ آذار الجاري، بعد أن مُني مؤشرها الرئيسي بأطول سلسلة خسائر على الإطلاق، وعقب هبوطه 0.9% نهاية الأسبوع الماضي مواصلاً رحلة هبوطه يومًا عاشرًا على التوالي.
وانخفض المؤشر العام لسوق أبوظبي للأوراق المالية، اليوم، مسجلاً أطول سلسلة خسائر له على الإطلاق، بعد أن واصل انخفاضه لجلسة عاشرة، مع مواجهة “بنك أبوظبي الأول”، أكبر سهم مُدرج في المؤشر، ضغوطًا من منافسيه الأكثر جاذبية.
ومنذ بداية الشهر الجاري، انخفض مؤشر سوق أبوظبي 6.2%، ما يجعله صاحب أسوأ أداء على مستوى العالم بين مقاييس الأسهم الرئيسية التي ترصدها شبكة “بلومبيرغ” الأميركية.
ويمثل سهم “بنك أبوظبي الأول” FAB ما نسبته 43% من المؤشر، ويقول عنه العضو المنتدب ورئيس أبحاث الأسهم في شركة “أرقام كابيتال المحدودة”، التي لديها توصية البيع الوحيدة على هذا السهم بين محللين تتابعهم “بلومبيرغ”، جاب ماير، إنه “سيتعرض لضغوط أكبر” مع احتمال أن يبدأ المستثمرون التحول باتجاه أسهم أخرى، مثل “بنك أبوظبي التجاري” المُتدَاول حاليًا بخصم نسبته 30% قياسًا بسهم “أبوظبي الأول”.
وأوضح ماير أن سبب التراجع الأخير لسهم “أبوظبي الأول” يعود جزئيًا إلى “نمو ضعيف إلى حد ما”.
وجاء إدراج الإمارات في قائمة أوروبية سوداء لدول الملاذات الضريبية، ليزيد من مأزق البنوك والعقارات والتعاملات التجارية في الدولة الخليجية، التي يواجه اقتصادها ضغوطًا متزايدة، تنذر بتصدع العديد من القطاعات الحيوية.
وتبنت حكومات الاتحاد الأوروبي مؤخرا قائمة سوداء موسعة للملاذات الضريبية، أضافت إليها الإمارات ومناطق تابعة لبريطانيا وهولندا، في تعديل زاد عدد المناطق والدول المدرجة على القائمة إلى ثلاثة أمثال، وذلك بعد الكشف عن انتشار عمليات للتهرب الضريبي على نطاق واسع، تستخدمها الشركات والأفراد الأثرياء حول العالم.
وتواجه الملاذات المدرجة على القائمة السوداء أضرارا تلحق بسمعتها وقيودًا أكثر صرامة على التعاملات مع الاتحاد الأوروبي، لاسيما على صعيد القطاعين المصرفي والتجاري.
الأمر الذي يعني، حسب مراقبين، أن الحسابات البنكية والشركات التي تستثمر في الإمارات ستكون تحت التدقيق بشكل أكبر وربما تخضع الإمارات أو الشركات والبنوك التي تتخذ منها مقرا رئيسيا لها لعقوبات في حال إقرار الاتحاد الأوروبي عقوبات على الدول الموجودة على قائمته السوداء، ما يعني المزيد من المتاعب المالية للإمارات.
ويحذر الخبراء من تداعيات أخطر للقرار الأوروبي، مثل مقاطعة بعض البنوك العالمية للإمارات، كما أن الاستثمارات الأوروبية في الإمارات ستخضع للتدقيق ولإجراءات أكثر تشددا بشكل أكبر.
أما الخطوة التالية المتوقعة، فهي صدور قوانين أوروبية تقيد الاستثمارات في الدول المدرجة في القائمة السوداء للملاذات الضريبية.
وقال مسؤول في أحد بنوك الاستثمار الإقليمية إن “وضع الدولة على القائمة السوداء للملاذات الضريبية سيؤثر حتما على القطاعات المصرفية والاستثمار، وربما يطاول العقارات أيضا، فهي جميعا تدور في حلقة واحدة وسيكون هناك تداعيات لا يمكن إنكارها”.
وأوضح المسؤول أن “القائمة السوداء ستؤدي إلى خلق قيود على التعاملات مع المصارف في الدولة ومراقبة الكثير من العمليات إن لم يكن جميعها، كما أن القطاع الخاص والشركات الأوروبية التي لديها تعاملات مع الإمارات أو تتجه لضخ المزيد من الاستثمارات ستكون في خانة المراقبة”.
«بلومبيرج»: التدهور الاقتصادي وراء أزمة الوظائف في الإمارات
أكد موقع «بلومبيرج» الأميركي أن الشركات العاملة في الإمارات تعاني من ضغوط كبيرة أثرت على قدرتها على التوظيف ودفعتها إلى خفض الوظائف لديها.
وقال الموقع -في تقرير له- إن الأزمات الاقتصادية التي تواجها الإمارات حاليًا بسبب انخفاض أسعار النفط وانهيار السوق العقاري فيها، أجبرت الشركات على خفض الوظائف في مستويات سريعة لم تشهد الإمارات مثلها منذ عقد، مضيفًا أن الأوضاع التي تعاني منها البلاد حاليًا أثرت على ثقة الشركات العاملة في الإمارات في الوضع الاقتصادي.
ولفت التقرير -وفقًا لموقع «عربي21»- إلى أن مؤشر التوظيف المعروف ب «مؤشر مديري المشتريات» في بنك دبي الوطني انخفض إلى 47.5 الشهر الماضي، وهو أدنى مستوى يصل إليه المؤشر منذ عام 2009، بحسب تقرير أعدته مؤسسة «آي أتش أس ماركت» للإمارات، لكل من بنك دبي الوطني وبنك «بي.جي.أس.سي».
وتابع الموقع الأميركي: «مؤشر مديري المشتريات للإمارات انخفض إلى 53.4 % في شهر فبراير، من نسبة 56.1 % في شهر يناير، وهي أدنى قراءة منذ أكتوبر 2016». وأردف التقرير: «في الوقت الذي يتوقع فيه نمو الاقتصاد الإماراتي، الذي يعد ثاني أكبر اقتصاد عربي، بنسبة 3.1 % هذا العام، من 2.9 % المسجلة في عام 2018، فإن أسعار النفط المنخفضة وسوق العقارات الضعيفة يضعان ضغوطًا على الوظائف».
وقال عارف شريف -كاتب التقرير- إن أسعار العقارات في دبي، التي تعد مركز التجارة والسياحة في العالم العربي، انخفضت بنسبة 22 % منذ نهاية عام 2014، بحسب أرقام بنك التسويات الدولية، مشيرًا إلى أن نسبة 9 % من الشركات والمصالح التجارية التي تم شملتها الدراسة، قالت إنها عانت من نقص في الوظائف مقارنة مع شهر يناير.
وأورد الموقع نقلاً عن «آي أتش أس ماركت» قولها إن «بعض الشركات تعمل بالحد الأدنى من الموظفين من أجل تخفيف النفقات»، موضحًا: «لم تتغير كلفة الوظائف في الشهر الماضي، وهو ما يعكس ضعفًا في سوق الوظائف».
واختتم «بلومبيرج» تقريره بالإشارة إلى أن سوق الوظائف بالسعودية يواجه ضغوطًا، وأظهر مؤشر العمالة في أكبر اقتصاد عربي أدنى مستوياته منذ خمسة أعوام، فيما لم يتغير مستوى التوظيف في القطاع الخاص «بشكل عام»، أي بنسبة أقل من 1 % في الشركات التي تقول إنها تفتح الباب أمام التوظيف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.