قتل 11 فلسطينيا من بينهم تسعة مدنيين، اليوم الثلاثاء، في هجوم صاروخي على سيارة تحمل صواريخ واثنين من النشطاء في غزة وهو أكثر الهجمات من نوعه دموية منذ ما يقرب من أربعة أعوام. ويشير الهجوم إلى أن إسرائيل لن تتوانى عن استهداف فرق إطلاق الصواريخ في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية بالرغم من الاستنكار الذي اثاره مقتل سبعة مدنيين فلسطينيين على شاطئ بغزة، يوم الجمعة الماضية، في انفجار قال النشطاء انه نتيجة قصف إسرائيلي. ونقل موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" الاخباري على شبكة (الانترنت) عن وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي عمير بيريتس قوله للصحفيين في شمال إسرائيل "كنا نبدي ضبط النفس بسبب العاصفة التي اثارها حادث شاطئ غزة لكن هذا انتهى". ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الهجوم الصاروخي الإسرائيلي بأنه عمل من أعمال "إرهاب الدولة"، ومن المؤكد أن يدفع العدد الكبير من الضحايا بين المدنيين الجماعات الفلسطينية المسلحة نحو مواجهة أكثر ضراوة مع إسرائيل. وأوضحت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي في تل ابيب بعد الهجوم الذي وقع في الضواحي الشرقية لمدينة غزة "السيارة التي قصفناها كانت محملة بصواريخ كاتيوشا وراجمات صواريخ وكانت في طريقها لاطلاق تلك الصواريخ على إسرائيل". وقال شهود عيان إن طائرة إسرائيلية اطلقت صاروخين، وأضافوا أن الصاروخ الأول اصاب السيارة الأمر الذي ادى إلى اصطدامها بالرصيف. وعندما هرع افراد الانقاذ إلى الموقع اصاب الصاروخ الثاني السيارة والناس يتجمعون حولها. وقال مسئولون بالمستشفى إن تسعة مدنيين من بينهم طفلان واثنان من أفراد الإسعاف اضافة إلى اثنين من نشطاء الجهاد الإسلامي قتلوا وجرح زهاء 30 شخصا. وأوضحت حركة الجهاد الإسلامي أنها تودع، اليوم الثلاثاء، شهداءها ويوم الأربعاء ستودع إسرائيل قتلاها. وأمكن بوضوح رؤية صواريخ وسط حطام السيارة الصفراء. وقال الجيش الإسرائيلي إن تلك الصواريخ كان من الممكن أن تضرب اهدافاً تبعد قرابة 20 كيلومترا وهو مدى أكبر كثيرا من مدى صواريخ القسام البدائية الصنع التي يطلقها النشطاء عادة من غزة. وقال الجيش إن اكثر من 100 صاروخ أطلقت على إسرائيل منذ انفجار شاطئ غزة. وقال مسئول عسكري إسرائيلي كبير إن نتائج تحقيق أجراه الجيش الاسرائيلي في حادث شاطئ غزة من المقرر أن تعلن في وقت لاحق، اليوم الثلاثاء، تشير إلى الانفجار لم يكن على الارجح نتيجة قصف إسرائيلي. وأشار إلى أن من المحتمل أن السبب لغم أرضي زرعه النشطاء الفلسطينيون. وحملت حركة "حماس" التي تدير الحكومة الفلسطينية الآن الاحتلال الإسرائيلي المسئولية عن الانفجار واعلنت انتهاء التهدئة التي التزمت بها على مدى 16 شهراً. وشهدت الضفة الغربية مزيدا من حوادث العنف بين حركتي فتح وحماس. وقال شهود عيان إن أعضاء بحركة فتح أضرموا النار في مكتبين لحماس ببلدتي سلفيت وقلقيلية بالضفة الغربية. كما أطلق مسلحون من فتح النار على مؤسسة تابعة لحماس بمدينة نابلس. ولم يصب أحد في الحوادث التي جاءت بعد أن اشعل مسلحون من فتح النار في مكتب رئيس الوزراء اسماعيل هنية بمبنى المجلس التشريعي الفلسطيني في رام الله يوم الاثنين. وأذكى استفتاء دعا عباس إلى اجرائه في 26 يوليو تموز يتعلق برؤيته لقيام دولة فلسطينية بجانب إسرائيل التوتر الداخلي الفلسطيني. ووصفت حماس الاستفتاء بأنه محاولة انقلاب.