معركة منطقة حمض الكويتية شهدت أول عدوان وهابي مسلح على دولة الكويت عام 1920 ما يوازي مساحة دولة الكويت حالياً تعتبر أراضي محتلة من قبل الوهابية السعودية لربط الموضوع ببعضه: ذكرنا في السطور الأخيرة من الحلقة الماضية أول عدوان وهابي على الأراضي الكويتية في مايو 1920م من قبل المتشددين النجديين الذين فاجأوا القوة الكويتية في منطقة حمض وفتكوا بها وشتتوا قواها ونهبوا عتادها جاء ذلك على لسان الدبلوماسي الكويتي عبدالله بشارة اصح الله لسانه نفس الفكرة غير حرفية كتبها المستشرقون السوفيت من ضمن كتابهم المعنون: «من تاريخ الجزيرة العربية», الفارق البسيط ان المستشرقين السوفيت ذكروا تاريخ العدوان 16 مايو الفارق الآخر وصفوا المعتدين بالوهابية الظلامية أذيال الامبريالية البريطانية.. الخ.. اما عبارات الأستاذ عبدالله بشارة فقد كانت ملطفة.. اما المعلومات المغيبة فهي: إن البريطانيين ساعدوا الوهابيين في اقتحام منطقة حمض الكويتية بالسلاح والرجال وان قوة الوهابيين من الرجال والسلاح كانت تفوق القوة الكويتية المدافعة عن منطقة حمض بمقدار ستة أضعاف ورغم ذلك لم تسقط منطقة حمض بسهولة فقد أبدى المدافعون الكويتيون بسالة نادرة وقتلوا ثلث القوة المهاجمة من الوهابيين المعتدين ولم يستطيعوا احتلال منطقة حمض إلا خامس يوم بعد أن سقط عشرات الشهداء من الكويتيين ومئات القتلى من الوهابيين السعوديين. - ملاحظة توصيف القتلى الكويتيين بالشهداء والصرعى السعوديين بالقتلى هو توصيف سليم كون الكويتيون المدافعون عن أرضهم هم شهداء وعلى حق والسعوديون هم معتدين على باطل.. عودة إلى الموضوع من أهم المعلومات المغيبة أن منطقة حمض الكويتية وما جاورها ليست في أطراف الحدود الجنوبية الكويتية, بل هي في عمق الأراضي الكويتية, أما المناطق التي تقع في الطرف الجنوبي للكويت إلى يناير من عام 1920م فهي الاحساء والدمام والقطيف وما جاورها وهي الآن محسوبة ظلماً ضمن أراضي المملكة السعودية. إن المستشرقين السوفيت قد وضحوا حقائق تاريخية ضمن كتاب «من تاريخ الجزيرة العربية» من ضمنها القول: إن الفترة من 6يناير 1920 إلى 31 ديسمبر عام 1932م أي أربع سنوات تشهد بان الكويت قد تعرضت إلى ظلم كبير جداً والمتمثل في مصادرة وقضم أراضيها من خلال الزحف المبرمج في أراضيها من جهة الجنوب بتآمر بريطاني وجشع آل سعود وأعوانهم باسم الدين من الوهابيين حيث تقدر مساحة الأراضي الجنوبية الكويتيةالمحتلة من قبل آل سعود ما يوازي مساحة دولة الكويت حالياً. ملاحظة: حول هذه المعلومة- أي الكويت الجنوبي المحتل- ومن اعتقادي أو ظني أن البلاشفة الأوائل سلام الله عليهم آباء أو أجداد مدرسينا الدكاترة السوفيت في أواخر الثمانينات من القرن الماضي وتحديداً في نوفمبر عام 1989م لا أتذكر التاريخ وكنت آنذاك برتبة نقيب ادرس في معهد باذيب للعلوم الاجتماعية في عدن قلت في نفسي سأستفهم أكثر فأكثر عن الأراضي الكويتيةالمحتلة بالحجم الذي درسناه نعم سأستفهم من مدرس التاريخ الدكتور السوفيتي فلان- احتفظ باسمه قلت له عفواً يا دكتور قبل أن ندخل في درس الاحتلال السعودي للأراضي القطرية بتآمر بريطاني اسمح لي بسؤالين أو ثلاثة يخص الاحتلال السعودي الوهابي للأراضي الكويتية بتآمر بريطاني.. قال تفضل اسأل.. قلت له لماذا لم تحتج القيادة الكويتية والشعب الكويتي على احتلال أرضهم آنذاك.. وهل تعتقد انه يوجد كثير من الشخصيات الثقافية والاجتماعية والقيادات الكويتية في الوقت الراهن يعرفون كل حقائق التآمر البريطاني السعودي على الكويت؟؟ الراهن المقصود في عام 89م. السؤال الثالث: كيف استطاع الوهابيون احتلال أراضي كويتية شاسعة خلال أربع سنوات وهي الفترة الممتدة من 6 يناير عام 1920 وحتى 31 ديسمبر عام 1932م؟. الإجابة على السؤال الأول قال الدكتور والمستشرق السوفيتي ما معناه أن القيادة الكويتية القديمة كانت تعول على اتفاقية الحماية مع بريطانيا عام 1899م ثم وثقت نفس القيادة بالاتفاقية البريطانية العثمانية عام 1913بشأن الحدود الكويتية ولم تتوقع القيادة الكويتية أن بريطانيا ستخون الأمانة وتبرم اتفاقية سرية مع الوهابيين لاحتلال أراضٍ كويتية شاسعة امتدت من مناطق الإحساء والدمام والقطيف والتي بدأ احتلالها في 6يناير 1920م ووصل الزحف الوهابي المحتل إلى منطقة حمض في 16 مايو عام 1920.. والرد على السؤال الثاني قال: أكيد يوجد كثير من الشخصيات القيادية وغير القيادية والمؤرخين الكويتيين يعرفون حقائق التآمر البريطاني والوهابي على الكويت أرضاً وإنساناً, فعلى سبيل المثال الدبلوماسي الكويتي عبدالعزيز حسين والأديب الكويتي عبدالعزيز البحريني الذي توفي في الخمسينيات وكان له علاقة جيدة مع الأديب السوفيتي رسول حمزاتوف يعرف حقائق التآمر البريطاني الوهابي على الكويت أكثر من غيره كونه عمل عدة سنوات في السعودية وتربطه علاقة شخصية جيدة مع الملك عبدالعزيز آل سعود. أما إجابته على السؤال الثالث فان فكرتها متطابقة مع ما جاء في ص64 من مقالة الأستاذ عبدالله بشارة في (العربي) العدد (609) لشهر أغسطس 2009.. عودةً إلى الموضوع: قال الأستاذ عبدالله بشارة «وقد شعرت قوات الإخوان بعد معركة حمض بسهولة التوجه إلى الكويت لفرض مذهبها المتشدد على سكانها خاصة في غياب الاهتمام البريطاني بما تعرضت له قوات الشيخ سالم في حمض والواقع أن معركة الجهراء التي حدثت في العاشر من أكتوبر 1920 والتي جاءت بعد الزحف المبرمج الذي اتبعه الإخوان للوصول إلى قرية الجهراء والقريبة من مدينة الكويت هي من إفرازات الغموض في الموقف البريطاني الذي لم يتصد لتقدم قوات الإخوان من الجنوب ولم يعترض على وصولها إلى الجهراء وإنما تجاهل تهديداتها إلى أن اصطدمت بقوات الكويت في 10 أكتوبر 1920م وعندها فقط ظهر القرار البريطاني في ملاحقة الإخوان وإبعادهم نهائياً عن الأراضي الكويتية الواقعة داخل الدائرة الحمراء». ملاحظة: الحدود والأرض الكويتية هي كل لا يتجزأ لكن حكاية الدائرة الحمراء والدائرة الخضراء هي من أساليب الكذب والنصب البريطاني على الكويت قبل 100 عام من الزمان والذي سنوضحه في الحلقة القادمة وهي الحلقة الخامسة والأخيرة من هذا الموضوع. مرجع هذه الحلقة السطور المقوسة أعلاه: 16 سطراً من ص64 من مجلة العربي العدد 609 لشهر أغسطس 2009 من مقالة معنونة «الكويت وأوجاع الجغرافيا» لكاتبها الدبلوماسي والكاتب الكويتي المعروف عبدالله بشارة الأمين العام الأسبق لمجلس التعاون الخليجي.. يتبع..