ما يدور اليوم في لبنان شأن لبناني بحت، ولكن ما نخشاه ان يتحول الى مصالح اقليمية وتدخلات دولية قد تزحزح الخارطة الجيوسياسية والنثروبولوجية في لبنان.. صحيح ان هناك ازمة اقتصادية خانقة يعاني منها الشعب اللبناني وكل بيت في لبنان يعيش آثارها وافرازاتها الكارثية.. فالخروج عن تلك الاوضاع المأساوية يتطلب الحكمة والمرونة والشفافية في معالجة الاخطاء اياً كانت تلك الاخطاء سياسياً او اقتصادياً او في اختلاف وجهات النظر الفكرية أو السياسية.. كلنا يدرك ان هناك كماً هائلاً من الاوراق المتباينة والرؤى المختلفة في المشهد السياسي لكن مصلحة لبنان فوق مصالح الجميع، لان اي خلل في تلك الاوراق قد يؤدي الى تدخلات عربية او اقليمية او دولية وتشويه الخارطة الجيوسياسية اللبنانية.. فالبوصلة اللبنانية الآن في قلب بيروت والشعب اللبناني شعب حضاري راق عانى كثيراً من ويلات الحروب والنزوح والاغتراب.. فالذين يحاولون اغتصاب او تدوير الاحداث او تسييس الموقف لمصالح آنية او أثنية ستنعكس نتائجها السلبية على كافة اللبنانيين بل والمنطقة برمتها.. علينا ان ندرك خطورة ونتائج اوراق اللعبة والقوى المناوئة التي تقف وراءه.. يكفي لبنان حروباً ودماءً وتمزيقاً والذي سيدفع الثمن باهظاً في الاخير هم اللبنانيون انفسهم.. لذا مازال السيناريو الامريكى – الاسرائيلي تجاه لبنان قائماً رغم اختلاف معطيات القوة والتوازن والامكانات.. والمصالح الاقليمية والدولية بالمرصاد لكل حدث او موقف يحدث في لبنان.. فأين عقلاء وحكماء لبنان من تلك الاحداث؟! لا بد من الصراحة والوضوح والكشف عما يحدث وتسمية الاشياء بأسمائها الحقيقية دون تحوير او تجيير.. ما جرى ويجري من لبنان كان تحركاً للمياه الراكدة فقبل ان ننحر لبنان من الوريد الى الوريد علينا ان نتحاور بمنطق العقل والحكمة والحوار الحضاري المسؤول الذي ليس فيه غالب او مغلوب لمصلحة لبنان ارضاً وانساناً ووحدة وهوية.. يكفي جموداً أيديولوجياً وتماهياً مع السلبيات وصراعاً مع اليمين واليسار في ظل هكذا مشاحنات ومناكفات لا نستطيع ان نؤسس لحالة من الامن والسلام الاجتماعي.. ولابناء دولة مدنية حديثة في لبنان.. افيقوا يا شعب الحضارة والثقافة والريادة فهناك من يحسدكم على نعمة الاستقرار ولو كانت مؤقتة..!!