نفت إيران ضلوعها في الاحتجاجات العنيفة عند السفارة الأمريكيةبالعراق وذلك بعدما أنحى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باللائمة على طهران في هجوم استهدف البعثة الدبلوماسية الأمريكية وقال إنه سيحملها المسؤولية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي في بيان نشر على موقع الوزارة على الإنترنت ”المسؤولون الأمريكيون لديهم الجرأة المثيرة للدهشة على اتهام إيران في احتجاجات الشعب العراقي على قتل (واشنطن) الوحشي 25 عراقيا على الأقل“. وكان محتجون غاضبون، اقتحموا أمس الثلاثاء، بوابة ثانية للسفارة الأمريكية وسط بغداد، وأضرموا فيها النيران، وسط انتشار لقوات عراقية خاصة لاحتواء الاضطرابات، بحسب مصدر أمني وشهود عيان. وأبلغ ثلاثة شهود عيان الأناضول، بأن العشرات من المحتجين الغاضبين اقتحموا بوابة للسفارة الأمريكية وهي بمثابة نقطة أمنية، وأضرموا فيها النيران، وذلك بعد ساعات من اقتحام حرم السفارة وإضرام النيران في إحدى بواباتها وأبراج مراقبة وكرفانات. وقال مصدر أمني من شرطة بغداد، للأناضول، مفضلا عدم الكشف عن هويته، إن "السلطات العراقية نشرت قوات خاصة في محيط السفارة لإبعاد المحتجين الذين لا يزالون يرشقونها بالحجارة". وأضاف المصدر، أن "هذه القوة مهمتها بالأساس حماية المنطقة الخضراء التي تتواجد فيها السفارة وسط بغداد". وقبل ساعات، اقتحم العشرات من المحتجين الغاضبين، حرم السفارة الأمريكيةببغداد، وأضراموا النيران في إحدى بواباتها وأبراج المراقبة والكرفانات التي تستقبل المراجعين، قبل أن تتمكن قوات مكافحة الشغب من إبعادهم عن الحرم إلى محيط السفارة. وأصيب 23 محتجا بإصابات وحالات اختناق جراء إطلاق قوات مكافحة الشغب وحرس السفارة قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، خلال الاضطرابات التي سبقته إجلاء موظفي السفارة بمن فيهم السفير ماثيو تولر، والإبقاء على بعض الجنود الأمريكيين الذي يقومون بأعمال الحراسة. من جانبه، دعا رئيس تيار "الحكمة" عمار الحكيم، الأطراف كافة إلى "ضبط النفس وتجنب التصعيد وعدم الانجرار للفوضى". وأضاف الحكيم، في بيان اطلعت عليه الأناضول، إن "على الحكومة العراقية تحمل مسؤوليتها في حماية البعثات الدبلوماسية العاملة في العراق، والحفاظ على سمعته الدولية وما حققه من انفتاح تجاه المجتمع الدولي، بما يضمن أمن واستقرار البلاد ". وأشار الحكيم إلى "ضمان الحق في الاحتجاج السلمي وحرية التعبير عن الرأي، شريطة عدم الانجرار للفوضى". وتأتي الاحتجاجات ضد هجمات جوية شنتها القوات الأمريكية، الأحد، على كتائب "حزب الله" العراقي، وهي أحد فصائل الحشد الشعبي، في محافظة الأنبار غربي العراق، ما أدى إلى مقتل 28 مسلحًا من الكتائب وإصابة 48 آخرين بجروح. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، في بيان الأحد، إن هذه الضربات تأتي ردا على هجمات صاروخية شنتها الكتائب على قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنودا ودبلوماسيين أمريكيين قتل خلال أحدها مقاول مدني أمريكي قرب مدينة كركوك شمالي العراق. من جانبها قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها سترسل حوالي 750 جنديا من الفرقة 82 المحمولة جوا إلى الشرق الأوسط إضافة إلى إرسال قوات مشاة البحرية لحماية أفراد السفارة وإن قوات إضافية ستكون جاهزة لإرسالها خلال الأيام القليلة المقبلة. وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر في بيان ”نشر القوات هذا إجراء مناسب واحترازي تم اتخاذه ردا على زيادة مستويات التهديد ضد أفراد ومنشآت الولاياتالمتحدة مثلما شهدنا في بغداد اليوم“. وقال مسؤولون أمريكيون، طلبوا عدم نشر أسمائهم، إن 750 جنديا سيتمركزون في البداية خارج الكويت. وقالوا إنه يمكن إرسال ما يصل إلى 4000 جندي إلى المنطقة في الأيام المقبلة إذا لزم الأمر. ويتمركز ما يربو على 5000 جندي أمريكي في العراق لدعم القوات المحلية.