إن الاحداث تفصل في كتب التاريخ بتطوراتها التي لا يمكن للعين تجنبها أو العبث بها مهما صار الكسوف حقيقياً في اذهاننا وانشقت في إطار طائفي ومذهبي بحت لأنها بخطوط حمراء، فمن العرب؟! هل هم الساكنون في المنطقة العربية، يقال إن العرب من العاربة وهم العرب الأقحاح الذين بقوا واستمروا حتى جاء العرب جمعيا، والروايات الاخيرة انهم ساكنوا الحجاز واليمن وفي جنون الهلال الخصيب وصولا الى هذا العصر الذي مر عبر محطات عاصفة من جذور حتى الحدود، أم محاولة من الحركة الصهيونية بإنكار أصل العرب في كتبهم القديمة وأنهم مجرد متحدثون للغة العربية، ففي ذلك خطورة على المنطقة العربية! تجاوزا للحركة الصهيونية الإسرائيلية و موقفها. فالعرب مروا بسياسات وقيادات مختلفة سابقا تحت ايدي الإمبراطورية العثمانية والمغولية والصوفية ودولة السعديين هذا ما أخبرنا به التاريخ وما نعلمه دون تشكيك.. أما الآن في أرض تمتد أغصانها الى جميع المناطق العربية تحت بطانات ضبابية غير مرئية توجد القبيلة والطائفية والمذهبية والحزبية مثل شجرة عملاقة تم قطع جذورها وأعطاها جذوراً أخرى لنقلها للمنطقة العربية لتبث الخراب في كل مكان فلا عراق حيً ولا مصر يعيش ولا يمن يوحد، فكل الدول لها من النزيف نصيب، فالسياسة هنا تعني الصمت أو الموت أما خيار العلمانية يبدو أقرب للاستحالة، فصديقي اللبناني يحدثني هل المسلم يحكم المسيح أما العكس؟ أم ان الشيعة تحكم السني أم القبيلة أو حتى الصعيد أو الملك باي وجه! كانت تبدو تلك الجذور فهي مثل الوباء في المنطقة العربية حتى ظهور داعش هل هو حتما الخيار كل تلك الاختلافات والصراعات بين أفراد البذرة الواحدة لا يستكين وهي التي اغتصبت كرامتنا قبل النساء ونهبت النخوة قبل الاموال. إن الأمة العربية والإسلامية تواجه تحديات كثيرة وأكثرها خطورة تهدد الوجود والوحدة والمستقبل والهوية هي القوى الاستعمارية الامريكية والصهيونية وأدواتها في المنطقة، ونضرب مثلا لبنان الشقيق وفلسطين الحبيبة وذلك أمام نظام يعجز عن اتخاذ موقف واحد لمواجهة مشاريع التفتيت والتجزئة التي تريد «إسرائيل» التي تقف خلف ما يحدث في فلسطينوالعراقولبنان، وخلف حالة التشرذم والتجزئة في العالم العربي، لكونها تشكل التحدي الرئيسي للأمتين العربية والإسلامية، ومؤشرا واضحا على استمرار سياسة التجزئة التي فرضتها الإمبريالية العالمية على العرب والمسلمين، ونجاحاً للحركة الصهيونية والقوى الاستعمارية التي زرعت دولة يهودية – صهيونية غريبة في قلب الوطن العربي لتجزئته وهي القوى نفسها التي تسعى إلى تجزئة العراقولبنان ومناطق أخرى في العالمين العربي والإسلامي. قد لا ننسى سلفا بعض الدراسات التي نقبت في شأن الوطن العربي وأهم ثرواته (النفط) والتي تشير إلى ثلاثة مرتكزات أو محددات عند الجابري (العقل السياسي والاجتماعي): القبيلة والغنيمة والعقيدة بمعنى أن الفكر السياسي العربي الى الآن تحكمه هذه الدوافع اللاشعورية، ففي الوقت الراهن لا توجد منطقة عربية دون بئر سوداء ذي خطوط حمراء، فعندما تريد اسقاط أي أمة عليك بإسقاط ثقافتها أولا وهذا ما تفعله اسرائيل اليوم بحجة أن المنطقة العربية والاسلامية متعددة الهويات والأقليات فمحاولة التشكيك والتدمير في الوحدة القومية وإنكار وجود أمة واحدة كما تحاول إسرائيل اليوم إنكار الوجود الفلسطيني عبثا «بأن فلسطين شعب بلا أرض»، ولا يقل أولئك مدعيي العروبة من آثروا الشعور بالكراهية وبناء أحلام في الهجرة الى دولة اليهود ببناء دولة على أرض فلسطين.