تنفيذ مضامين الرؤية الوطنية أهم أولويات المرحلة الراهنة انتصارنا كشعب لا يكتمل إلا بانتصار الأمة كلها طرد القوات الأمريكية من المنطقة نهاية الهيمنة والوصاية وهو التحرير الحقيقي لفلسطينالمحتلة تقرير: طاهر العبسي- احمد الزبيري في الوقت الذي حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء تواجه عدوانا كونيا, في الوقت ذاته تشرع في ترجمة وبلورة الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة إلى واقع.. مستوعبة في حساباتها وهي تسير نحو بناء الدولة المتغيرات الإقليمية والتحولات الدولية المتسارعة. لا أحد كان يتخيل أن بإمكان اليمن أن يصمد أمام حرب عدوانية إجرامية قذرة وشاملة طوال هذه السنوات, والتي ليس فقط جعلت هذا الشعب المظلوم المفقر قوياً وقادراً على مواجهة تحالف سعودي امريكي اماراتي بريطاني صهيوني عسكري, بل وصار اليوم يتوجه برؤية اجتماعية سياسية واقتصادية وثقافية نحو بناء الدولة التي لطالما تطلع إليها وناضل من أجلها اليمنيون طوال تاريخهم المعاصر وبالمقال نجد الافخاج والاشراك التي نصبها المتآمرون المعتدون من الخارج والداخل يقعون فيها بما تشهده المحافظاتالمحتلة من صراعات دموية وفقاً لأجندة المعتدين الممولين لأولئك المرتزقة الخونة التي قد تتحول من صراعات بين الأدوات الوكلاء إلى صراعات بين العملاء الأصلاء للاستعمار والامبريالية والصهيونية التي تعيش آخر أيام وسنوات وجودها في المنطقة على طريق افساح المجال لنظام دولي متعدد الأقطاب يعيد لهذا العالم توازنه ويكون أقل انفاقاً وأكثر عدالة.. وفي هذا السياق يأتي تدشين القيادة السياسية الحقيقية للجمهورية اليمنية الخطة الاستراتيجية للعام 2020م من المرحلة الأولى للرؤية الوطنية لبناء الدولة ومؤسساتها على اسس وطنية جديدة وحديثة ومواكبة لمتطلبات وموجبات السيادة والاستقلال على قاعدة وحدة سياسية واقتصادية تكاملية مقاومة يسهم ويشارك فيها كل ابناء اليمن من شرقه إلى غربه ومن جنوبه إلى شماله, وما نقوله هنا لم يعد مبنياً على أماني وتمنيات, بل هذا خيار تفرضه ما تعتمل في المنطقة من أحداث وما تشهده من تغيرات استراتيجية على كل الأصعدة وفي قلب هذا كله اليمن. المرحلة الراهنة التي تعيشها منطقة غرب اسيا والشرق الأوسط عموماً والعالم عموماً حبلى بالأحداث, وندرك أن مخاضاتها متعسرة لكنها في الأخير ستلد وطبيعة وشكل وجوهر هذا المولود مرتبط باصطفافات القوى المتصارعة المنقسمة إلى محور خير يسعى إلى السيادة والاستقلال في القرارات والتوجهات ومحور شر يسعى إلى الهيمنة على الأمة وثرواتها ومقدراتها وهويتها عبر السيطرة على دولها وتقسيمها وتشظية شعوبها إلى كيانات وكنتونات طائفية ومذهبية وعرقية متصارعة هشة وضعيفة, ومع أن مثل هذه المشاريع قد أفشلت سابقاً لكن محور الشر والاستكبار مازال مصراً ويسعى عبر مخططات توسيع حلفه الذي تتناهشه صراعات المصالح المبنية على غطرسة القوة الأمريكية التي تنتقل اليوم من ذروة سيطرتها العالمية الأحادية القطبية إلى الانحدار.. ما سبق يوصلنا إلى فهم حقائق واستحقاقات المواجهة التي لم تعد تقبل او تحتمل تجزئة التصدي والمواجهة, بل ينبغي على محور الخير مقاومة كل ما يراد لهذه الأمة من ذل وهوان كجسم واحد.. فالأعداء من اختلاف الى خلاف الى صراع ونحن الى تماسك وتوحد واصطفاف بعد ان اتضحت اهداف وغايات الامريكي والصهيوني والبريطاني والغربي بشكل عام وادواتهم من القوى الرجعية المستحوذة على ثروات الامة وتوظيفها في مساعي تنفيذ مخططات الاعداء الذين يعيشون اليوم حالات من الارتباك والخوف والدهشة والفزع الناجمة عن اعمالهم الشريرة التي لم تترك وسيلة او اسلوباً تآمرياً قذراً وخبيثاً الا واستخدمته حتى ضاقت خياراتهم وقلت حيلهم الماكرة, وهذا كله يتكشف في تخبطهم بين التعويل على حرب العقوبات الاقتصادية لابقاء هيمنتهم وبين الصفقات المشبوهة التي سرعان ما تساقطت في خريف امريكا وطابورها الراحل جيوش وحكام خونة وانظمة عميلة الى حد البؤس.. وفي ظل هذا كله لم تكن قوى الخير في هذه الامة فقط تواجه وتقاوم هذه المشاريع بدماء ابنائها الطاهرة وانما ايضاً كانت تقرأ المعطيات وتحتوي التداعيات وتستوعب المتغيرات وتحدد اتجاهاتها والوقوف على ملامح سياقاتها.. واضعة نصب أعينها مهام الحاضر بأبعاد مستقبلية.. مستشرفة الانتصار النهائي الذي تجسيدات خياراته النهائية طرد الوجود العسكري الأمريكي من المنطقة.. عندها يصبح الطريق سالكاً لتحرير فلسطين من لفيف أوباش الأرض الصهاينة الذين جمعتهم الى ارض فلسطين المباركة المقدسة بريطانيا من كل اصقاع العالم ليكونوا قاعدة متقدمة لاستمرار الهيمنة على موقع المنطقة الاستراتيجي وثرواتها, وتبناهم من بعدها الشيطان الاكبر امريكا.. رحيل الجيش الامريكي سيجعل من استعادة القدس وكل فلسطين تحصيل حاصل.. ولبلوغ هذه الغايات العظيمة علينا ان نستعد دولاً وشعوباً باعادة ترتيب أولوياتنا انطلاقاً من بناء دول مستقلة تملك قرارها وتحول خططها وبرامجها في هذا الاتجاه إلى التطبيق لتلبية استحقاقات الفترة التاريخية التي تقتضي الانتقال من تجزئة عملية الدفاع عن قضايانا المصيرية المحقة والعادلة ككتلة واحدة وهذا هو السياق الذي يعمل عليه من قبل القيادة الثورية العليا للوطن وهذا هو اتجاه التحركات الدؤوبة لتنفيذ الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة.